ما بعد قصف دهوك … الجيش التركي يتعرض لهجوم كبير داخل العراق.. وسقوط قتلى وجرحى

أعلنت وزارة الدفاع التركية، مساء يوم الاثنين، “مقتل جندي تركي وأربعة حراس أمنيين في هجوم لحزب العمال الكردستاني شمالي العراق”.

وقالت الدفاع التركية، في بيان لها، إن “جنديًا تركيًا قُتل جراء هجوم لعناصر حزب العمال الكردستاني خلال عملية “مخلب الصاعقة” شمالي العراق”.

من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية التركية مقتل 4 عسكريين آخرين ف الهجوم نفسه.

يأتي ذلك بعد أقل من أسبوع من مقتل 8 أشخاص وإصابة 23 آخرين جراء قصف مدفعي عنيف على أحد مصايف مدينة دهوك.

مساندة دولية للعراق

أعلنت وزارة الخارجية العراقية، يوم الإثنين، أنها تقوم بحشد الجهود الوطنية لتوحيد الموقف العراقي حول الاعتداء التركي الذي جرى في شمال البلاد وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين، فيما أشارت إلى أن هناك مساندة دولية بالدفاع عن سيادة العراق في مجلس الأمن.

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف لوكالة الأنباء العراقية، إن “وزارة الخارجية حشدت الجهود الوطنية على مستوى مجلس النواب والحكومة العراقية لتوحيد الموقف العراقي بشأن الاعتداء التركي”، مبينا أن “ذلك سيكون رافعا للقرار الدبلوماسي العراقي”.

وأضاف، أن “الدبلوماسية العراقية حشدت بدورها أيضا جميع جهود شركاء العراق وأصدقائه حول الاعتداء التركي”.

كما أشار إلى أن العراق “حاز على مصادر الدعم المتعددة من خلال البيانات والمواقف الداعمة لحكومة العراق وشعبه، ثم الوعد بتبني التقارير الرسمية العراقية بقوة داخل مجلس الأمن والدفاع عن سيادة العراق وحماية مواقفه”.

الضغط على العلاقات

وتُفاقم العمليات العسكرية التركية في شمال العراق الضغط على العلاقات بين أنقرة وحكومة العراق المركزية في بغداد التي تتهم تركيا بانتهاك سيادة أراضيها، رغم أنّ البلدين شريكان تجاريان هامّان.

وغالباً ما تقود هذه العمليات إلى استدعاء السفير التركي للاحتجاج.

وليل الأربعاء أعلنت الحكومة العراقية أنها قررت استدعاء القائم بأعمالها لدى أنقرة “لغرض المشاورة”.

وقالت الحكومة في بيان إنها وخلال اجتماع طارئ للمجلس الوزاري للأمن الوطني ترأسه رئيس الوزراء قررت أيضاً “إيقاف إجراءات إرسال سفير جديد إلى تركيا”.

وقرر المجلس كذلك “توجيه وزارة الخارجية باستدعاء السفير التركي لدى العراق وإبلاغه الإدانة”.

كما قرّر المجلس “مطالبة تركيا بتقديم اعتذار رسمي وسحب قواتها العسكرية من جميع الأراضي العراقية”.

بدوره طالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في تغريدة بـ”تقليل التمثيل الدبلوماسي مع تركيا” رداً على القصف.

ومساء الأربعاء، تظاهر العشرات أمام مركز لمنح تأشيرات الدخول لتركيا في مدينة كربلاء في وسط البلاد، وأحرقوا العلم التركي، كما أفاد مصوّر في وكالة فرانس برس. كما تظاهر العشرات أيضاً في وسط مدينة الناصرية في جنوب العراق.

وليل الأربعاء احتشد عشرات المتظاهرين في بغداد أمام مبنى لمركز منح تأشيرات دخول إلى تركيا احتجاجاً على القصف، وقام أحد المتظاهرين بإنزال العلم التركي عن المبنى، كما أفاد مصدر أمني. – “النأي عن المشاكل” –

وتقيم أربيل عاصمة إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي علاقات معقدة مع حزب العمال الكردستاني الذي يعرقل وجوده في المنطقة العلاقات التجارية الحيوية مع تركيا المجاورة.

ودانت حكومة إقليم كردستان أيضاً “بأشدّ العبارات، قصف مصيف برخ.. من قبل القوات التركية”.

وطالبت في بيان بـ”إبعاد إقليم كردستان والنأي به عن المشاكل والنزاعات الإقليمية التي يكون ضحيتها المواطنون الأبرياء”.

وأعرب رئيس الجمهورية العراقي برهم صالح من جهته عن استنكاره لـ”القصف التركي الذي طال دهوك وأسفر عن استشهاد واصابة عدد من أبنائنا”، معتبراً أنه “يُمثل انتهاكاً لسيادة البلد وتهديداً للأمن القومي العراقي”.

وأضاف أنّ تكرار مثل هذا القصف “غير مقبول بالمرة بعد دعوات سابقة لوقف مثل هذه الاعمال المنافية للقانون الدولي وقواعد حسن الجوار”.

وفي 17 تموز/يوليو، استهدفت طائرة مسيرة قال مسؤولون عراقيون محليون إنّها تركية، سيارة في غرب الموصل، كبرى مدن شمال العراق، ما أدّى إلى مقتل السائق وأربعة أشخاص آخرين بينهم امرأة.

وقالت حينها السلطات الأمنية في إقليم كردستان إنّ القتلى هم مقاتلون في حزب العمال الكردستاني.

وفي أيار/مايو، قتل ستة أشخاص على الأقل بينهم ثلاثة مدنيين في شمال العراق بضربات بطائرة مسيّرة نسبت إلى تركيا واستهدفت حزب العمال الكردستاني، بحسب مسؤولين محليين.