اجتمع الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، الذي يترأس الوفد الإسرائيلي المشارك في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب27) المنعقد حاليا في منتجع شرم الشيخ في مصر، اليوم الإثنين، بعدد من القادة العرب، وعلى رأسهم الملك الأردني، عبد الله الثاني، والرئيس الإماراتي، محمد بن زايد، في محاولة للدفع بتعزيز التعاون الإقليمي في مجال المناخ.
ومن المقرر أن يوقع الوفد الإسرائيلي على اتفاق تفاهمات ثلاثي حول مشاريع تتعلق بالطاقة المتجددة مع الجانبين الأردني والإماراتي. وأشارت التقارير الإسرائيلية إلى تردد الجانب الأردني في التوقع على الاتفاق وذلك في ظل المخاوف التي تشكلت في الأردن بسبب نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وانعكاسات محتملة على معادلة “الستاتوس كو” (Status quo) التي تحدد “الوضع القائم” في القدس المحتلة.
ووفقا للتقارير الإسرائيلية، فإن قلقا تولد لدى المسؤولين في الأردن في أعقاب صعود قوة تيار الصهيونية الدينية ذي الملامح الفاشية بقيادة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وحصولهم على ثالث أكبر كتلة في الكنيست الـ25، الأمر الذي قد “يحدث ضررا” بمعادلة “الوضع القائم” في المسجد الأقصى، وفي ظل هذه المخاوف، أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (واينت)، نقلا عن مسؤول إسرائيل رفيع المستوى، أن الجانب الأردني تردد في التوقيع على اتفاقية التفاهمات الثلاثية مع تل أبيب وأبو ظبي.
وأكد المسؤول الإسرائيلي أن زعيم اليمين الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يتجه لتشكيل حكومته السادسة بالشراكة مع “الصهيونية الدينية”، بعث برسائل طمأنة للأردن، عبر قنوات دبلوماسية بالإضافة إلى رسائل نقلها الوفد الإسرائيلي المشارك في “كوب27” لتخفيف المخاوف لدى الجانب الأردني وحثه على التوقيع على اتفاق التفاهمات الذي يمهد الطريق لإطلاق مشاريع مشتركة بين عمان وتل أبيب وأبو ظبي تتعلق بقطاعي الطاقة والمياه.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن “قضية الأقصى تعتبر من أهم القضايا بالنسبة للأردنيين ومن أكثر القضايا الحساسة التي قد تؤدي إلى تفجر الأوضاع في أية لحظة”، وأشار إلى أن نتنياهو الذي بدأ بالفعل العمل على تشكيل حكومته، “نقل رسالة مطمئنة حول هذه القضية إلى الأردنيين” وأكد أنه “عندها فقط وافق الأردنيون على توقيع الاتفاقية”.
وبعد أن حظي باستقبال حافل من قبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، اجتمع الرئيس الإسرائيلي، هرتسوغ، بكل من رئيس الإمارات، محمد بن زايد، ورئيس وزراء النرويج، يوناس غار ستور، وملك الأردن، عبد الله الثاني، بالإضافة إلى عدد من الزعماء المشاركين في القمة.
وقبيل مغادرته تل أبيب، الإثنين، قال هرتسوغ للصحافيين: “سأغادر الآن إلى شرم الشيخ في مصر، وهي دولة مهمة، لحضور كوب 27، وهو حدث تاريخي في معركة البشرية البالغة الأهمية لإنقاذ مناخ كوكب الأرض”. وأضاف، بحسب بيان صدر عن ديوانه، أنه “يواجه الشرق الأوسط تحديات هائلة، سأقدم في خطابي الرؤية الإسرائيلية التي أسميها الشرق الأوسط المتجدد، حيث ستتعاون إسرائيل ودول المنطقة لتقديم حلول رئيسية لأزمة المناخ… يجب أن نبذل قصارى جهدنا لإنقاذ البشرية من الكارثة البيئية الرهيبة”.
ووفقا للتقارير الإسرائيلية، بحث هرتسوغ مع عبد الله الثاني، التعاون الثلاثي بين الأردن والإمارات وإسرائيل في قطاعي الطاقة والمياه والمشروع الذي صادقت عليه الحكومة الإسرائيلية مؤخرا بدعوى “ترميم وتطوير نهر الأردن”، والذي يُعنى في المنطقة الواقعة بين بحيرة طبرية وبلدة الباقورة الأردنية التابعة للواء الأغوار الشماليّة في محافظة إربد، بالإضافة إلى منطقة “الأردن الجنوبي” (جنوب الباقورة). كما ناقش الجانبان تعزيز العلاقات بين الجانبين وملفات إقليمية مختلفة.
كما ناقش الرئيس الإسرائيلي مع محمد بن زايد، بحسب موقع “واللا” الإسرائيلي، سبل “تعزيز التعاون بين إسرائيل والإمارات في قضايا المناخ والطاقة” والتطورات الإقليمية في الشرق الأوسط. علما بأن إسرائيل تدفع باتجاه تنفيذ مشروع بتمويل إماراتي لبناء محطة ضخمة لتوليد لطاقة الشمسية في الأردن لصالح إسرائيل، مقابل إنشاء محطة تحلية مياه مخصصة للأردن على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وبعد لقائه مع السيسي، التقى هرتسوغ في غرفة الاستقبال في مؤتمر المناخ بقادة من جميع أنحاء العالم – بمن فيهم رئيس الوفد المغربي للمؤتمر، الأمير مولاي رشيد (شقيق ملك المغرب محمد السادس وممثله الشخصي)، ورئيسة وزراء إيطاليا الجديدة، جورجيا ميلوني، ورئيس وزراء فنلندا، سانا مارين، ورئيس وزراء بريطانيا، ريشي سوناك، ورؤساء وزراء النرويج وبلجيكا وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وافتتح هرتسوغ الجناح الإسرائيلي في “كوب 27” الذي أقيم لأول مرة في مؤتمر الأطراف الذي تنظمه الأمم المتحدة حول المناخ؛ ويشارك في الوفد الذي يترأسه هرتسوغ وزيرة حماية البيئة الإسرائيلية، تمار زندبيرغ، ووزيرة التعليم، يفعات شاشا بيطون، ووزير الابتكار أوريت فاركش هكوهين، ووزير التعاون الإقليمي، عيساوي فريج.
وكان من المقرر أن يشارك رئيس الحكومة الانتقالية في إسرائيل، يائير لبيد، ووزيرة الطاقة، كارين إلهرار في الوفد الإسرائيلي الذي يشارك في “كوب 27″، إلا أن لبيد قرر إلغاء مشاركته في فعاليات المؤتمر في أعقاب خسارته في الانتخابات الإسرائيلية التي أجريت في الأسبوع الماضي.
وافتتح مبعوثون من نحو 200 دولة المؤتمر، يوم أمس، الأحد، بالاتفاق على مناقشة تعويض الدول الفقيرة عن الأضرار المتزايدة المرتبطة بظاهرة الاحتباس الحراري ووضع المسألة المثيرة للجدل على جدول الأعمال لأول مرة منذ بدء المحادثات المرتبطة بتغير المناخ قبل عقود.