عرض الجيش الإسرائيلي على المستوى السياسي سيناريوهات مختلفة لهجوم محتمل داخل إيران، لكنه أكد أن هناك صعوبة لتقدير تأثيره ونتائجه على المشروع النووي الإيراني. وحسب الجيش، يستعد مؤخراً لهجوم محتمل في إيران. الاستعدادات التي ترتكز على زيادة الميزانية بمبلغ 9 مليارات شيكل، تشمل شراء كمية كبيرة من السلاح المتقدم، وتدريب سلاح الجو، وجمع معلومات دقيقة من قبل قسم الاستخبارات عن أهداف ستتم مهاجمتها بشكل دقيق. وأكد الجيش للمستوى السياسي بأنه سيكون جاهزاً ومستعداً لهجوم في إيران في اليوم الذي ستصادق الحكومة فيه على ذلك.
وقدر الجيش أن إيران قد زادت وطورت مؤخراً منظومة دفاعها الجوي، لأن أي هجوم محتمل سيحتاج إلى قدرات عالية وأكثر دقة. بالمقابل، نجحت إيران في السنوات الأخيرة في زيادة منظومة الصواريخ بعيدة المدى التي بحوزتها، والتي يمكن أن تصل بسهولة إلى أي نقطة في إسرائيل. لذلك، وقع الجيش الإسرائيلي في السنة الأخيرة على صفقات بمليارات الشواكل لصالح تعزيز وتوسيع منظومة الدفاع الجوي على النطاق القطري الشامل.
وقال الجيش إن الاستعدادات لا تشمل التدريبات على ضرب المنشآت النووية فحسب، بل وتضم الاستعداد لتأثير هذا الهجوم، منها القتال أمام “حزب الله” وحماس. في هذا الوضع، يستعد الجيش لجبي ثمن باهظ من التنظيمات الإرهابية والوصول إلى إنجازات كبيرة في هذه القطاعات.
حسب التقديرات التي عرضت على المستوى السياسي، فإنه إذا ما قررت إيران إنتاج قنبلة نووية فسوف تفعل ذلك خلال سنتين. وهذا التقدير يشبه تقديرات سابقة عرضتها شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، وبهذا فإن “الجدول الزمني” للمشروع النووي الإيراني لم يتغير. في الوقت نفسه، يتعاون الجيش الإسرائيلي مع دول المنطقة، من بينها مصر والأردن وقبرص واليونان وعدد من دول الخليج، في عمليات تنفيذية مختلفة تشمل تبادل المعلومات الاستخبارية وإحباط مشترك لعمليات تخريبية في المنطقة. وحسب مصادر أمنية، فإن هذه الشراكة تعزز العلاقات بين هذه الدول، ويتوقع أن تزيد من مشروعية عملية عسكرية إسرائيلية في إيران من قبل هذه الدول.
وحسب التقديرات التي عرضت في منظومة الأمن الأسبوع الماضي، فإن الدول المعادية التي تناضل ضدها إسرائيل، مثل سوريا ولبنان، تتعرض لصعوبات اقتصادية واجتماعية شديدة. هذا الوضع يحول قدرات هذه الدول من الاستثمار في الأمن لصالح معالجة مشكلاتها الداخلية. إلى جانب ذلك، يقدر الجيش بأنه نجح في إحباط نحو 70 في المئة من إرساليات السلاح من إيران وسوريا والعراق إلى لبنان. هذا الوضع أجبر الإيرانيين على تحويل السلاح في إرساليات أصغر، وأحياناً بواسطة رحلات جوية مدنية، ما ألحق الضرر بتمركز إيران في سوريا ومشروع صواريخ “حزب الله”. مع ذلك، ورغم الصعوبات، إلا أن الجيش قدر بأن “حزب الله” قد نجح حقاً في زيادة ترسانة صواريخه الدقيقة.
وحسب المعلومات التي تم عرضها، فإن جهاز الأمن يقدر بأن الجيش الإسرائيلي حافظ على الردع أمام الدول المعادية لإسرائيل في السنة الماضية. وفي حوار مع مراسلين عسكريين، قال رئيس الأركان أفيف كوخافي، بأن “قدرة الجيش الإسرائيلي على المناورة تحسنت بشكل كبير على قاعدة زيادة القدرة على نقل معلومات استخبارية نوعية للقوات وزيادة حجم التسلح والقوة البشرية في سلاح البر في الخدمة النظامية وإدخال طواقم نيران وخلايا هجومية على مختلف المستويات”. وقال جهاز الأمن إن الاستخبارات الإسرائيلية هي أفضل بصورة واضحة مقارنة بنظيرتها في إيران. وللحفاظ على هذا التفوق الاستراتيجي، فقد تقرر تحويل زيادة مالية كبيرة لشعبة الاستخبارات لصالح منظومات سايبر متطورة لتجميع أهداف بصورة ناجعة أكثر.
بخصوص تعامل الجيش الإسرائيلي مع حماس في القطاع، ثمة تقدير بأن حماس تلقت ضربة قاسية عقب عملية “حارس الأسوار” في أيار الماضي. وحسب التقديرات، بدأت حماس في إعادة تأهيل قوتها العسكرية ومواقع إنتاج الصواريخ. مع ذلك، يقدر الجيش الإسرائيلي أنه لم ينجح في إلحاق ضرر كبير بمنظومة الصواريخ الهجومية بعيدة المدى. كما يقدر الجيش أيضاً بأن الهدوء الأمني النسبي السائد الآن بين إسرائيل والقطاع ينبع من المساعدة المدنية التي تم تحويلها للقطاع في الأشهر الأخيرة. وينوي الجيش مواصلة تقديم المساعدة في السنة القادمة والسماح بدخول البضائع إلى القطاع.
أشار جهاز الاستخبارات الإسرائيلية إلى اتصالات جرت بين إسرائيل وحماس حول إعادة جثث الجنود والمدنيين المفقودين، تضمنت إحراز تقدم معين. ولكن جهاز الاستخبارات أشار إلى أن الفجوة بين الطرفين ما زالت كبيرة.
وأشار الجيش أيضاً إلى حدوث زيادة في العمليات الإرهابية في الضفة ضد اليهود مقارنة بالسنوات السابقة، وإلى ارتفاع في عدد العمليات الجنائية القومية المتطرفة من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين. وأدرك الجيش أن أحداثاً كثيرة وثق فيها جنود وهم يقفون جانباً أثناء إلحاق المستوطنين الضرر بالفلسطينيين، أضرت بصورة الجيش الإسرائيلي وأدت إلى توجيه انتقادات عالمية.
مؤخراً، نشر استطلاع أشار إلى أن ثقة الجمهور بالجيش الإسرائيلي باتت في الحضيض مقارنة مع السنوات الماضية. وحسب الاستطلاع، أحد أسباب ذلك هو الطريقة التي عمل فيها كوخافي في موضوع مخصصات التقاعد لجنود الخدمة الدائمة، في الوقت الذي يضطر فيه المواطنون في إسرائيل إلى التعامل مع التداعيات الاقتصادية الصعبة لوباء كورونا. إضافة إلى ذلك، ثمة أحداث كان فيها ضباط فاشلون وتمت ترقيتهم من قبل رئيس الأركان، أضرّت بمكانة الجيش الإسرائيلي في نظر مواطني الدولة. “هناك هدف رئيسي للسنة القادمة، وهو معالجة الفرد والتأكيد على تحسين الغذاء وتقديم العلاج”، قال كوخافي.