ماهر يونس: “أنتظر حريتي بكل حزن وألم لأنني سأترك خلفي إخوتي ورفاقي”

أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن محاميتها غيد قاسم، انهت قبل قليل زيارتها لعميد الأسرى ماهر يونس، والذي سيتم الافراج عنه يوم الخميس القادم، بعد ان انهى ٤٠ عاماً في سجون ومعتقلات الاحتلال.

وأوضحت الهيئة في بيان لها بأن محاميتها ومنذ الساعات الأولى من صباح هذا اليوم، كانت متواجدة في سجن النقب بهدف زيارة القائد ماهر يونس، وتفاجئت بقرار ادارة السجن بأن الزيارة لن تتم بسبب وجود قرار  بنقله ، وبرغم من المماطلة والتعقيدات، الا أن المحامية غيد أصرت على زيارته، حتى سمح لها ذلك قبل ساعات قليلة.

وأضافت الهيئة ” في ساعات الصباح تم الطلب من عميد الأسرى بإحضار اغراضه ومقتنياته الشخصية، وتم نقله من القسم المتواجد فيه الى قسم التحقيق ، واستمر ذلك أكثر من خمس ساعات، قبل اعادة نقله الى القسم، وهو يتواجد الى جانب اخوانه ورفاقه”.

وبعث عميد الأسرى برسالة لأبناء شعبه قال فيها :” تحية لكل من قال أنا فلسطيني وحر، أتطلع الى لقائكم بكل حب ووفاء، وأنتظر تلك اللحظة التي أكون فيها حرا بينكم، بعد أن ملت الايام والسنوات من وجودي خلف القضبان، متشوق لمشاهدة الجماهير العظيمة التي تهتف بإسم فلسطين، ومتحمس لرؤية جيل الشباب المليئ بقيم الوعي والمعرفة لنتلف سويا حول قضايانا ومستقبلنا ،  فأنا قدمت لوطني وضحيت لأجل شعبي  ها أنا لا زلت حياً، وقادراً أن أعيش، فبعد يومين سأولد من جديد”.  كما أوجه تحية ورحمة لشهداءنا الأبرار الاكرم منا جميعا .

وأكمل ” أنتظر حريتي بكل حزن وألم، لأنني سأترك خلفي إخوتي ورفاقي الذين عشت معهم كل الصعاب والافراح والاحزان، أغادرهم وقلبي وروحي عندهم، على أمل أن نلقي قريباً جميعا أحرار.”

وتستعد عائلة الأسير ماهر يونس (65 عامًا) من قرية عرعرة في منطقة المثلث، لاحتضان ابنها الذي سيتحرر بعد قضاء 40 عامًا في السجون الإسرائيلية، إذ اعتُقل يونس يوم 18 كانون الثاني/ يناير عام 1983، إثر إدانته بالمشاركة في قتل جندي إسرائيلي.

وقبيل تحرر يونس، فرضت الشرطة الإسرائيلية تقييدات عدة أمام العائلة، بينها منع نصب خيمة لاستقبال المهنئين، وعدم رفع العلم الفلسطيني، وعدم بث أهازيج وأناشيد وطنية عبر مكبرات الصوت، ومنع تجمهر مواطنين، وعدم إظهار أي شكل احتفالي.

 وفي السياق، عقد وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، اجتماعا لتقييم الوضع قبيل الإفراج المتوقع في الأيام المقبلة عن الأسير ماهر يونس الذي أدين بقتل الجندي أبراهام برومبرغ. وفي نهاية الاجتماع، أصدر بن غفير تعليمات بـ”منع أي عمل من أعمال التعاطف أو التشجيع على عمل إرهابي”.

وأضاف بن غفير أن “هذا الحدث هو اختبار لسيادتنا، ويجب ألا نسمح بأي حال من الأحوال بارتكاب جرائم خطيرة لتشجيع ودعم الإرهاب في أي مكان في دولة إسرائيل. أنظار جميع المواطنين الإسرائيليين على هذا الحدث، وعندما نكون أكثر حدة وثباتا ووضوحا، سيكون القول أوضح بأن دولة إسرائيل وقوات الأمن لن تسمح بمثل هذه الأحداث تحت سيادتنا. أنا واثق من أنكم ستبذلون قصارى جهودكم ولدي كل أمل في أن ينتهي الحدث بنجاح كامل. وبدون دعم وتحريض على الإرهاب، وبالعمل المشترك سنحقق نتائج طيبة لدولة إسرائيل وسيادتنا”.

