“توارثنا بيوتنا أبًا عن جد، عشت أنا ووالدي وأبنائي في منطقة عنق الزجاجة في مخيم الشاطئ، ولم أستطيع تقبل فكرة الخروج منه وهدمه لبناء شارع جديد”، بهذه الكلمات عبّر المواطن هاني العوضي عن عدم موافقته على تعويضات الحكومة بغزة بعد اعتماد مشروع عنق الزجاجة وإزالة 62 منزلًا.
تعويضات ضئيلة جدًا
يقول العوضي، إن سلطة الأراضي ووزارة الأشغال لم تتفاوض معنا بشكلٍ مباشر بل فقط مع اللجنة الشعبية في المنطقة، وأن التعويضات غير مناسبة لنا ولا تكفي لشراء منزل أو أرض أخرى للبناء عليها.
ويضيف أنّنا نعيش داخل مخيم للاجئين والآن يريدون تهجيرنا مرة آخرى كأننا مشردين، من خلال تأجير شقة لنا بشكل مؤقت وتعويضنا في مبلغ يرونه مناسبًا ولكن ليس كما يرون.
ويتابع أنه بعد أن علمنا بمبلغ التعويض تحدثت أنا وأشقائي وكيف يمكن تقسيمه بيننا، اكتشفنا بأن لكل شخص سيعوض فقط بـ40 ألف دولار وهذا لا يكفي لأن كل شخص لديه أبناء متزوجين لذلك هذا المبلغ لا يكفينا.
ويُشير إلى أنّ هناك عائلات في المنطقة شقيقاتهم رفعن قضايا على أشقائهم مطالبين بحقهم في الميراث بعد أنّ علموا بأنه يوجد تعويضات من الحكومة لهم وهن لا يعلمن أنّ التعويضات ضئيلة جدًا، لافتًا إلى أنّ تعويض سيكون على دفعات.
وينوه العوضي إلى أنهم اقترحوا عليهم سعر متر الأرض بـ200 دينار فقط، أما الأراضي التي بجانبنا الواقعة عند صالات الأفراح شهاب والجزيرة سعر المتر يزيد عن ألف دينار، وفي داخل مخيم الشاطئ متر الأرض هناك بـ400 دينار، لذلك هذا التعويض غير عادل لنا، متسائلًا: “من يضمن حقنا في حال حدوث عدوان إسرائيلي أو تغييرات في الحكومة”.
ويطالب العوضي الحكومة وسلطة الأراضي ووزارة الأشغال بأنّ يتراجعوا عن القرار أو تعويضهم بشكل عادلٍ.
ضرر شامل
أما المواطن رمضان أبو سيف، يؤكد أنّ لديه استراحة على شاطئ البحر يسترزق منه هو وأبناءه وبعض العاملين، وهدمه قطع للأرزاق وسنصبح بعد الهدم دون عمل.
ويعتبر أبو سيف أنّ الهدم ضرر شامل لنا جميعًا في منطقة عنق الزجاجة، مشيرًا إلى أنّ الحكومة تستطيع أن تلزم حركة السير في اتجاه واحد.
ويتساءل: “أين سنذهب بعد الهدم ونحن لسنا موظفين، من أين سنحصل على عمل آخر؟”، منوهًا إلى أنّه لديه منزل أيضًا بجانب الاستراحة والتعويض لنا من قبل الحكومة زهيد جدًا.
ويردف أبو سيف: “آلية التعويض التي عرضها علينا مدير الإسكان غير منصفة نهائيًا”، مطالبًا بوضع تعويضات أو حلول أخرى تلائم سكان المنطقة.
إخلاء السكان من عنق الزجاجة
قالت سلطة الأراضي بغزة، إن الطواقم الميدانية في الإدارة العامة لأملاك الحكومة انتهت من عملية إحصاء منازل المواطنين الواقعة ضمن تطوير مشروع شارع الرشيد “منطقة عنق الزجاجة”.
وأضافت سلطة الأراضي أنه تم اشعار وحصر أصحاب المنازل الواقعة ضمن المشروع الذي يهدف الى تطوير منطقة مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وحل الإشكاليات المرورية الخانقة في المكان إضافة الى تطوير الواجهة البحرية للمدينة بقيمة مالية تقدر حوالي ثلاثة ملايين دولار.
وأشارت إلى أنها تعمل بالتعاون مع اللجان المختصة إلى حل كافة الاشكاليات التي تعيق تنفيذ المشروع مؤكدة أنها اعتمدت على أليات منصفة للتعامل مع العائلات الواقعة منازلها ضمن المشروع والبالغ عددها (62) عائلة.
وبينت أن اللجان المختصة وزعت اخطارات لإشعار المواطنين بضرورة إخلاء المنازل خلال 14 يوم واستلام مبلغ مالي كبدل ايجار قبل البدء بتوزيع مبالغ التعويضات التي تم اقرارها حسب طبيعة المكان.
بدوره، أكد رئيس سلطة الأراضي المستشار د. عماد الباز على أهمية تنفيذ هذا المشروع الوطني الذي يخدم مدينة غزة وأن التعليمات واضحة بضرورة الخروج بحلول مرضية وانه تم التوافق مع السكان بعد عقد عدة اجتماعات معهم بمشاركة وزارة الأشغال العامة والإسكان واللجنة الشعبية في المخيم.
وأعرب الباز عن أمله في انجاز مشروع تطوير شارع الرشيد في الوقت المحدد.