محراك الشر.!!

بقلم: رشيد حسن

في الامثال الشعبية يطلقون على مثيري الفتن والصراعات « محراك الشر «.. فهذه الشريحة من الناس فاقدة لمصداقيتها.. لا تحظي بالاحترام عند كافة شرائح المجتمع.. فهي نذير سوء وشؤم…!

فاذا ما قمنا بتطبيق هذا المثل على المشهد العالمي على اتساعه.. من أقصى الشرق الى أقصى الغرب. ومن الشمال الى الجنوب… لوجدنا ان أميركا هي «محراك الشر «.. وهي السبب الرئيس لكافة المشاكل والحروب والنزاعات في هذا العالم، وبالتحديد منذ مطلع القرن العشرين وحتى اليوم… بعد ما عبرت قواتها المسلحة بعديدها وعتادها المتطور الاطلسي..لتحارب الى جانب الحلفاء قوى الفاشية والنازية.. وتحقق النصر المؤزر، وتغير خريطة العالم.. وتمضي في الانخراط في كافة الحروب بعد ذلك « الكونية الثانية والكورية والفيتنامية والافغانية والعراقية والسورية والليبية والحرب الباردة…الخ «، اضافة الى عدد من الحروب غير المرئية، التي شاركت فيها سرا، كما تقول « السي.اي. ايه».. ولا تزال جيوشها معسكرة في «88 « قاعدة حول العالم.. لم تغادرها ولن تغادرها.. وقد ربطت وجودها وقواعدها في هذه الدول بالحفاظ على الديمقراطية والحرية والاستقرار الدولي، وحمايتها من الشيوعية انذاك، وبعد ذلك حمايتها من ارهاب «داعش».. مع العلم انها هي من صنع هذه الحركة الارهابية.. وها هي تدعي انها تدخل لحماية هذه الدول من التوسع الروسي والهيمنة الايرانية والتمدد الاقتصادي الصيني الذي اصبح واقعا لا بديل عنه.

وبكلام أكثر تحديدا.. واشنطن فصلت العالم على مقاسها، وفقا لنهجها ومصالحها.. فاطلقت الراسمالية والليبرالية، ومن ثم اقتصاد السوق وطورتها الى الليبرالية المتوحشة، وادلجت القوة.. عندما انفردت بالعالم بعد انتصارها في الحرب الباردة..وها هي تسيطر على 33% من تجارة العالم.. ويشكل جيشها الاقوى في العالم واقتصادها الكبير جدا ذراعي الاخطبوط الذي يطوق العالم.

العالم يا ناس.. اصبح مستعمرة اميركية وخاصة دول اوروبا ومن يتابع الحرب الاوكرانية.. يلاحظ ان هذه الدول لا تنطق الا بما تطلبه واشنطن.. ولا تتنفس الا كما تطلب واشنطن، و لا ينام زعماء هذه الدول الا بعدما يوافق البيت الابيض..وهذه التبعية لاميركا جرت على هذه الدول الويل والثبور فاصبحت تعاني من كساد اقتصادي وارتفاع مذهل في الاسعار، بعد قطع امدادات النفط والغاز الروسي، واكبر الامثلة الاحتجاجات الشعبية الصخمة في كل اوروبا.. وخروج حسناوات القارة الى الغابات يجمعن الحطب للمدافئ.

بايدن خسر الحرب مع روسيا.. وجر على اوروبا الكوارث فهي اول المتضررين.. وقد اطلق بايدن شعاره المعروف استمرار الحرب حتى اخر جندي اوكراني واخر دولار اوروبي.. لتبقى القارة العجوز بدولها ال»28» دولة، تحت رحمة واشنطن ولسنوات طويلة، للمساهمة في انقاذ اقتصادها، كما ساهمت بعد الحرب الكونية الثانية بمشروع مارشال..

وفي هذا الصدد لا بد من الاشارة بان اكبر المتضررين من السياسة الاميركية الموالية للصهيونية هي القضية الفلسطينية.. فلولا الدعم الاميركي اللامعقول لاسرائيل. وتزويدها باحدث الاسلحة، وحمايتها من العقوبات الدولية لما استمر الارهاب الصهيوني، ولما استمرت دولة «الابرتهايد».. ولغادر شذاذ الافاق فلسطين كما غادرها الصليبيون..

باختصار..

كيف سيتخلص العالم من اميركا وسطوتها وسيطرتها وبلطجيتها ؟؟الجواب.. لن يكون هذا ممكنا في المدى المنظور.. وان كنا نتوقع ان هذه الامبراطورية، والتي لم يشهد التاريخ لها مثيلا.. ستزول كما زالت الامبراطورية الرومانية والاتحاد السوفيتي..