أثارت شبكة “قدس الإخبارية” يوم الجمعة، ضجة كبيرة عبر مواقع السوشيال ميديا عامة والمجتمع النابلسي خاصة، بعد نشرها صورة لأحد الفدائيين خلال اشتباكات وقعت في البلدة القديمة صباحاً والتي أدت إلى اعتقال الفتى أحمد المصري “فرعون” بعد محاصرة منزل تحصن به من قبل جيش الفاشية اليهودية.
غضب شعبي كبير وانتقادات حادة ولاذعة، حدثت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة “تليجرام”، والذي أثار ضجة كبيرة استهدفت وكالة “قدس” الإخبارية وعدد من الشبكات الإعلامية والصحفيين، بعد نشرهم لصورة فدائي مسلح، اعتبرها المواطنين خرق لأخلاق المهنة الصحفية، ومطالبين بإغلاق وكالة “قدس” في الضفة الغربية بشكل كامل، ومنعها من العمل.
تحذيرات شديدة أيضاً، وصلت إلى الصحفيين الفلسطينيين عبر القنوات والسوشيال ميديا بالتزامهم بأخلاقيات مهنة الصحافة والحفاظ على الفدائيين والمسلحين خلال خوضهم معارك مع جيش الاحتلال أثناء اقتحامه للمدن في الضفة الغربية، وعدم نشر صورهم أو كشفهم ليتم رصدهم من قبل الاحتلال وملاحقتهم وتعريضهم إما للاعتقال أو للاغتيال.
وأثني العديد من القنوات والمجموعات ورواد السوشيال ميديا أيضاً، على الصحفي بكر عبد الحق مراسل تلفزيون فلسطين، الذي يقوم بإزاحة الكميرا خلال البث المباشر للتلفزيون الرسمي عن المواطنين أثناء اقتحام قوات الاحتلال لمدينة نابلس.
عبد الحق أكدّ أنّ الأولوية دائماً تكون خلال التغطية الصحفية للفدائيين والمواطنين، بشكل عام.
وقال عبد الحق، إنّ هذا يندرج تحت الإلتزام الوطني قبل الأخلاقي للمهنة الصحفية، مشدداً أننا كصحفيين نحرص دائماً في الميدان على أن نتجنب اظهار صور المقاتلين خلال الاقتحامات التي تشنها قوات الاحتلال.
وشدد، أنّ هذا الأمر أثبتنا ثقة كاملة من المواطنين وحتى المسلحين، في أماكن التغطيات بحيثُ لا نؤثر على أمن هؤلاء المسلحين ونغطي الأحداث بحقيقتها ونكون في مواقع المواجهة مع الاحتلال في نقل صورة هذا الحدث.
ونوه، أنّ الاحتلال الإسرائيلي يتابع عن كثب الإعلام الفلسطيني، وبالتالي قد نتحول دون أن ندري إلى أداة يصطاد فيها أو من خلالها جيش الاحتلال للشبان والمقاتلين والفدائيين، مضيفاً أنّ هذا يضعنا في صورة الشك ودائرة صعبة للغاية ويخرجنا عن الرسالة الأسمى التي نسعى دائماً إيصالها في الميدان.
وتابع، أنّ من حق المواطنين انتقاد أي صحفي أو شبكة ووكالة إعلامية حول هذا الأمر، مطالباً بأنْ يكون هناك تنظيم ذاتي من قبل الزملاء وهذه معايير يتوجب على الصحفي أن يلتزم بها من دافع ذاتي وأن يتبناها ضمن فلسفة العمل في الميدان.
وأضاف، أنّ النقد مشروط ومهم ليصوّب أي خطأ قد يقع فيه الصحفيين وأعتقد أنه عن غير قصد، ولكن نكون كصحفيين بحالة ارتباك كبيرة خلال العمل بفعل حدة الاشتباكات الواقعة خلال الاقتحامات خاصة في الفترة الأخيرة.
وأوضح أبو بكر ، أنّنا نحاول أن نوازي ما بين الوصول إلى المعلومة والرسالة التي نريد إيصالها، وبذات الوقت لا نريد أن نتسبب في أذى للشبان، فالنقد مشروع ومن حق أي شخص أن ينتقد بهذا الأمر، وأنا أتابع شخصياً كل ما يقال خلال التغطيات، حتى أحسن أكثر من هذه التغطيات لتكون عند حسن الجمهور.
ويكمل حديثه قائلاً، إنّ العامل الأساسي هو الثقة، وهذا الثقة نكتسبها من خلال الوعي والالتزام بالمسئولية المجتمعية والأخلاقية وايضاً الوطنية، مشدداً أنّ الأمر غير مقتصر على المقاتلين والمناضلين الفلسطينيين في مواقع المواجهة، ولكن هناك مسئولية ملتزمة تجاه أهالي الشهداء وذويهم، وتجاه جثامين الشهداء والابتعاد عن كل ما يمس الكرامة الانسانية لهم، وبالتالي الأمر هو تراكمي ينجم عن خبرة وتبني الصحفي قواعد وأسس مهنية تضبط عمل الصحفي بالميدان بحيث تجعل منه صحفي يعمل في إطار المسؤولية المجتمعية والوطنية.
