محكوم 17 مؤبدًا.. والدة الأسير محمد عقل لم تفقد الأمل بحريته

بين السجون، تواصل الوالدة الستينية خديجة عقل، لزيارة نجلها الأسير محمد جمال سليم عقل، الذي دخل أمس عامه ال21 خلف القضبان، لكنها ما زالت تعيش على أمل حريته وعودته لأحضانها.

وتقول الوالدة الصابرة “أراه عائدًا ومنتصرًا على الاحتلال وسجونه .. لم يبقى سجن إلا واعتقل فيه محمد وعانى، لكنه قوي وصامد وبطل، ونستمد العزيمة والصبر منه، وفي كل مرة، يبشرنا بأن فجر الحرية قريب”.

وأضافت: “محكوم 17 مؤبدًا، لكن لن نفقد الأمل، فهذا الاحتلال وسجونه إلى زوال، واشراقة الفجر الجديد قادمة”.


رغم أمراضها وأوجاعها، تواظب أم علاء، على زيارة محمد، وتقول: “الاحتلال يتعمد نقل أبطالنا لسجون بعيدة لعزلهم وعقابنا واياهم، لكن من أجلهم وهم الذين ضحوا بزهرة شبابهم في سبيل الوطن وحرية شعبنا، ونحن لن نتركهم وحدهم في السجون، سنبقى معهم ولجانبهم حتى الانتصار على هذا الاحتلال وسجونه .. الاحتلال يمارس بحقنا اجراءات وقيود تسبب المعاناة للضغط علينا حتى نتوقف عن زيارتهم، لكن أرواحنا معهم ومهما مارسوا، فإننا معهم ولهم”.

في سجن “نفحة”، يستقبل الأسير محمد عامه الجديد، وتقول والدته “تحدى الاحتلال وسجونه دومًا كما تحداهم خلال مطاردته، وعندما اندلعت انتفاضة الأقصى، لم يتردد محمد عن تلبية النداء، وتخلى عن حياته وكل شيء، وانضم لصفوف المقاومة، كبر قبل أوانه، وأصبح رجلاً وبطلاً، لم يكتفي بالحجر، وحمل البندقية، شارك بمعركة المخيم ونجا من قبضة الاحتلال .. تمتع محمد بالشجاعة والبطولة، ولم يكن يهاب الاحتلال، وتقدم صفوف المقاومين دومًا، وانضم لسرايا القدس، وشارك في جميع المعارك ومواجهة الاحتلال الذي أدرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين”.

بفخر واعتزاز تتحدث أم علاء عن ابنها الثاني في عائلتها المكونة من 9 أفراد، وتقول: “بسبب مرض والده ترك مقاعد الدراسة وتحمل المسؤولية مع شقيقه علاء الذي استهدفه الاحتلال بالاعتقال مرتين، لكن محمد قسم حياته بين العمل والنضال .. مضى على درب الشهيد ماهر عقل مؤسس وقائد مجموعات الفهد الأسود خلال انتفاضة الحجر، الذي قاوم وقاتل واعتقل وتمكن من الهرب من سجن مجدو، وبعد نجاته، اغتالته الوحدات الخاصة”.

وأضافت: “محمد، تأثر بسيرة ونضال ماهر، وأبناء عمومته أبطال الانتفاضة الأولى محمد قاسم عقل، وعقل عمر عقل، الذين تعرضوا للمطاردة والاصابة والاعتقال، وصمم على اكمال المشوار ، وتمرد رغم تهديدات الاحتلال بتصفيته، ورفض تسليم نفسه ونجا من عدة محاولات اغتيال، ورفض كل عروضي للزواج، وكرس حياته للمقاومة والنضال في سبيل الحرية”.

رغم مرور السنوات، تتذكر أم علاء لحظة اعتقال محمد في 2-2-2002، وتقول: “بسبب الكمائن والملاحقة، لم نعد نراه، الاحتلال حرمنا من رؤيته وواصل ملاحقته، وفي ذلك اليوم الأسود، حاصروه واشتبك معهم حتى نفذت ذخيرته وتمكنوا من اعتقاله”.

وتضيف: “رغم حزني لاعتقاله، فرحت لنجاته من الاغتيال، وعانيت الكثير خلال احتجازه رهن التعذيب في أقبية التحقيق بسجن الجلمة، ثلاثة شهور عزلوه وانقطعت أخباره ولم يتمكن أي محامي من زيارته .. عانينا الكثير خلال رحلة محاكمته التي استمرت عامين، حتى حوكم بالسجن المؤبد 17 مرة وعشرين عامًا، بتهمة الضلوع في عمليات فدائية تبنتها سرايا القدس ومقاومة الاحتلال الذي عاقبه وانتقم منه بسبب شجاعته ومواقفه البطولية”.

تنقل محمد بين السجون، وعانى من عقوبات القمع والعزل ومنع الزيارة والإهمال الطبي بسبب معاناته من عدة أمراض، وتقول “حرمونا من زيارته مرات كثيرة، وبكيت لخوفي عليه بسبب المرض، لكنه صمد ولم ينالوا من عزيمته، فأكمل رحلة التحدي وتعلم، والتحق بالجامعة وحصل على شهادة البكالوريوس”.

في الذكرى، تقول أم علاءـ “لم نفرح منذ اعتقاله، تزوج عدد من أبنائي وبناتي ولم تدخل حياتنا الفرحة حتى بعدما رزقت بالأحفاد، ففرحتي مؤجلة حتى أعانقه واشتم رائحته العطرة .. رسالتي لمحمد، صبرت 20 عامًا، فاصمد يا حبيب قلبي فلم يبقى سوى القليل، وثقتنا كبيرة برب العالمين أن يعيده لنا ونفرح بحريته وزفافه قريبًا”.