هل أغرقتها مصر؟.. “إسرائيل” تستحضر تفاصيل اختفاء الغواصة “عشي ديكار”

نشر أرشيف الجيش الإسرائيلي يوميات العمليات التي تصف جهود البحث عن غواصة “عشي ديكار” الإسرائيلية التي تقول روايات غير رسمية أن مصر أغرقتها قبل 55 عاما.

وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إنه في الذكرى الخامسة والخمسين لاختفاء ديكار نشرت أرشيفات الجيش الإسرائيلي في وزارة الدفاع الأسبوع الجاري تفاصيل يوميات عمليات البحث عن طاقم الغواصة التي أبداها الجيش المصري تماما.

وغرقت الغواصة ديكار في 25 يناير عام 1968 وهي في طريقها من بريطانيا إلى إسرائيل.

 

وعلى الرغم من عمليات البحث المكثفة، لم يتم اكتشاف بقايا الغواصة في القاع على عمق حوالي 3 كيلو مترات على طريق الإبحار المخطط لها إلى حيفا، على مسافة حوالي 485 كيلومترًا من وجهتها إلا بعد 31 عامًا من تفجير الغواصة.

الوحدة 515 بالجيش الإسرائيلي ذكرت أنه تم سماع صافرات تردد الاستغاثة للغواصة، حيث تم كتابة تلك التفاصيل في يوميات قسم العمليات في الجيش الإسرائيلي، بعد فقد الاتصال بالغواصة التي غرقت في أعماق البحر وجميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 69 الذين لقوا حتفهم، ولم يتم تحديد مكانهم حتى يومنا هذا.

وقالت معاريف إنه منذ ما يقرب من ثلاث ساعات من نداء الإستغاثة، تم إرسال رسالة إلى الغواصة (داكار) بواسطة فرقة من البحرية الإسرائيلية Yam-3 ولكن لم تتلق أى ردود.
وأفادت الوحدة 515 أن صفارات سمعت على تردد استغاثة الغواصة، ولكن الاتجاه كان غير واضح، وكان هناك خوف من الاقتراب كثيرًا أثناء البحث عن الغواصة حتى لا يتم استهداف القطع الحربية الإسرائيلية من جانب البحرية المصرية.

وكشف أرشيف الجيش الإسرائيلي أن تسع سفن تابعة للبحرية الإسرائيلية ساهمت في البحث عن الغواصة بما في ذلك الغواصات دولفين وحوت وطائرتان لسلاح الجو نورد وداكوتا.

وأفاد أحد التقارير عن اكتشاف بقع زيتية وألواح وصناديق مختلفة ، على مسافة حوالي ميلين من سفينة حراسة تركية، وطلبت قبرص من الأتراك التحقق من الاكتشاف، كما كانت هناك آمال كاذبة أثناء البحث.

وعلى الرغم من أن القاهرة لم تعلن رسميا  حينها أن بحريتها أغرقت الغواصة الإسرائيلية داكار، إلا أن صحيفة الأخبار المصرية أعلنت في عام 1970 أن سفينة حربية مصرية قضت على الغواصة الإسرائيلية بواسطة قنابل مخصصة للأعماق.

وأيد لاحقا هذه الرواية اللواء بحري متقاعد محمد عبد المجيد عزب في عام 2005 خلال مقابلة صحفية أكد خلالها أن المدمرة المصرية طارق، التي كان هو ضمن طاقمها، أثناء عودتها من مهمة تدريبية اكتشفت الغواصة داكار قرب السواحل المصرية وتبادلت معها إطلاق النار، وتمكنت من تدميرها بواسطة قنابل الأعماق، إلا أن القيادة السياسية في القاهرة رفضت تبني الرواية لعدم وجود دليل مادي يسندها.

وذكر ضباط كبار في البحرية السوفيتية أن المناورات التي أجريت آنذاك في المتوسط بالاشتراك مع مصر اقتصرت على السواحل وتضمنت تدريبات على الإنزال البحري غرب الاسكندرية وفي ميناء طرطوس بسوريا. وأكدوا عدم تسجيل أية وقائع في تلك الفترة لحوادث اصطدام بسفن أجنبية أو بقطع بحرية مجهولة.

واستبعدت إسرائيل رسميا طوال الوقت أن تكون غواصتها المفقودة قد غرقت بفعل فاعل، ولم تكشف الوثائق الإسرائيلية التي رفُعت السرية عنها في السنوات الأخيرة ما يشير إلى تنفيذ “داكار” لمهمة سرية قبالة الاسكندرية.