قمم هامة لدى السعودية

بقلم: حمادة فراعنة

بات تقليداً نظمته العربية السعودية بعقد قمم على درجات تدريجية مع قادة دول كبرى، وبصرف النظر عن التفاصيل، فقد فرضت الأهمية السياسية والاقتصادية والأمنية لهذه القمم لتكون موضع تدقيق ومتابعة من قبل كافة المراقبين.


في 20/5/2017 عقدت القمة السعودية الأميركية مع الرئيس السابق دونالد ترامب، أعقبه اليوم الثاني عقد قمة أميركية خليجية، ليتوج باليوم الثالث بالقمة الأميركية الإسلامية، حضره زعماء أكثر من خمسين دولة جمعتهم العاصمة السعودية الرياض.

قمم الرياض الثلاث اهتمت على المستوى السياسي بتنسيق الجهود لمواجهة: 1- التطرف، و2- إيران، والتعاون الاقتصادي الثنائي بين الرياض وواشنطن، بلغ استثمارها أكثر من 400 مليار دولار، ووقعتا إعلان رؤية استراتيجية سعودية أميركية مشتركة، نصت على “رسم مسار جديد نحو شرق أوسط ينعم بالسلام” على حد تعبير البيان، كما وقعتا على عدة اتفاقيات تعاون عسكري ودفاعي وتجاري بلغت 460 مليار دولار، ووصف المراقبون الاتفاقات الموقعة على أنها غير مسبوقة بين البلدين، وتؤشر على عودة العلاقات بوتيرة متسارعة بعد الفتور بين الرياض وواشنطن خلال مرحلة الرئيس أوباما على خلفية الاتفاق النووي مع إيران في شهر تموز 2015.

في اليوم التالي 21/5/2017 عقدت القمة الأميركية الخليجية، وتناولت السياسات المشتركة للبلدان العربية الستة مع واشنطن، والتعاون بينهم بشأن عناوين إقليمية، لا سيما الوضع في سوريا واليمن، ونحو إيران.

وأعقب القمة الأميركية الخليجية، قمة إسلامية أميركية، بحثت مشاريع الشراكة في القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية ومكافحة التطرف.

في 15/7/2022، دعت السعودية لقمة ثنائية في جدة حضرها الرئيس الأميركي جو بايدن، أعقبها قمة أميركية خليجية، تُوجت بقمة أميركية خليجية عربية حضرها زعماء الأردن ومصر والعراق.

قمة جدة للأمن والتنمية، أكد المشاركون فيها على ضمان خلو منطقة الخليج من كافة أسلحة الدمار الشامل، وعبروا عن عزمهم تطوير التعاون والتنسيق بين دولهم في سبيل تطوير قدرات الدفاع والردع المشتركة إزاء المخاطر المتزايدة لانتشار أنظمة الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة، ومواجهة تسليح المليشيات الإرهابية والجماعات المسلحة.

وأكدوا التزامهم بتطوير التعاون المشترك في سبيل دعم جهود التعافي الاقتصادي الدولي، ومعالجة الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا، وأزمة الحرب في أوكرانيا.

وزير الخارجية السعودي أكد أن القمة لم تناقش أي تحالف دفاعي مع المستعمرة الإسرائيلية، ولا يوجد ما يسمى ناتو عربي، وأن فتح المجال الجوي لا علاقة له بإقامة علاقات مع المستعمرة، وليس مقدمة لخطوات أخرى.

بعد غد السبت ستعقد قمة سعودية صينية، تعقبها قمة خليجية صينية، وقمة عربية صينية، لم تكن لتتم لولا التقاليد التي تمت في قمتي الرياض في أيار 2017، وجدة في تموز 2022، وهي تعكس تطورات سياسية مستجدة تؤكد أن الخيار السعودي والخليجي والعربي لم يعد رهانه على واشنطن فقط، أو أن واشنطن هي المرجعية للسياسة الدولية، فالقدرة التي تمتع بها الصين ونهجها الواقعي في التعامل مع الآخرين، وقدراتها الاقتصادية المتفوقة فرضت الخيار السعودي الخليجي العربي، لتكون بكين موضع تعاون وشراكة، وهذا ما سيظهر في الاتفاقات والقضايا والعناوين المطروحة على طاولات القمم الثلاث السعودية، الخليجية ،العربية مع القيادة الصينية.