قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت”، إن التحديات الاستراتيجية التي تواجه الاحتلال، لا تزال مشتعلة وبحاجة لقرارات حاسمة في ثلاث ساحات هي: الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
فبعد مرور عام على عدوان 2021 على قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أكدت صحيفة عبرية أن التحديات الاستراتيجية التي تواجه “إسرائيل” لا تزال مشتعلة وبحاجة لقرارات حاسمة في ثلاث ساحات هي؛ الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد عام على العدوان على قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال، فإن “إسرائيل” تقف أمام أزمة استراتيجية لا تقل عن أزمة السنة الماضية، حيث تتواصل المشاكل الأساسية وتنطوي على إمكانية انفجار الأوضاع، علما بأن الهدوء النسبي الذي تميزت به بعض الجبهات في السنة الأخيرة خادع.
ورأت أن “المعضلة الأكثر حدة تأتي من جهة قطاع غزة؛ وهي منطقة تميزت بهدوء معين منذ أيار/مايو 2021، حين فتحت حماس لأول مرة في تاريخها معركة مبادر إليها مع إسرائيل، علما بأن الحركة تواصل الدفع إلى الأمام بالعمليات بوسائط غير مباشرة، وعلى رأسها تشجيع المواجهات في كل ساحة، وخاصة في الضفة الغربية والقدس، مثلما وجد الحال تعبيره في موجة التصعيد الحالية”.
ونبهت الصحيفة، إلى وجود “معضلة شديدة أخرى تتعلق بالعرب في الداخل، وشهد الواقع تحركا بين قطبين متعارضين؛ مواجهات أيار/مايو، والاحتكاك الأكثر حدة بين اليهود والعرب منذ 1948 والذي تعده حماس كإنجاز استراتيجي ترغب في حفظه ونسخه، وبالمقابل، الاندماج السابق لحزب “القائمة العربية الموحدة” في الائتلاف الحاكم”.
وقالت: “في أيار/مايو 2022 لا يزال العرب واليهود يقفون أمام فوهة بركان، بينما مشروع “الموحدة” وهو البديل الوحيد لتعايش مستقر بين اليهود والعرب، يوجد قبيل الانهيار في ضوء التوقع بتفكك الحكومة الحالية برئاسة نفتالي بينيت”.
أما ساحة الضفة الغربية المحتلة، “فكانت هادئة نسبيا في أيار/مايو الماضي، وكذا في موجة التصعيد الحالية (باستثناء منطقة جنين)، بشكل يشهد على تفضيل السلطة الحفاظ على نسيج الحياة في الضفة على المواجهة مع إسرائيل، ولكن من زاوية نظر استراتيجية، من شأن هذا الهدوء أن يتبين كتهديد لأنه ينبع من خليط جغرافي واقتصادي زاحف بين الضفة وإسرائيل”.
وذكرت أن “إسرائيل بذلت في الأشهر الأخيرة جهدا عظيما كي لا يبدو الربيع الحالي كسابقه، وموجة التصعيد الحالية تشهد على “السقف الزجاجي” للسلام الاقتصادي الذي وإن نجح بمنع انتفاضة ثالثة أو معركة في غزة، إلا أن “عمليات الأفراد” والحماسة حول الحرم والتي يمكنها أن تؤدي لسيناريوهات متطرفة، وعلى رأسها حرب دينية، من شأنها أن تشعل مواجهة في عدة جبهات بالتوازي والتأثير على الساحة الداخلية في إسرائيل”.
وتابعت: “رغم قوة إسرائيل الاستراتيجية، التي تنبع ضمن أمور أخرى من علاقاتها الموثقة مع دول المنطقة، تعشعش في أوساطها مشاكل مفتوحة، من شأنها أن تضعضع حصانتها”.
وشددت “يديعوت” على ضرورة “بلورة استراتيجية مرتبة في الساحتين الفلسطينية والداخلية لإسرائيل”، منوهة أنه “مطلوب 3 قرارات حاسمة استراتيجية في هذا السياق وهي؛ نصب فاصل مادي بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية، تثبيت تسوية جديدة في القطاع، وفي مركزها المطالبة بلجم توجيه العمليات في الضفة، إلى جانب الاستعداد لخطوة عسكرية واسعة في المستقبل تلحق ضررا شديدا بحكم حماس؛ وكذا بلورة تسوية تقرر لأول مرة منذ 1948 بشكل دقيق ومحدث مكانة العرب في الداخل، حقوقهم وواجباتهم وعلاقتهم بإسرائيل”.