الغارديان: صدمة لاغتيال “إسرائيل” الصحافية المخضرمة شيرين أبو عاقلة

قالت صحيفة “الغارديان” في تقرير لمراسلتها بيثان ماكرنان من غزة، إن الصحافية الفلسطينية المخضرمة شيرين أبو عاقلة استشهدت صباح الأربعاء وهي تغطي عملية مداهمة للجيش الإسرائيلي في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية.

وكانت ترتدي الخوذة والسترة الواقية بعلامة “صحافة” واضحة للجيش الإسرائيلي حسب بيان قناة الجزيرة التي عملت معها أبو عاقلة بعد عام من تأسيسها عام 1996.

وأشارت الصحيفة إلى أن” إسرائيل” حملت مسؤولية مقتلها للنيران المنطلقة من الجانب الفلسطيني، ربما. لكن الجزيرة اتهمت إسرائيل باستهداف مراسلتها عمدا أثناء اشتباك بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين في مدينة جنين المحتلة. وقالت الصحيفة إن أبو عاقلة، 51 عاما، فلسطينية من القدس وتعد واحدة من أهم المراسلين الصحافيين في العالم العربي وغطت النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي منذ عقود وأصيبت برصاصة في رأسها نقلت على إثر ذلك إلى المستشفى في حالة خطيرة.

ووقع الحادث قرب مخيم قريب من المدينة ويعد معقلا لحركة فتح ونقطة توتر تاريخية بين إسرائيل والفلسطينيين. وقالت القناة إن زملاء الصحافية في مكان الحادث قالوا إن الرصاص جاء من الجانب الإسرائيلي.

ودعت الجزيرة في بيان لها المجتمع الدولي لتحميل إسرائيل المسؤولية ومحاسبتها “على استهداف وقتل أبو عاقلة”. وقالت “في جريمة صارخة وانتهاك للقانون الدولي قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باغتيال  مراسلة الجزيرة في فلسطين وبدم بارد”.

ونقلت الصحيفة عن شذى حنايشة، الصحافية العاملة بشبكة القدس للأخبار وشاهدت القتل قولها “ربما قتلت أنا أيضا ومباشرة، وظل إطلاق النار متواصلا حتى بعد سقوطها على الأرض ولم يكن أي منا قادرا على الوصول إليها، واستطاع رجل أخيرا الوصول إليها وساعدني على جرها”. و “كنا مجموعة نرتدي  سترة الصحافة، وكانت شيرين ترتدي خوذة، ومن الواضح أن من قتلها استهدف الجزء غير المحمي من جسدها، وهذه عملية اغتيال”.

“كنا مجموعة نرتدي  سترة الصحافة، وكانت شيرين ترتدي خوذة، ومن الواضح أن من قتلها استهدف الجزء غير المحمي من جسدها، وهذه عملية اغتيال”

وفي بيان للجيش الإسرائيلي قال إن قواته ردت على النيران بعد تعرضها  “لوابل من النيران” في جنين  و “هناك إمكانية نقوم بالنظر إليها وهي أن الصحافية قتلت بنيران قادمة من المسلحين الفلسطينيين”. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن سكان مخيم جنين رموا مواد متفجرة باتجاه الجنود بشكل عرض حياتهم للخطر وردوا بالمثل. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد أبو عاقلة وقالت إن صحافيا آخر وهو علي سمودي جرح أيضا. وقال من  المستشفى “كنا نغطي الأحداث في مخيم جنين وفجأة  فتح الجنود النيران ولم يطلبوا منا التوقف أو المغادرة. وأصابتني الرصاصة الأولى وأصابت الثانية شيرين، ولم يكن هناك مقاتلون من المقاومة حولنا، ولو كانوا هناك لما دخلنا المنطقة”.

ونفت وزارة الدفاع  الإسرائيلية استهداف أبو عاقلة عن قصد. وادعى وزير الخارجية يائير لابيد في تغريدة على تويتر أن إسرائيل عرضت على الفلسطينيين تشريحا شرعيا مشتركا لكي يتم التوصل للحقيقة في استشهاد أبو عاقلة التي يجب أن تكون محمية في مناطق النزاع. وحمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجيش الإسرائيلي مسؤولية قتلها.

وزاد العنف في الأسابيع الأخيرة، حيث ردت القوات الإسرائيلية على سلسلة من الهجمات بغارات يومية على جنين والتي جاء منها منفذون في العمليات داخل إسرائيل وقتلت 19 إسرائيليا. وإلى جانب التوتر في الأقصى هناك مخاوف من التصعيد بين حركة حماس في غزة وإسرائيل. وتجنبت الحركة التصعيد ولم تعلن المسؤولية عن معظم الهجمات، إلا أن قادتها عبروا عن دعمهم للعنف وطالبوا الفلسطينيين بمزيد من العمليات، مما أدى بإسرائيل للتهديد بالانتقام.

وقبل عام في هذا الشهر قاتلت حماس وإسرائيل في حرب استمرت 11 يوما ردا على المداهمات والمواجهات في الأقصى. واستشهد في الحرب 256 فلسطينيا وقتل 14 إسرائيليا، وكانت حرب العام الماضي هي الجولة الثالثة من المواجهات منذ سيطرة حماس على غزة عام 2007.

وفي شهر نيسان/إبريل قامت  الفدرالية الدولية للصحافيين ومقرها بريطانيا بتقديم ملف إلى محكمة الجنايات الدولية اتهمت فيه إسرائيل باستهداف الصحافيين وبشكل منظم. وجرح حوالي 144 صحافيا فلسطينيا في الضفة الغربية وغزة والقدس منذ عام 2018  نتيجة استخدام القوات الإسرائيلية الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية أو ضربهم بالهراوات، حسب منظمة مراسلون بلا حدود.

وكان صانع الأفلام من مدينة غزة ياسر مرتجى آخر الشهداء وهو يقوم بتغطية المواجهات عند حدود غزة عام 2018.

وأبو عاقلة معروفة كصحافية في العالم العربي منذ الثمانينات لتغطيتها الانتفاضة الأولى والثانية وتعمل في الجزيرة منذ عام 1997. وقال الناشط فادي قرعان من رام الله في تغريدة على تويتر “كانت شيرين شجاعة وطيبة، لديها نزاهة عالية كصحافية ونشأت أنا وملايين الفلسطينيين على متابعة تقاريرها” ووصف وفاتها بالتراجيديا  المدمرة.