وقالت والدة الأسير ماهر يونس، الحاجة وداد يونس، لـموقع “عرب 48” إن “مشاعري مفعمة بالفرح لقرب تحرر ابني ماهر خلال ساعات. انتظرت هذه اللحظات منذ 40 سنة، انتظرت احتضان ابني وفلذة كبدي منذ عقود. هذه المشاعر هي مشاعر الأم التي لا يمكن وصفها بالكلمات، إذ أنني أمضيت أياما طويلة وأنا أنتظر ابني، تعبت خلال هذه السنوات، لكن الصبر والقوة التي منحنا إياها الله كانت الوقود لنا”.

والدة الأسير ماهر يونس، الحاجة وداد يونس (عرب 48)

وأضافت والدة الأسير أن”ماهر يعشق الأكل الفلسطيني بجميع أنواعه، إذ أنه يعشق خبز الطابون القديم، وورق العنب، والمفتول، أريد أن أحضر له ورق العنب، وأنا على أتم استعداد للقائه، وأتمنى أن تمر هذه الأيام على خير وأن تملأ السعادة قلوبنا”.

ومن جانبه، قال الأسير المحرر كريم يونس، الذي أمضى 40 سنة في السجون، لموقع “عرب 48″، إنه “نترقب تحرر ماهر، وأن نستقبله أفضل وأجمل استقبال، وأن يمر هذا الاستقبال بسلام وأمان، على الرغم من كل التهديدات التي نسمعها من الشرطة وعناصرها، إذ أنه لا يمر ساعة دون أن يأتي أفراد الشرطة إلى منزل ماهر، ووصلت الوقاحة بهذه الشرطة أن تتدخل بنوعية الطعام الذي سيقدم، إذ أن هذا الأمر غير مسبوق، ولن نسمح به، ولكن الأهم بالنسبة لنا أن نستقبل ماهر استقبالا يليق به وبمكانته، بعد قضاء 40 سنة في الأسر، وهو نصفي الآخر، عشنا المعاناة في الأسر سوية”.

وحول نقل ماهر من سجن “كتسيعوت” أوضح كريم أنه “عندما تم نقلي الساعة الرابعة فجرًا، وتم تركي في محطة للحافلات في رعنانا اعتبرت نفسي مستهدفا، ولكن ما حصل مع ماهر ونقله من المعتقل إلى جهة غير معروفة، هنا أصبح ماهر مستهدفا بشكل أكبر وأخطر، إذ أنهم لا يريدون أن تنظيم استقبال لماهر كما حصل لي، لكن خسئوا وسنستقبل ماهر أجمل استقبال”.

وفي سياق تحرر ماهر يونس المرتقب، قالت شقيقة الأسير، نهاد يونس، لموقع “عرب 48” إنه “من الصعب وصف الشعور في مثل هذه اللحظات، لكنه شعور جميل بقرب تحرر شقيقي بعد قضاء 40 سنة في السجون، إذ أن الأنباء التي صدرت اليوم حول نقله إلى مكان غير معروف بدأ يدخلنا بتوتر نوعًا ما. نحن نترقب كل دقيقة الأخبار للحصول على معلومات أو مكان تواجد شقيقي. نعرف حتى اللحظة أنه تم نقل شقيقي من سجن كتسيعوت إلى مكان غير معلوم”.

وحول التقييدات التي وضعتها الشرطة، قالت شقيقة الأسير إن “هذه التقييدات كثيرة وكبيرة، إذ أننا نقع تحت قائمة طويلة من الممنوعات، فهم لا يريدون أي نوع من أشكال الفرح في البيت، وهذا غير منطقي، خاصة أن شقيقي ماهر قضى 40 سنة كاملة في السجون، لذلك نحن نتعجب من هذه التقييدات التي تم وضعوها أمامنا”.

وأضافت شقيقة الأسير أن “هناك أمورا مضحكة ومبكية في هذا الوقت، إذ أنه من بين الشروط التي تم وضعها أمامنا منعنا من شواء اللحم أو نصب خيمة لاستقبال المهنئين، هذا مضحك ومبكي بنفس الوقت، ونحن كعائلة وحفاظًا على الأسرى والأسير الذي سيتحرر من الممكن أن نتقيد ببعض الشروط لمصلحة شقيقي والأسرى عموما”.

وبخصوص توجه الشرطة للعائلة، أكدت شقيقة الأسير يونس أنه “خلال وضع الإضاءة، أمس، أمام المنزل جاءت الشرطة وقامت بتصوير ما نقوم به، بالإضافة إلى ذلك تم استدعاء شقيقي نادر إلى مركز للشرطة عدة مرات، وذلك لتبليغه بالقيود”.

وختمت نهاد يونس بالقول: “أهلا وسهلا بشقيقي ماهر، البلدة ستضيء بتحريره دون حاجة لإضاءة في المكان، وكل الوطن سيضيء بتحرر هؤلاء الذين قضوا سنيين من أعمارهم خلف القضبان. شقيقي ماهر عاش في السجن أكثر مما عاش مع العائلة. انتظر لحظة عناق شقيقي بشوق كبير”.