هآرتس: الاغتيالات الإسرائيلية لشخصيات إيرانية.. “عابثة”

أكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فشل سياسة الاغتيالات لشخصيات إيرانية، التي تعتمدها “إسرائيل” في وقف تقدم المشروع النووي الإيراني.

ورأت “هآرتس” في افتتاحيتها اليوم بعنوان: “تصفيات عابثة”، أنه “بعد بضعة اغتيالات لشخصيات إيرانية نسبت لإسرائيل شملت؛ علماء، مهندسين، “آباء” البرنامج النووي الإيراني وخبراء إيرانيين، من الحيوي مراجعة مدى المنفعة والضرر اللذين تقدمهما هذه التصفيات”.

وأوضحت أنه “في حال كان الهدف هو كبح البرنامج النووي الإيراني، يمكن القول بيقين، إن هذا البرنامج لا يستند إلى خبير واحد أو لمجموعة خبراء، حتى لو كانوا عباقرة النووي”.

وشددت الصحيفة على أن “إيران نجحت في أن تطور برنامجا متطورا ومتقدما بمعونة بنية تحتية واسعة تضم علماء، فنيين، علم مكتسب أو مسروق، تمويل غير محدود ومساعدة من دول داعمة مثل كوريا الشمالية، باكستان، الصين وروسيا وكذا من شركات خاصة أوروبية”.

وقالت: “من يعتقد أن قتلا “موضعيا” لعالم ما سيردع إيران، وليس هذا فقط، بل يقضي بأن التهديد النووي الإيراني هو بالون منفوخ، من أجل تفريغه من الهواء تكفي نقرة دبوس أو عبوة ملصقة بسيارة عالم، عليه أن لا يسوق الكذب للجمهور الإسرائيلي”.

ونبهت إلى أنه “إذا كان هدف إسرائيل؛ إظهار قدرة استخبارية عليا تسمح بالعثور على هدف وتنفيذ تصفية مركزة في قلب طهران، فهذه السياسة تبعث على العجب، فإظهار القدرة الاستخبارية بحد ذاتها ليس فيها ما يحقق هدفا تكتيكيا أو استراتيجيا، بل إسرائيل كشفت منذ الآن القدرات النووية لإيران وبرامجها، وبفضل هذه المعلومات نجحت في تجنيد دول العالم للكفاح ضد إيران وبرنامجها النووي”.
 

وأشارت “هآرتس”، إلى أنه “في حال كانت تل أبيب تسعى لأن تقنع الإدارة في الولايات المتحدة، بأنها ستواصل الكفاح وحدها ضد طهران، حتى لو وقع اتفاق نووي جديد – وكبديل – إذا كانت تنفذ التصفيات المنسوبة لها كي تفشل مفاوضات الغرب مع إيران، هنا أيضا مبادراتها زائدة وضارة”.

ولفتت إلى أن “نية إيران التوقيع على اتفاق نووي أو الامتناع عن ذلك، تستند إلى اعتبارات داخلية، وهذه الاعتبارات تنبع من صراعات قوى سياسية ليس لها أي صلة بالتصفيات”.

وفي نفس الوقت، ذكرت الصحيفة أن “المسؤولين في الإدارة الأمريكية، أوضحوا جيدا، أنه لا منفعة في التصفيات، وهذا يعني أن الإدارة لن تسمح لذلك أن يمنع خطتها لإيجاد حل دبلوماسي لمسألة النووي الإيراني”.

واعتبرت أنه “يمكن السخرية عند سماع الادعاء بأن لهذه التصفيات ما يشجع، فما بالك أن يحدث، تغييرا للنظام في إيران، وبالمقابل، الاغتيالات التي تنفذها إسرائيل في نطاق دولة أخرى، حتى لو كان اسمها إيران، تضفي عليها صورة أزعر الحارة”.

ورأت أن “صورة كيان تحركه الصراعات السياسية، وصورة دولة تسعى حكومتها لأن تصرف النقد عنها من خلال ألاعيب استخبارية عديمة الغاية، وهكذا تعرض سلامة جمهورها للخطر، مع التنبيه، أن هذا الجمهور يستحق تفسيرا مقنعا لماذا وكيف تخدم هذه التصفيات مصلحة إسرائيل؟”.