كشفت وسائل إعلام عبرية، أن رئيس الوزراء نفتالي بينيت، كان قد عرض مقترحا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن حل الأزمة الروسية – الأوكرانية.
ووفق ما أورده موقع ”واللا“ العبري، كان الاجتماع الأخير بين بينيت وبوتين، في 22 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قد شهد طرح مقترح من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، لعقد قمة بمدينة القدس، تجمع بين بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أو على مستوى رؤساء مجلس الأمن القومي للبلدين.
ولفت إلى أن مسؤولين في تل أبيب وكييف أكدوا أن بينيت ”أراد لعب دور الوسيط في الأزمة الروسية – الأوكرانية“، مشيرا إلى أن هذا المقترح جاء بناء على طلب أوكراني.
وعلل ذلك بأن لدى إسرائيل علاقات عميقة وجيدة مع البلدين، كما أنها تقف على الحياد وتجري محادثات مباشرة مع القيادة الروسية والأوكرانية على السواء؛ ما أتاح لها نقل رسائل متبادلة لطرفي الأزمة؛ في محاولة لتخفيف حدتها.
وساطة نتنياهو
وأجرى الصحفي باراك رافيد من موقع ”واللا“، الأربعاء، حديثا مع السفير الأوكراني في إسرائيل، يفغن كورنيشوك، أشار خلاله إلى أن التدخل الإسرائيلي في الأزمة بدأ بالفعل قبل عام.
وأضاف أن الحكومة الأوكرانية ”أرادت استغلال العلاقات القوية مع إسرائيل لفتح حوار مع روسيا، وذلك منذ أبريل/ نيسان العام الماضي“، مضيفا أن ”وفدا أوكرانيا زار تل أبيب في تلك الفترة، يترأسه مستشار كبير للرئيس زيلينسكي، وعقد اجتماعا مع نتنياهو ومع مسؤولين كبار في إسرائيل“.
ووفق ما أكده السفير للصحفي بموقع ”واللا“، فقد ”سأل رئيس الوفد الأوكراني نتنياهو إذا ما كان على استعداد لتنظيم قمة بين الرئيس زيلينسكي وبين نظيره الروسي بوتين في القدس؟“، مضيفا: ”لم يتحمس نتنياهو للفكرة، لكنه أكد أنه مستعد لدراستها، لو أعرب الطرفان عن موافقتهما على التوجه إلى القدس“.
وأوضح أنه في نهاية نيسان/ أبريل 2021، كان نتنياهو وفريقه قد بحثوا الموضوع، وفي الشهر التالي تحدث نتنياهو مع بوتين هاتفيا، مضيفا أن الأخير لم يقدم ردا إيجابيا.
وأوضح السفير الأوكراني في هذا الصدد، أن بوتين أشار إلى أنه ”حتى لو زار القدس واجتمع مع نظيره الأوكراني، لا ينبغي طرح ملفين رئيسيين، أولهما ملف شبه جزيرة القرم، التي تم ضمها من جانب روسيا، والثاني إقليم ”دونباس“ شرقي أوكرانيا والمتنازع عليه“.
وأكد أن كييف نظرت إلى الأمر على أنه رد سلبي من جانب الرئيس الروسي بوتين.
محاولات بينيت
ووفق ما أكده الموقع، عقب تولي بينيت رئاسة الحكومة الإسرائيلية، تهرب من دعوة وجهها الرئيس الأوكراني للمشاركة في مؤتمر دولي في كييف ضد ضم شبه جزيرة القرم.
وكشف أن الرئيس الأوكراني طلب من نظيره الإسرائيلي يتسحاق هيرتسوغ خلال زيارته إلى كييف، مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بأن تعود إسرائيل إلى جهود الوساطة التي باشرها نتنياهو في حينه.
ومضى قائلا إن بينيت قرر المحاولة خلال اجتماعه مع بوتين بعدها بأسبوعين، بعد أن أجرى اتصالا بالرئيس الأوكراني واستمع منه عن رغبة حقيقية من جانب كييف في إدخال إسرائيل كوسيط، وأعاد طرح مبادرة عقد قمة بالقدس بحضور بوتين، أو على مستوى مستشاري الأمن القومي للبلدين.
وبين أن بوتين لم يتحمس لفكرة ”قمة القدس“ مجددا، وتحدث عن نظيره الأوكراني بشكل سلبي أمام رئيس وزراء إسرائيل.
مأزق إسرائيلي
وتحرص إسرائيل على تبني سياسات متوازنة في العلاقات بين موسكو وواشنطن، لكن الأزمة الحالية بين البلدين وضعتها في مأزق تحدث عنه خبراء إسرائيليون، مطلع الشهر الجاري.
وذكر الخبير الإسرائيلي في الشأن الروسي، دانيال راكوف، من ”معهد بحوث الأمن القومي“، التابع لجامعة ”تل أبيب“، مطلع كانون الثاني/ يناير الجاري، أن إسرائيل ”ستواجه معضلة لو تطورت الأزمة، وسيكون عليها إبداء موقف صريح حيال الأزمة بين أوكرانيا وروسيا“.
وذكر راكوف وفق ما نقله عنه موقع ”نيوز 1“ العبري، أن إسرائيل ”غير قادرة على وضع تقديرات صحيحة بشأن كيفية تعاملها مع إمكانية قيام روسيا بغزو جديد لأوكرانيا، ولا تمتلك رؤية واضحة بشأن التاريخ المحتمل وطبيعة تطور من هذا النوع“.
وتوقع أن يضغط الرئيس الأمريكي جو بايدن بشدة على ”تل أبيب“ من أجل الانضمام للمعسكر الغربي، وإعلان إدانتها العلنية للغزو المحتمل، وحتى قطع العلاقات مع موسكو.
ومضى قائلا إنه: ”لو رفضت إسرائيل سينضم موقفها هذا لجملة الخلافات مع واشنطن، وعلى رأسها الخلاف بشأن برنامج إيران النووي، والقضية الفلسطينية، والصادرات السيبرانية الهجومية، وغير ذلك من القضايا الخلافية“.
وختم قائلا، إنه ”لا ينبغي انتظار حدوث غزو روسي لأوكرانيا، إذ يفضل أن تبدأ إسرائيل في وضع تقديرات جديدة بشأن علاقاتها المستقبلية مع موسكو، وبلورة استراتيجية قومية لإدارة الأزمات وقت تفاقم العلاقات بين الدول الكبرى“.