واستدرك مراسل تلفزيون فلسطين حديثه قائلا: علينا أن نأخذ انتقادات الشارع الفلسطيني بعين الاعتبار، في التغطيات المقبلة، وهذا ما يحدث معنا دائماً، لذلك نحن اليوم نستطيع الدخول إلى أي مكان وأي حدث بفعل الثقة التي اكتسبناها من هذه المسئولية تجاه من يكون متواجد في ميدان المواجهة مع الاحتلال، ولولا هذه الثقة لم نتمكن من تغطية هذه الأحداث المتواصلة على مدار الساعة للعدوان سواء في جنين أو نابلس.
وأكد عبد الحق مجدداً، أنّ لا أحد من الصحفيين يقصد أو عن سبق أصرار وينشر صور الفدائيين ويكشف مواقعهم وأن يقوم بمثل هذه الممارسة، ولكن أحياناً يكون هناك انجرار ورا السبق الصحفي، فربما تقدير خاطئ من مصور دون القصد بشكل أساسي في هذا الأمر.
مصور قدس: طالبت إدارة الوكالة حذف الصورة ورفضت!
رفصت وكالة “قدس الإخبارية” والتي تتبع حركة حماس، حذف صورة أحد الفدائيين الذي خاض اشتباكاً مسلحاً مع جيش الفاشية اليهودية، خلال اقتحامه صباح الجمعة لنابلس، وحاصر أحد المنازل في بلدتها القديمة، وهذا بحسب ما أفاد مراسلها في المدينة.
وأخرج عبد الله بحش مصور ومراسل وكالة “قدس الإخبارية” من مدينة نابلس، نفسه من دائرة الشك المجتمعي، بعد الضجة التي حدثت ضد الوكالة التي يعمل بها، نتيجة انتقادات الشارع الفلسطيني على نشر صور وأماكن الفدائيين خاصة في مدينتي نابلس وجنين.
عبد الله عقب حول هذه القضية، خلال اتصال أجريناه معه قائلاً: “بشكل شخصي أنا كنت أقوم بتصوير الأحداث في مدينة نابلس، وأمتنع كلياً عن تصوير.
المصور بحش: إدارة الوكالة رفضت طلب مني بحذف صورة أحد الفدائيين..
ضجة كبيرة ضد “قدس الإخبارية” بعد نشرها صور فدائيين خلال اشتباكات خاضوها مع جيش الفاشية في نابلس.
وقال بحش، إنّني أتجنب دائماً تصوير أماكن تواجد المقاومين أو حتى المقاتلين أنفسهم خلال خوضهم المعارك المسلحة مع جيش الاحتلال.
وتابع، أنّ مصور الوكالة الفرنسية، قام بتصوير أحد المقاتلين خلال اشتباكه مع قوات الاحتلال في نابلس، وقامت إدارة شبكة قدس نت بنشرها، وعندما طالبتهن بحذفها رفضوا ذلك.
وشدد، أنني صحفي أعمل دخل هذه الوكالة فقط ولست إدارياً فيها، وسياستي تختلف عن سياسة قدس الإخبارية، وأنا ألتزم كصحفي بمعايير الأخلاق المهنية تجاه المقاومين الفلسطينيين، وأتجنب كلياً هذا الأمر.
وحول الضجة التي حدثت في السوشيال ميديا ضد شبكة “قدس” والتي يعمل فيها المصور بحش، شدد عبر “أمد”، عند استياءه مما حدث، وأنه رغم التعب ورضاه عن نفسه من تغطيته للأحداث، إلا أنّ صورة واحدة نشرت دمرت كل المعنويات وأثرت بداخلنا نتيجة ما رأيناه من شتائم وانتقادات عنيفة ضد الوكالة.
بحش نشر عبر صفحته على “فيسبوك” حيثُ قال: أنا أعمل مع شبكة قدس الاخبارية، وأؤكد أنّه خلال تغطيتي الصحفية اعمل بحرص، وحرص كبير على عدم اظهار اي من الشباب سواء بالقاء حجارة او اطلاق نار، وليس كل ما ينشر على الشبكة هو من تصويري، والصورة المتداولة هي من تصوير الزملاء بالوكالة الفرنسية.
رسائل تحمل مسؤولية المهنة الأخلاقية..
ووجه الصحفي حبش رسالته لزملاءه الصحفيين، أن يحافظوا في الدرجة الأولى، على حياة الشباب والفدائيين والمسلحين من غدر جيش الاحتلال الذي يتابع الصحفيين بشكل مباشر ودائم.
وأكمل رسالته قائلاً: أنّ سلامة المقاتلين تأتي بعد سلامة الصحفي بدرجة أولى، لذلك علينا الالتزام بمنع تصويرهم للحفاظ على حياتهم.
وفي رسالة وجهها عبد الحق لزملاءه في المهنة ، بأن يجعلوا الأولوية دائماً للمسؤولية المجتمعية والوطنية، وأن لا نجعل السبق الصحفي على حساب أرواح هؤلاء المقاتلين، والأخذ بعين الاعتبار أننا نتعامل اليوم مع حالة نضالية فريدة من نوعها، لذلك علينا تحمل مسؤولية أكبر وأن نكون داعمين وحاضنين لها إعلامياً.
وطالب، من المؤسسات الصحفية التي تقوم بتصوير ونشر صور للمقاتلين سواء بقصد أو بغير قصد، أن تبتعد هذه الممارسات هذه الفترة القادمة.