أكد ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفن كون فون بورغسدورف، أن غزة لا تزال تواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية أساسية لم يتم التعامل معها من قبل، مشدداً أن الإغلاق المستمر للقطاع يجعل التعافي الفعّال والتنمية المستدامة أمرًا مستحيلًا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في ميناء الصيادين غرب مدينة غزة، اليوم الخميس، في ختام زيارة لرؤساء بعثات وممثلي دول الاتحاد الأوروبي والتي استمرت يومين.
وشارك في المؤتمر الصحفي، وزير الأشغال العامة والإسكان محمد زيارة، ووزير الثقافة عاطف أبو سيف، ووزير الريادة والتمكين أسامة السعدواي.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي إنّ غزة ما زالت أولوية بالنسبة للاتحاد والدول الأعضاء فيه، مشيرًا إلى أن الوضع يشكّل مصدر قلق كبير ويؤثر على جميع جوانب حياة السكان في غزة.
ومن جانبه رحب وزير الأشغال العامة والإسكان محمد زيارة بالوفد وشكره على مواقفه الداعمة لشعبنا في جميع المجالات.
وبين أنّ الحكومة الفلسطينية لم تتوقف يومًا عن تحمّل مسؤولياتها تجاه شعبنا في غزة بجميع مجالات الحياة والقيام بالمشاريع بجانب مشاريع إعادة الإعمار للتغلب على الدمار الذي خلفته الاعتداءات الإسرائيلية السابقة.
وتابع زيارة: “لم يكن ممكنًا تنفيذ هذه المشاريع دون دعم خارجي، وبالرغم من هذه الجهود فللأسف الدمار لم يتوقف يوماً، وقبل إنهاء أي برنامج إعادة إعمار يحدث دمار جديد من الاحتلال الإسرائيلي”، منوهاً إلى أنه “حتى الآن لم تبدأ إعادة إعمار حقيقية للدمار الأخير”.
وطالب المجتمع الدولي بتخصيص الموارد الكافية للتعامل مع هذه القضية (إعادة إعمار ما دمره الاحتلال)، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى الوقوف بجانب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، لأنها تقوم بجهد وخدمات جليلة في القطاع وخارجه ويجب أن يكون الدعم غير مشروط.
وخلال الزيارة، اجتمع الوفد الذي ضم 20 دبلوماسيًا من رؤساء بعثات وممثلي دول الاتحاد الأوروبي بوزراء ومسؤولين من السلطة الوطنية الفلسطينية، وتفقدوا معبري كرم أبو سالم ورفح، ومشاريع ممولة من الاتحاد الأوروبي، والتقوا ممثلي المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان ومحللين وسياسيين ونشطاء من النساء والشباب وممثلي القطاع الخاص والمنظمات الدولية.
وشارك الوفد أطفال غزة في الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس اليونيسف، حيث خط الأطفال والدبلوماسيون رسومات على جدران محطة تحلية المياه في غزة، وهي إحدى مشاريع الاتحاد الأوروبي الرئيسية في غزة.
واطلع الوفد في معبر كرم أبو سالم على متطلبات وإجراءات دخول وخروج البضائع، بما في ذلك المساعدات الإنسانية. وفي معبر رفح، اطلعت بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في رفح الدبلوماسيين على تفويضها للعمل في رفح.
كما زار الدبلوماسيون المشاريع الممولة من الاتحاد الأوروبي بما في ذلك قرية أم النصر البدوية في بيت لاهيا ومركزها النسوي، والتقوا بممثلين عن المجتمع المحلي في القرية، وزاروا مزرعة فراولة تدعمها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، حيث أطلعهم المزارعون على وضع القطاع الزراعي في غزة.
وكذلك قام الدبلوماسيون بزيارة مدرسة تل الهوى للبنات التابعة للأونروا كجزء من الدعم الطويل الأمد من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه تجاه لاجئي فلسطين.