أوروبا تستعد لخطر التصعيد بين واشنطن وبكين

أشارت مجلة “بوليتيكو” نقلا عن مصادر دبلوماسية غربية، إلى أن الدول الأوروبية تستعد لتداعيات التصعيد الخطير بين الولايات المتحدة والصين، في ظل الحرب الكلامية المستعرة بينهما.

ونقلت المجلة عن مصدر قوله، إن “الحرب الكلامية المتدهورة بين الولايات المتحدة والصين حول تايوان يمكن أن تتصاعد بسهولة ويتم مراقبتها عن كثب في العواصم الأوروبية”.

وأفادت بأن التوترات بين أكبر قوتين عظميين في العالم تزايدت في الفترة الأخيرة بشكل كبير بعد أن صعدت بكين من تهديداتها بشأن زيارة محتملة لرئيس مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان في الأيام المقبلة.

 

وذكرت أنه من بروكسل إلى باريس، كان مسؤولو الاتحاد الأوروبي مترددين في مناقشة النزاع علنا حتى مع اقتراب الصين من خطر مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة، يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة.

وأوضحت أن المحللين يحثون قادة الاتحاد الأوروبي على الانتباه والاستعداد للمتاعب المقبلة.

وقال بوريس روج، نائب رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن: “في بعض الأحيان تتحقق أسوأ السيناريوهات”.

وأضاف: “من الأفضل أن يستعد الأوروبيون للطوارئ، ويدعموا تايوان بينما يظلون على اتصال وثيق مع بكين، ويساعدون على التهدئة”.

وأعلنت بيلوسي الأحد أنها ستأخذ وفدا من الكونغرس في جولة في آسيا، لكنها لم تذكر التوقف في تايوان في خط سير الرحلة الرسمي على الرغم من أن ذلك من الممكن أن يحدث.

وتصر الصين على أن زيارة بيلوسي إلى تايوان ستكون انتهاكا صارخا لسياسة “الصين الواحدة” التي تحكم وضع الإقليم، وإشارة إلى الدعم الأمريكي لاستقلال تايوان.

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع الماضي، على موقفه خلال مكالمة متوترة مع جو بايدن إذ نقلت وزارة الخارجية الصينية عن شي قوله “أولئك الذين يلعبون بالنار سيهلكون بها”.

“قد تصل إلى تايبيه مساء غد”.. وسائل إعلام تتوقع أن تزور بيلوسي تايوان رغم التحذيرات
ويعتقد محللون أن شي يرغب في إظهار موقف قوي لأي إشارة على تحرك الولايات المتحدة لدعم استقلال تايوان، ويرجع ذلك جزئيا إلى أنه يسعى إلى فترة ولاية ثالثة مختلفة المعايير في هذا الخريف.

إلى ذلك، اقترحت بريطانيا تسليح تايوان، محذرة من أن الغرب يجب ألا يرتكب الأخطاء نفسها في الفشل في الدفاع عن التايوانيين كما فعل في أوكرانيا، فيما وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أخيرا “الثقة بالنفس وقبل كل شيء المظهر القوي للصين” فيما يتعلق بتايوان بأنه “تحد عالمي”.

وقالت المجلة: “لكن في العلن، كانت معظم العواصم الأوروبية الأخرى أكثر حذرا في تعليقاتها.. وعندما سُئلت وزارة الخارجية الفرنسية وجهاز السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي عن الرد العسكري الصيني المهدد على زيارة بيلوسي، لم تعلق”.

وقال أحد الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، إن الصمت في هذه المرحلة أمر متوقع، نظرا لأن تايوان تعتبر في الأساس مصلحة أمريكية، لكن “رد الفعل سيكون مختلفا إذا أصبحت الكلمات أفعالا”.

وردا على سؤال عما إذا كانت التوترات مصدر قلق لحلف الناتو قال دبلوماسي أوروبي كبير: “ليس بعد، لكن يمكن أن يتصاعد بسهولة”، مشيرا إلى أن أسوأ الحالات ستشهد تحويل الاهتمام الأمريكي بعيدا عن أوكرانيا إلى التوترات مع الصين بشأن تايوان.