قال معهد الابحاث التطبيقية “أريج”، أنه في الثامن عشر من شهر كانون الثاني من العام 2023، نشرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إعلاناً من ما يسمى “بالمسؤول عن أملاك الحكومة وأملاك الغائبين”، في الضفة الغربية المحتلة – تحت مسمى إعلان معدل للإعلان المسؤول عن الأملاك الحكومية وأملاك الغائبين، عن قصده بإعطاء إذن بالتخطيط (منح صلاحية التخطيط) على الأراضي الفلسطينية التابعة لكل من بلدات الخضر وأرطاس ونحالين.
وبحسب الأمر العسكري الإسرائيلي، فإن إذن التخطيط سيدخل حيز التنفيذ خلال 30 يوماً من تاريخ نشر الإعلان الإسرائيلي، والذي يستهدف الأراضي الفلسطينية المحاذية لمستوطنة اليعيزر الإسرائيلية من الناحية الشمالية والغربية، داخل ما يطلق عليه الاحتلال الإسرائيلي بتجمع مستوطنات جوش عتصيون الإسرائيلي، والذي يضم 11 مستوطنة إسرائيلية تحتل ما مساحته قرابة ال 13,000 دونما من الأراضي الفلسطينية، ويقطنها ما يقارب 95 الف مستوطن إسرائيلي.
والإعلان الصادر حديثاً هو جزء من الأمر العسكري الإسرائيلي الصادر في العام 2014 والذي يقر بالاستيلاء على 984 دونما من الأراضي الفلسطينية في المنطقة ذاتها, بالتحديد في السادس من شهر نيسان روش تسوریم، افرات، الیعیزر، بیتار عیلیت، ھادار بیتار، جیفاعوت، نیفیه دانییل، الون شیفوت، بیت عاین، كفار عتصیون ومجدال عوز) الإضافة الى عدد من البؤر الاستيطانية، وطرق التفافیة تخدم المستوطنين الإسرائیلیین.
وأشار معهد “أريج” في سياق تقريره، إلى أنه منذ العام 2014، حيث أصدر المسؤول عن أملاك الحكومة وأملاك الغائبين في الادارة المدنية الإسرائيلية أنذاك، الامر العسكري الإسرائيلي الذي يحمل اسم امر بشأن أملاك الحكومة (يهودا والسامرة) رقم (59-1967) يعلن من خلاله عن مصادرة 984 دونما من الأراضي الفلسطينية التابعة لكل من نحالين والخضر وأرطاس في محافظة بيت لحم وبلدة بيت امر في محافظة الخليل، وذلك من خلال الاعلان عنها بأنها أراضي دولة ويهدف الإعلان الإسرائيلي برمته إلى فرض الحقائق على الأرض الفلسطينية من خلال منح اذن التخطيط والبناء لغرض تحصين تجمع غوش عتصيون الاستيطاني بشكل عام من خلال البناء الاستيطاني في المنطقة في ذات الوقت قطع التواصل الجغرافي الفلسطيني فيها.
وعندما شرعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ببناء جدار العزل العنصري على أراضي الضفة الغربیة المحتلة بما فیھا مدینة القدس، عمدت على إحاطة ھذه المستوطنات الإسرائیلیة المترابطة جغرافيا، بالجدار العزل العنصري، بحیث یقوم الجدار على احتواء ھذه المستوطنات الإسرائیلیة المترابطة جغرافيا وربطھا بمدینة القدس بشكل خاص وبالتالي الى المناطق الفلسطینیة المحتلة عام 1948.
وعمدت سلطات الاحتلال من خلال تنفيذ مخطط جدار العزل العنصري على خلق التجمع الاستيطاني الإسرائيلي جوش عتصیون الاستیطاني مساحة تصل الى 69,823 دونماً، حيث تسعى سلطات الاحتلال إلى إضافة ھذا التجمع الاستيطاني غوش عتصیون إلى حدود بلدیة القدس الغیر قانونیة، بالإضافة إلى تجمع معاليه ادومیم الاستيطاني شرق القدس، والتجمع الاستيطاني، جفعات زئیف، وذلك تعزیزًا للهدف الإسرائيلي الاسمى بالسيطرة على مدینة القدس وتهویدها، من خلال زیادة أعداد المستوطنین الإسرائیلیین القاطنین في المدنیة مقابل أقلية فلسطينية.
وھنا یظھر التخطيط الإسرائیلي الاستراتيجي، حیث أن جدار العزل العنصري لم یكن ولید اللحظة، خوفاً على الإسرائیلیین، أو لأسباب أمنیة كما تدعي إسرائيل، وإنما جاء ترسيخاً للفكر الإسرائیلي الاستعماري، وتعزیز السیطرة على مدینة القدس والمناطق المحیطة فیھا.