ذكر تقرير إسرائيلي، مساء اليوم، الثلاثاء، أن “المفاوضات السرية” التي تقودها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مع كل من إسرائيل والسعودية ومصر، والتي كان قد كشف عنها موقع “واللا” الإلكتروني، في وقت سابق اليوم، دخلت في مرحلة “حاسمة”، مشددا على أن الأطراف معنية بإنجاحها على الرغم من تسريبها لوسائل الإعلام وكونها باتت مكشوفة للرأي العام.
ويجري الحديث عن وساطة سرية تقودها واشنطن بين إسرائيل والسعودية ومصر في محاولة للتوصل إلى تسوية لاستكمال نقل السيادة على جزيرتي تيران وصنافير من مصر إلى السعودية، وبحيث تشمل خطوة سعودية منفصلة لتطبيع علاقات مع إسرائيل، وفق ما نقل الموقع الإسرائيلي، عن أربعة مصادر أميركية مطلعة.
وقال تقرير أورده المراسل السياسي للموقع، باراك رافيد، مساء الثلاثاء، إن “الأسابيع الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في محاولة الوصول إلى تفاهمات تنظم السيادة على جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر، والدفع بإجراءات التطبيع السعودية – الإسرائيلية”.
وبحسب التقرير فإن “التطبيع الإسرائيلي مع السعودية يعتبر ‘جوهرة التاج‘ التي طلما سعى رؤساء الحكومة في إسرائيل إلى تطبيع العلاقات معها، نظرا للأهمية الإستراتيجية التي تمثلها السعودية، ليس فقط كونها الدولة العربية الأكثر أهمية (على حد تعبير ‘واللا‘) وإنما كونها الدولة الإسلامية الأكثر أهمية، بسبب الرمزية التي تكتسبها في ظل وقوع مدينتي مكة والمدينة على أراضيها”.
وأضاف التقرير أن “إجراءات لتطبيع العلاقات الإسرائيلية – السعودية، حتى لو كانت متواضعة وتدريجية، ستشكل رسالة سياسية مهمة للعالم والمنطقة، وقد تشجع قادة عربا ومسلمين – من إندونيسيا شرقا إلى موريتانيا غربا – على اتخاذ خطوات نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
وكشف التقرير عن مباحثات عقدها مسؤولون رفيعي المستوى في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، وكبار المسؤولين في البيت الأبيض، لتنسيق التحركات المقبلة والرسائل التي يعتزم الطرفان تمريرها إلى وسائل الإعلام لضمان استمرار المفاوضات وعدم تعثرها حتى بعد الكشف عنها علنًا وتسريبها لوسائل الإعلام.
وأكد مسؤولون إسرائيليون وأميركيون رفيعو المستوى، بحسب “واللا”، أن “الاتصالات مع السعوديين كانت حساسة وسرية للغاية، وذلك نظرا لمخاوف السلطات السعودية من تعرضها لانتقادات داخلية وانتقادات من إيران وعناصر مناهضة للسياسات السعودية في العالم العربي”.
واعتبر التقرير أن نجاح هذه المفاوضات من شأنه أن يمهد لخطوات تطبيع سعودية هامة تجاه إسرائيل، وستشكل “إنجازا سياسيا كبيرا لحكومة بينيت – لبيد التي دفعت إدارة بايدن منذ اليوم الأول لتنصيبها، لاتخاذ خطوات في هذا الاتجاه”.
من جهة أخرى، ذكر التقرير أن “خطوات باتجاه تطبيع العلاقات مع السعودية لن يخرج ائتلاف حكومة بينيت – لبيد من دائرة الخطر، لكنه قد يؤدي إلى زيادة الدعم الشعبي للحكومة، بما في ذلك من قبل أنصار اليمين واليسار الذين أصيبوا بخيبة أمل من أدائها في الأشهر الأخيرة”.
لواشنطن أهداف سياسية… واقتصادية
وتعتزم إدارة الرئيس الأميركي – التي تدير المفاوضات الإسرائيلية السعودية، بحسب التقرير – إلى التوصل إلى صفقة شاملة مع السعودية، من شأنها أن تعزز مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وتُأثر إيجابيا على الاقتصاد الأميركي، إذ شدد التقرير على أن النفط السعودي حاضر في قلب هذه المفاوضات.
وأولوية بايدن في هذا السياق هي أن تزيد السعودية من إنتاجها للنفط، الأمر الذي يتخذ أهمية قصوى بالنسبة لإدارته تأثر أسعار موارد الطاقة في ظل الحرب في أوكرانيا والعقوبات التي تسعى واشنطن لفرضها على النفط الروسي، لكن الأهم من ذلك كله، وفقا للتقرير، هو أن ارتفاع أسعار النفط يؤثر سلبًا على الاقتصاد الأميركي.
وذكر التقرير أن بايدن بحاجة ماسة إلى أي تحسن في الوضع الاقتصادي الأميركي خلال الفترة التي تسبق الانتخابات النصفية الأميركية، مشيرا إلى أن إعلان السعودية الأخير عن نيتها زيادة إنتاج النفط في غضون بضعة أشهر، سيؤدي كذلك إلى خفض الأسعار وتعزيز موقف الرئيس الأميركي وحزبه الديمقراطي.
وقال التقرير إن “قطع ‘البازل‘ المبعثرة من شأنها أن تنتظم لتكون الصورة الكاملة مع وصول بايدن إلى الشرق الأوسط في نهاية شهر حزيران/ يونيو. في هذه المرحلة، يبدو أن الأمور تسير على المسار الصحيح بالنسبة لواشنطن التي تحافظ على فرصة معقولة لتحقيق معظم أهدافها”.
وأضاف التقرير أن التقدم في هذه المساعي سيدقع بايدن إلى زيارة الرياض، وتبرير اجتماع محتمل قد يجمعه بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بحصور الملك سلمان بن عبد العزيز، لتجنب منح ولي العهد السعودي “شرعية كاملة، في ظل قناعة أجهزة الاستخبارات الأميركية أنه هو الذي أمر باغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي وتقطيع جثته في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018.