عثر عمال فلسطينيون في قطاع غزة على عشرات المقابر الأثرية وتابوتين من الرصاص في مقبرة تعود للعصر الروماني، خلال تنفيذ مشروع سكني.
وقال علماء آثار فرنسيون وفلسطينيون إن هذه أكبر مقبرة قديمة يتم اكتشافها في قطاع غزة، حيث يعتقد الباحثون أن الموتى بدأوا يدفنون هناك منذ حوالي 2000 عام.
ووفقا لموقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية فقد عثر الباحثون حتى الآن على 135 قبرا في المقبرة التي أنشأها الرومان قبل نحو 2000 عام.
وأكد أحد الباحثون أن “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف توابيت في غزة”، وتم اكتشاف المكان أثناء أعمال إنشاء مبنى بالقرب من حي جباليا.
وتم أول كشف عن المقبرة الأثرية منذ عام أثناء إنشاء مشروع سكني بتمويل مصري بالقرب من جباليا شمال قطاع غزة. ومنذ ذلك الحين، واصلت الفرق أعمال التنقيب في الموقع الذي تبلغ مساحته نحو 2700 متر مربع، بمساعدة باحثين من فرنسا.
وقال رينيه ألتر، عالم الآثار الفرنسي الذي يقود عملية الحفر، إن الباحثين درسوا أكثر من 100 مقبرة.
وأوضح ألتر رئيس البعثة: “لقد تم بالفعل حفر جميع هذه المقابر تقريبًا، مما يكشف عن قدر هائل من المعلومات حول المادة الثقافية وأيضًا عن الحالة الصحية للسكان والأمراض التي ربما عانى منها هؤلاء السكان في ذلك الوقت”.
وخص ألتر التوابيت الرصاصية بالذكر حيث وجد على حدها حفريات على شكل أوراق العنب، والآخر عليها نقش دلافين، مما أعتبره اكتشافًا غير عادي.
وقال الباحث الفرنسي “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف توابيت في غزة”.
وكان التابوتان من أبرز الاكتشافات داخل المقابر، على الرغم من اكتشاف العديد من القبور التي كانت مزينة بتصميمات هرمية، كما تم اكتشاف شظايا من المجوهرات والفخار.
وتقع غزة على واحدة من أغنى المستودعات الأثرية في المنطقة، نظرا لأهميتها الجغرافية باعتبارها ملتقى الطرق بين آسيا وأفريقيا. وفي بعض الأحيان تتحرك أعمال التنقيب والصيانة ببطء هناك، بسبب نقص التمويل المستمر.
ويتم ترميم المقبرة الرومانية التي يبلغ عمرها 2000 عام بدعم من صندوق المجلس الثقافي البريطاني لحماية الثقافة، وظلت المقبرة مدفونة لقرون تحت تراب غزة، ولم تظهر إلا في ديسمبر الماضي عندما بدأ عمال البناء المصريون في تجريف الموقع كجزء من خطة إعادة الإعمار لشمال غرب قطاع غزة.
ونظرًا لندرة المقابر ذات التوابيت، يعتقد علماء الآثار الفلسطينيون، مثل فضل الطوّل، أن النخب الاجتماعية مدفونة هناك.