معركة سيبتمبر/ايلول القادم!

بدأت فعاليات الدبلوماسية الشعبية الفلسطينية لدعم قبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الجمعية العامة للأمم التحدة تؤتي ثمارها.

فقد إنتزعت منظمة التحرير الفلسطينية في حملتها لأجل فلسطين قرارات وتوصيات مهمة من الأحزاب والفعاليات النقابية والجامعات في العديد من الدول مثل جنوب افريقيا ومصر والأردن والمغرب ومالطا وإيطاليا ودول أمريكا اللاتينية. وإشتملت هذه الفعاليات على عدة أوجه؛ أهمها: بيانات التأييد والمظاهرات والحملات الالكترونية والمؤتمرات الإعلامية والمقالات وجلسات المباحثات والمفاوضات.

ورشح عن غالبية هذه الفعاليات التأكيد على وسم إسرائيل بأنها دولة إحتلال وأبرتهايد، كما رشح عنها المطالبة بضرورة الحشد الدولي لصالح التصويت لقبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة. وهو التصويت المتوقع حدوثه بعد شهر سيبتمبر/ايلول القادم، حيث سيطالب الرئيس أبو مازن الجمعية العامة بالتصويت لصالح هذا القرار الاستراتيجي.


في الواقع، هنالك عدة مكاسب إستراتيجية ستحصدها القضية الفلسطينية اذا ما تم قبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة ، وأهم هذه المكاسب:

أولاً: تتعزز فرص موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة.

ثانياً: تزداد فرص فرض عقوبات على إسرائيل بإعتبارها دولة إحتلال وأبرتهايد وفقاً للباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة وليس الباب السادس كما هو دارج في القرارات الأممية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

ثالثاً: يسمح قبول فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة بقبولها في كافة المؤسسات والاتفاقات والبروتوكولات الدولية خاصة تلك التي تقتصر في عضويتها على الدول فقط.

.رابعاً: يسمح قبول فلسطين عضواً كاملاً في الجمعية العامة في تعزيز الرواية الفلسطينية ونشرها دولياً.

خامساً: يشجع قبول فلسطين عضواً كاملاً في الجمعية العامة الدول، لاسيما الدول الأوروبية،

بالاعتراف بدولة فلسطين ورفع مستوى تمثيلها الى مرتبة سفارة وفقا للبروتكولات الدبلوماسية.

من الواضح أن معركة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال ستنتقل قريباً وبقوة الى أروقة الأمم المتحدة، ومما لاشك فيه ستكون هذه المعركة صعبةً جداً. القيادة الفلسطينية تعد العدة جيداً لهذه المعركة، حيث شهدت الأشهر السابقة رحلات مكوكية من قبل القيادة الى الصين والعديد من الدول العربية.

وتوسعت أنشطة وإتصالات السفارات الفلسطينية في الخارج لتغطي قطاعات رسمية وغير رسمية في العديد من دول الإقامة مثل جنوب أفريقيا والمغرب ومصر وبريطانيا وبلجيكا وكندا وفرنسا وغيرها.

بالمقابل، فإن إسرائيل تمارس ضغوطاً سياسية وإقتصادية وأمنية على الدول الحليفة لها في محتلف القارات من أجل منع التصويت على قرار قبول فلسطين عضواً كاملاً في الجميعية العامة. وفي النتيجة، فان معركة سيبتمبر القادم مع الاحتلال الاسرائيلي ستكون في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالضرورة، فإن أصوات أفريقيا والهند وبعض دول أمريكا اللاتينية ستحسم النتيجة النهائية لهذه المعركة . وبرغم الضغوط الإسرائيلية على هذه البلدان، الا أن عدالة القضية الفلسطينية والتأييد الشعبي في هذه البلدان للقضية الفلسطينية ستكون العنصر الحاسم في إتجاهات التصويت.