يديعوت: “بايدن ونتنياهو.. آخر السياسيين”

تحت عنوان “بايدن ونتنياهو.. آخر السياسيين”، يشير المعلق السياسي الإسرائيلي ناحوم برنيع، في مقال نشرته، اليوم، صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إلى سيرة خاصة ببايدن، كتبها الصحفي الأمريكي فرنكلين فوآر، بعنوان “السياسي الأخير”، تتمحور حول حكم بايدن في أول عامين من ولايته، ويتساءل عن مدى أهليته بسبب تدني صحته، وتراجع ذاكرته، وأنه يبدو خائر القوى. ويقول المعلق الإسرائيلي إن بايدن، بسبب ذلك، غير مؤهل لإشغال ولاية رئاسية جديدة، وإن هذا ما يراه معظم الأمريكيين، لكنه يفضل مصلحته الشخصية على مصلحة أمريكا، كما يفعل نتنياهو مع إسرائيل.

وحسب برنيع، يكشف هذا الكتاب عمّا حصل خلال اجتماع بين بايدن ونتنياهو خلال مواجهات “هبة الكرامة”، في مايو/أيار عام 2021، عندما أَمَرَ الرئيس الأمريكي مساعديه بغمر نتنياهو بالحب، وقال لهم إنه ذاهب لمعانقته بكل قوته. ويتابع برنياع: “يبدو أن ما حصل، وقتها، قد أنبأ بدقة بما سيحصل لاحقاً في اللقاء بين بايدن ونتنياهو، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، قبل نحو أسبوعين.

خلال الحرب على غزة، في مايو/أيار 2021، تحدث بايدن ونتنياهو عبر الهاتف ست مرات، وبلغت الاتصالات الذروة بقصف إسرائيلي لعمارة استقرت فيها طواقم الصحفيين في غزة. وقتها أثارت صور انهيار البرج في غزة ردود فعل واسعة ألحقت ضرراً فادحاً بإسرائيل في العالم، لكن الهدف الحقيقي لتدميره هو تزويد الإسرائيليين بصورة انتصار.

 

في كتاب السيرة المذكور، اعترف نتنياهو بعدم وجود قيمة إستراتيجية في استهداف البرج في غزة، وبايدن لم يوبخه على ذلك، فقد تمالكَ نفسه وصمت، وكان نتنياهو ينوي مواصلة القصف، لكن بايدن قال له: كفى، انتهى.. وامتثل نتنياهو لطلبه”.

وطبقاً لبرنيع، فإن هذا الوصف يموضع بايدن في ذات المكان الذي وقف فيه رئيسان سابقان له؛ كلينتون وأوباما. ففي أحاديث خاصة يعبّرون عن قرفهم من نتنياهو، ويقسمون بأنهم سـ “يسددون الحساب معه”، ولاحقاً، وفي العلن، يعانقونه.

وضمن تفسيره لهذا التناقض، يضيف برنياع: “ربما هو شعورهم بالمسؤولية تجاه إسرائيل، وربما هذه هي وعود نتنياهو المتكررة بالتغيير وبالتغيّر، وربما هذا سحر ظهوره. ما حسم الأمر هو مصلحة أمريكا كما رأوها في تلك اللحظة. أسهل عليهم إنقاذ نتنياهو من إنقاذهم إسرائيل. قبل ثلاث سنوات، دعا بايدن لنبذ السعودية بعد اغتيال الصحفي جمال الخاشقجي، وما لبث لاحقاً أن صار يبحث عن محمد بن سلمان، رغم اتهامه بالقتل”.

 ويقول برنيع إن الرئيس الأمريكي بايدن يعرب داخل الغرف الموصدة عن  اشمئزازه من نتنياهو، ويقسم بأنه عازم على “إنهاء الحساب معه” لكنه يعانقه في العلن.

وعن ذلك يوضح برنيع أن “بايدن يعتقد أن نتنياهو، بعد معانقته، سيوصل الليل بالنهار من أجل ضمان 20 عضو كونغرس جمهوري، وأكثر، يدعمون فكرة التحالف الإستراتيجي بين الولايات المتحدة والسعودية، ودعم تخصيب اليورانيوم والفرن الذري لأغراض مدنية على الأراضي السعودية”. ويتابع: “ربما. ما ينبغي أن يثير القلق هو أنه فور العناق بين بايدن ونتنياهو همست مصادر في البيت الأبيض للصحفيين هناك بأن ما نشر هو ليس ما حصل بين الرئيسين المذكورين، وقالت إن بايدن بحكمته عانق نتنياهو من جهة، ومن جهة أخرى انتزع منه التزامات مفرطة في الشأن الفلسطيني، وفي موضوع الإصلاحات القضائية داخل إسرائيل”.

وبلغة ساخرة يرى برنيع أن هذه الهمسات لا تستوي مع الهدية الإضافية التي حاز عليها نتنياهو، بعد أيام، على شاكلة “إعفاء الإسرائيليين الراغبين بزيارة أمريكا من تأشيرات الدخول. عندما يعانق بايدن فإنه يعانق بيدين اثنتين”.