اعتبر عضو الكنيست ونائب وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق، يوسي بيلين، أن فشل اتفاقيات أوسلو المرحلية، التي كان أحد مهندسيها، يكمن في أنها لم يؤد إلى اتفاق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين، واتهم رئيس المعارضة في حينه ورئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي، بنيامين نتنياهو، بأنه المسؤول عن فشل أوسلو، حسبما قال في مقابلة معه نشرتها صحيفة “معاريف” اليوم، الجمعة.
وقال بيلين إن “أوسلو لم تكن بكل تأكيد قصة نجاح. والفشل الأساسي هو أن القصد كان التوصل إلى اتفاق سلام دائم، لكن نتنياهو أدرك أن الاتفاق المرحلي هو منجم ذهب وأن الأفضل هو الإبقاء على هذا الوضع وإلغاء الاتفاق الدائم بالرغم من تعهده بتنفيذه”.
وأضاف بيلين أنه “في أوسلو تم بناء جسر من حبال بهدف استخدامه بديلا لخمس سنوات يكون بالإمكان خلالها بناء الجسر الحقيقي. لكن بيبي توصل إلى استنتاج أن بإمكانه إبقاء اتفاق أوسلو المؤقت الذي رحب به العالم كله وبذلك لن يضطر إلى إجراء مفاوضات جدية مع أي أحد، وعدم الوصول إلى أي تنازل، والاستمرار في الاستيطان وإقناع اليمين بأنه يحافظ على أرض إسرائيل، وفيما العالم كله يمول الميزانية السنوية للسلطة الفلسطينية، في الوقت الذي انسحبت فيه إسرائيل من مساعدات اقتصادية للفلسطينيين”.
وتابع أنه “بذلك يوجد للفلسطينيين حكم ذاتي رغم أننا نقرع أبوابهم ليليا بحثا عن مطلوبين. ورغم أن هذا حكما ذاتيا متآكلا، لكن لديهم دولة يعترف بها العالم. وهذه كانت خدعة لامعة بالنسبة لنتنياهو، لكن بالنسبة للدولة (إسرائيل) هذه كانت كارثة، لأنها رفضت احتمال التوصل إلى حدود شرقية متفق عليها وضمان إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية”.
ورأى بيلين أن نتنياهو “أنشأ بشكل واقعي دولة واحدة لم يعد اليهود أغلبية فيها. وكان بإمكان نتنياهو إلغاء اتفاقيات أوسلو لأن الفلسطينيين ألغوها أيضا، لكنه لم يفعل ذلك أبدا. وهو يتمسك بأوسلو، اليوم أيضا، وهو يتحدث في اجتماع الحكومة عن تعزيز السلطة الفلسطينية”.
وأعرب بيلين عن أسفه على أن أوسلو فشل. “وأعتقد أن فشله الأكبر هو أنه لا يزال حيا. ولأسفي أن أوسلو حي وموجود، والأمر الأخير الذي اعتقدت أنه سيحدث عندما بدأت هذه العملية هو أنه بعد 30 عاما سيبقى أوسلو يتمتع بشعبية. ولم يكن هذا هو القصد بإبقائه كاتفاق مرحلي. وأحيانا يعتقد الفلسطينيون أن هذا كان القصد منذ البداية، لكن لا أساس لهذا بالطبع”.
وحول ادعاء رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود باراك، أنه “لا يوجد شريك للسلام” في الجانب الفلسطيني، اعتبر بيلين أن “باراك أهدر فرصة، لأنه اعتقد في البداية أن بإمكانه التوصل إلى الاتفاق الدائم وأن بإمكان إسرائيل السيطرة على 52% من الضفة الغربية والفلسطينيين على 40%، واستغرقه وقتا حتى أدرك أن لا احتمال لهذا الأمر. وحتى عندما ذهب أبعد من أسلافه وذهب إلى كامب ديفيد، فإنه لم يطرح مقترحا مرضيا بالنسبة للفلسطينيين، وإعلانه أنه لا يوجد شريك فلسطيني ’حاليا’ كان كارثة، لأنهم نسوا قوله ’حاليا’ وما تبقى هو عدم وجود شريك. وهو لم يأخذ بالحسبان لدى قوله ذلك التبعات وإلى أي مدى لا يزال هذا القول يتردد”.
ورأى بيلين أن الأسير مروان البرغوثي سيخلف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وقال “سوف يُنتخب. الجميع يعلم بهذا. وهل ستسمح إسرائيل له بقيادة الشعب الفلسطيني من رام الله أو من سجن في إسرائيل؟ هذا سؤال كبير”.