هآرتس: “الشاباك” يستعد لاحتمالات تدخّل أجنبي في الانتخابات المقبلة

ذكر تقرير لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، اليوم الأحد، أن جهاز الأمن العام الداخلي في إسرائيل (الشاباك)، يستعد لمواجهة احتمالات لتدخّل أجنبي، عبر حرب سيبرانية أو جيش من الذباب الإلكتروني، في الانتخابات الإسرائيلية المقررة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأشار التقرير إلى أنّ تحذيرات بهذه الخصوص، واتهامات لروسيا، سبق وأن صدرت عشية أول انتخابات من جولة الانتخابات الأخيرة، التي جرت في عام 2019، والتي صدرت في حينها عن رئيس جهاز “الشاباك” السابق، نداف أرجمان، بطريقة أثارت غضب رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، بفعل علاقته المتينة آنذاك مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وقال التقرير إنّ وثيقة أعدها معهد أبحاث الأمن القومي في إسرائيل، على إثر تجربة تحاكي سيناريوهات تدخّل أجنبي في الانتخابات، وضعها الجنرال تير هايمان، الذي شغل حتى العام الماضي منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، حذرت من سيناريوهات لتدخّل أجنبي في الانتخابات، عبر استغلال حالة التوازن القائمة بشكل تام تقريباً بين المعسكرين الرئيسيين في إسرائيل، ومحاولة ترجيح كفة على أخرى من خلال عدة محاولات خارجية، بينها محاولات لتدخّل إيراني، عبر شبكات التواصل، لحثّ فلسطينيي الداخل مثلاً على مقاطعة الانتخابات.

 

وكشفت الوثيقة المذكورة عن صعوبة إجراء توازن بين منع محاولات تدخّل أجنبية وبين مبدأ حرية الانتخاب، داعية إلى إدخال تغييرات في قانون الانتخابات في إسرائيل، وتخويل لجنة الانتخابات المركزية صلاحيات لمواجهة هذا التدخل المحتمل، الذي وصفته الوثيقة بأنه “تحد استراتيجي”. 

بالإضافة إلى وثيقة مركز أبحاث الأمن القومي، استذكر التقرير أنّ رئيس “الشاباك” الحالي، رونين بار، حذر هو الآخر، في مقابلة مع موقع “معاريف”، من احتمالات تدخّل أجنبي (في تلميح إلى إيران وروسيا) في الانتخابات الإسرائيلية العامة. 

في هذا السياق، تقول الصحيفة إن إسرائيل ترصد مؤخراً محاولات روسية للتأثير على الرأي العام في إسرائيل، ولا سيما اليهود من أصول سوفييتية ممن هاجروا من دول الاتحاد السوفييتي سابقاً، وبينها أوكرانيا، للتأثير لجهة اعتبار الحرب على أوكرانيا شرعية وعادلة، وليست مسألة أطماع وعدوان روسي. 

وسبق أن ادعت أحزاب إسرائيلية، في جولات الانتخابات الأربع السابقة، منذ عام 2019، أنها تعرضت لهجمات من هذا النوع، أو محاولات لهجوم عبر الذباب الإلكتروني على مواقعها ومراكزها الحزبية. كما ادعى نتنياهو على مدار السنوات الأخيرة وجود تأثير أجنبي، عبر تبرعات وميزانيات هائلة ترصد من قبل الديمقراطيين في الولايات المتحدة لجمعيات اليسار والأحزاب اليسارية في إسرائيل، بهدف تمويل نشاطها الانتخابي وتشجيع الناخبين على التصويت لأحزاب اليسار والأحزاب العربية.

وبحسب التقرير، فقد شهدت جولات الانتخابات الإسرائيلية الأربع الماضية تمويلاً أجنبياً أميركياً ديمقراطياً، لائتلاف جمعيات للعرب في الداخل عُرفت باسم “ائتلاف سبتمبر”، كان هدفها المعلن رفع نسبة التصويت في صفوف الفلسطينيين في الداخل، مما يعزز قوة المعسكر المعادي لنتنياهو.