والدة الأسير أسامة خلف: اعتقاله تعسفي وظالم ونتمنى حريته قريباً

لم تتوقف الوالدة الأربعينية سهى خلف، عن البكاء ولم تجف دموعها  منذ إعتقال الاحتلال لنجلها الشاب أسامة هاشم محمد خلف (22 عاماً)، ولا تزال تجلس كل يوم على بوابة منزلها في بلدة برقين جنوب غرب جنين، تنتظر على أمل حريته وعودته لأحضانها، فهو الابن والأخ والصديق.

 .لا يوجد في العالم من يعوضني عن محبته وطيبته وحنانه .. فإلى متى سيبقى بعيداً عني؟ سؤال تكرره الوالدة الحزينة، كلما اجتمع حولها أبنائها ورفاقه، ولسانها لا يتوقف عن التضرع لرب العالمين ليفرج كربه وسجنه.


أسامة هو الثاني في عائلته المكونة من 4 أفراد، وُلد وتربى ونشأ كما تفيد والدته في بلدة برقين التي تعلم في مدارسها حتى أنهى الصف الحادي عشر، ولكن بسبب الظروف السيئة المحيطة، ولمساعدة أسرته، قرر تحمل المسؤولية في وقت مبكر، وترك مقاعد الدراسة وتوجه للعمل في عدة مهن حرة، كان آخرها قبل اعتقاله في مغسلة للمركبات في بلدته، وتقول ” حتى في أسوأ كوابيس حياتي، لم أتوقع أن يواجه فلذة كبدي وحبيب قلبي، هذا الظلم والعقاب، انه شاب طيب وهادئ وملتزم بعمله، لم يفكر سوى باسرتنا والحلم بمستقبل افضل وتأسيس حياة مستقرة “.

لاتزال الوالدة تعبر عن صدمتها من اعتقال أسامة فجر تاريخ 17-1-2023 ، وتقول ” أكبر صدمة ونكسة في حياتي عندما انتزعوه من بيننا وحولوه لأسير، فهو ملتزم بعمله وأسرته، لم يتدخل بالسياسة وليس له علاقة بأي تنظيم، ويقضي حياته بين العمل والمنزل، وقبل اعتقاله، كان من المقرر ان يباشر ببناء منزله الخاص فوق منزلنا، لكن الاحتلال قطع عليه الطريق باعتقاله “، مضيفة ” فوجئنا حوالي الساعة الرابعة من فجر ذلك اليوم الأسود بالعشرات من جنود الاحتلال يقتحمون منزلنا، عزلونا في غرفة واعتدوا بالضرب على أسامة ثم اقتادوه وابني أحمد لأحد غرف المنزل”، وتكمل ” نكَّل الجنود بهما، وتعرضا للقمع والضرب دون سبب، وبعد التحقيق اعتقلوا أسامة ومنعوني من وداعه ورؤيته بعدما قيدوه وعصبوا عينيه”.

خضع الأسير أسامة للتحقيق والعزل ومنع الزيارات، وتقول والدته ” قدمتُ أوراقي الثبوتية للصليب الأحمر ، وما زلت انتظر منحي تصريح لأتمكن من زيارته والاطمئنان على أوضاعه،  فمنذ اعتقاله ، لا أستطيع النوم وتناول الطعام لقلقي على ابني الذي اعتدت طوال السنوات الماضية على انتظاره كل يوم خلال عودته من العمل لمشاركته الطعام وتحضير ملابسه وكل ما يلزمه”.

 وتضيف ” أشعر بألم ووجع وفراغ كبير في المنزل وحياتنا لعدم وجوده معنا، فبعد التحقيق نقلوه لسجن مجدو، والمحكمة مددت توقيفه 4 مرات، ولا يزال موقوفاً ونجهل التهم المنسوبة إليه”.”.