تعيش عائلة الأسير الطالب عبد الهادي عصام محمد كميل (16 عاماً)، مشاعر الخوف والقلق على حياة ابنها الطالب في الصف الحادي عشر، في ظل استمرار عزله وإخضاعه للتحقيق في زنازين سجن “الجلمة”، وبعدما حاولت قوات الاحتلال خلال اقتحام منزله في بلدة قباطية جنوب جنين، فبركة تهمة حيازته سلاح، دون مراعاة كونه قاصر.
وتقول الوالدة أم العبد: “فوجئنا عندما اقتحم الجنود منزلنا، بقيام ضابط المخابرات بالتحقيق مع شقيقاته حول مكانه رغم وجوده في المنزل، وفجأة قام الضابط بإخراج مسدس من حقيبة جندي آخر، وسألنا: لمن هذا المسدس؟، وقلت له، هذا لكم وأنت أخرجته الآن من حقيبة أحد جنودك، فصمت ولم يتحدث، لكن شعرنا بالخوف على عبد الهادي ومحاولة تلبيسه تهمة خطيرة، رغم أنه صغير، وطالب وليس له علاقة بالسياسة”.
يعتبر عبد الهادي الوحيد بين شقيقاته الثلاثة، ولد ونشأ في بلدة قباطية التي يواصل تعليمه بمدارسها، وتقول والدته: “ابني ما زال طفل، وليس له علاقة بالسياسة ولا ينتمي لحزب وتنظيم، ملتزم بتعليمه ومواظب على دراسته، وما زال على مقاعد الدراسة لكن الاحتلال قطع عليه الطريق وحرمه منها”.
وتضيف: “حوالي الساعة الرابعة فجراً، اقتحم عدد كبير من الجنود منزلنا برفقة الكلاب البوليسية، احتجزونا وعزلونا، بينما عشنا خاصة بناتي كوابيس رعب وقلق بسبب احتلالهم وانتشارهم كأنهم قادمين لساحة حرب”.
وتكمل: “قلب الجنود المنزل رأساً على عقب، لم يكتفوا بالتفتيش، بل دمروا كافة محتوياته بشكل كامل بما فيها الثلاجة والغسالة، مارسوا بحقنا التحقيق والتهديد الذي أشعرنا بالرعب والقلب على حياة طفلي الذي قيدوه وكلبشوه دون رحمة أو شفقة”.
فور اعتقاله، نقلت قوات الاحتلال عبد الهادي لأقبية التحقيق في سجن الجلمة، وتقول والدته: “لم نصدق أن ابني الطالب والطفل الذي كان يقدم الامتحانات تحول من طالب علم لأسير، توجهنا لكافة المؤسسات لإطلاق سراحه لكن دون جدوى، ما زال موقوفاً ومحتجزاً تحت التعذيب”.
وتضيف: “الاحتلال منع المحامي من زيارته، ولم تصلنا أخبار عن أوضاعه، والمعلومة الوحيدة أنهم عرضوه على محكمة الجلمة الداخلية، والتي مددت توقيفه حتى يوم الثلاثاء القادم لاستمرار التحقيق”.
وتكمل: “في غيابه نشعر بحزن وألم، فقد كان المساعد لنا خلال غياب والده، يقضي احتياجاتنا، تميز ببر الوالدين والبراءة، ويحرص على مساعدة الناس وعلاقته وطيدة مع شقيقاته وكل الجيران ومن عرفه، واعتبره الذراع الأيمن لوالده وعائلتنا”.
على أحر من الجمر، تنتظر أم العبد، موعد جلسة المحاكمة القادمة، وتقول: “منذ اعتقاله أصبح منزلنا مظلم، وحياتنا حزن وبكاء ودموع، لا يوجد طعم للحياة في غيابه خاصةً بالنسبة لشقيقاته، فهو الوحيد الذي يؤلمنا زجه في السجن الظالم”.
وتضيف: “أتمنى إحضاره لمحكمة سالم حتى نتمكن من رؤيته والاطمئنان على صحته، فهو طفل صغير ولا يوجد مبرر لتدمير حياته ومستقبله، قلبي يبكي منذ انتزاعه من بيننا، وأتمنى من رب العالمين أن يفرحنا بحريته حتى يضيء منزلنا ويجتمع شملنا ويكمل تعليمه”.