لينا التميمي.. أول عضو نسائي في مجلس إدارة غرفة تجارة نابلس منذ تأسيسها

تسعى رائدة الأعمال لينا زاهي التميمي- سعد الدين، وأول عضو نسائي منتخب في مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة نابلس، لنقل خبراتها في القطاع التجاري والإقتصادي والمتوارثة من شركتها العائلية، حيث أمضت ستة وعشرين عاماً في مناصب إدارية متعددة، وتوظيف ذلك لخدمة وتطوير هذا القطاع، عبر موقعها الجديد كمقرة للجنة العلاقات العامة والدراسات في الغرفة.


وتقول التميمي وهي ابنة مجموعة “الحاج نمر التميمي” التي تضم شركات مختلفة في حديث خاص مع “القدس” دوت كوم: “هذا واجبنا تجاه مدينتنا الحبيبة نابلس، أن نحمل هموم القطاع التجاري والصناعي فيها، ونساعد في تطويره، وطموحنا أن نرقى بالعاصمة الاقتصادية الأولى على مستوى فلسطين ونعيدها إلى مكانتها كما في السابق”.

ولم تغفل عن الاهتمام بقضايا الشباب والمرأة والتجار وأصحاب المنشآت والأعمال، حيث وضعت مقترحات عديدة لاستقطاب هذه الفئات، وإنشاء حاضنة لمشاريعهم الريادية من خلال الغرفة التجارية، وتنمية خبراتهم وتطويرها، وتقديم الدعم المادي واللوجستي لهم أيضاً.

وتبيّن التميمي، أنه لدى الغرفة قسم كامل للتدريب وعقد ورشات العمل والعديد من البرامج في المجالات التجارية كافة، وأغلبها تستهدف فئة الشباب الذين تضعهم على رأس أولوياتها، فقالت: “هذا شيء رائع نقدمه لجيل الشباب ليمتلكوا الخبرة ثم ينطلقوا إلى سوق العمل، إما بفتح مشاريع خاصة بهم أو محال تجارية أو الإنخراط في وظائف لدى شركات ومؤسسات ومنشآت مختلفة، بعد امتلاكهم مهارات الادارة والتسويق الالكتروني وتغليف المنتج وغيرها”.

وتابعت: “كما لدينا فكرة عمل دائرة توظيف لتشبيك العلاقات مع الهيئة العامة للغرفة من القطاع الخاص، بحيث نساعد في توظيف الشباب بناءً على الكفاءات والمهارات التي اكتسبوها ومن ثم التوجه للعمل في المجال التجاري والصناعي”.

ومن منطلق الإيمان بدور المرأة الفعّال والمؤثر في هذا القطاع وغيره من المجالات، توجهت التميمي في برنامجها إلى تمكين السيدات ودعمهن اقتصادياً وتجارياً، وعليه تسعى من خلال الغرفة إلى تفعيل “ملتقى سيدات الأعمال”، الذي يتضمن هيكلاً تنظيمياً كاملاً له قوانيه وادارته الخاصة.

 ويمكن ذلك _وفق التميمي_ عن طريق استقطاب جميع سيدات الاعمال والرياديات تحت مظلة هذا الملتقى، والعمل على تشجعهن ودعمهن بالتدريب وعقد دورات وورشات عمل متعلقة ببرامج تساعدهن على تحسين منتوجاتهن وأدائهن الإداري بحيث يصبحن قادرات، ومن ثم يستطعن الانضمام للغرفة التجارية، التي عبرها أيضاً تُفتح أمامهن أبواب عديدة للتسويق وبيع منتوجاتهن في معارض عربية وعالمية أو الاطلاع على الأسواق العالمية لاستكشاف ومعرفة طرق جديدة لتطوير وتحسين صناعاتهن، أو مهاراتهن الإدارية.

وتحدثت التميمي عن خطط الغرفة لتشجيع الحركة التجارية في اسواق نابلس في ظل الوضع الإقتصادي الصعب التي تواجهه المحافظة في الفترة الحالية، بحيث تستكمل حملة “يلا على نابلس” خلال شهر رمضان المبارك، التي تبناها مجلس الإدارة السابق، والعمل على تكثيفها أيضاً، وهي تسعى لاستقبال أهلنا من مدن الداخل المحتل للتسوق في المدينة، وإنعاش إقتصادها بعد تدهور الوضع السياسي والأمني فيها نتيجة الإقتحامات المتكررة لقوات الإحتلال وإغلاق الطرق المحيطة في فيها ما انعكس سلبياً على هذا القطاع الذي تشتهر به المدينة.

وتضيف: “نعمل حالياً على تنفيذ حملة لتنظيف المدينة، وهذه خطوة مهمة، وتتم بتضافر جهود كل من البلدية والغرفة والمؤسسات المختلفة، ما يشجع الناس على الذهاب لزيارتها والتسوق فيها، وأيضا حملة تنظيم الأسواق وإزالة التعديات عن الأرصفة والشوارع”.

وتلفت التميمي إلى أن دورها في مجلس الإدارة سيكون تكامليا بالتعاون مع جميع الأعضاء، وكل عضو فيها يسعى لتحقيق هدفه وعمله، بحسب ما يتوفر لديه من خبرات في العمل الاداري والخدماتي.

ووضحت: “من خلال مهمتي أُشارك في وضع السياسات وسن قوانين الخاصة بالغرفة بحيث تتضافر جهود جميع الأعضاء بعيداً عن المنافسة؛ لأن جميع أهدافنا تتقاطع مع بعضها بعضاً لخدمة القطاع التجاري والصناعي في المحافظة، وتفعيل دور الغرفة، كما أنني عضو في لجنة المعارض ولجنة التنسيب وشؤون الموظفين، وأحاول أن أسخر جميع ما أملك من خبرات ومهارات وأبذل جهدي  لخدمة هذا القطاع”.

وهناك جهود حثيثة -بحسب التميمي- لخدمة هذا القطاع بشكل عام في المحافظة، وأيضاً استغلال علاقات الغرفة الخارجية والتواصل بشكل مستمر مع الممثليات والقنصليات، وعمل علاقات توأمة مع عدة دول عربية وعالمية، والاستفادة من الاتفاقيات الاقتصادية التي وُقعت مع أكثر من غرفة تجارية، لدعم الهيئة العامة لها من التجار وأصحاب الأعمال والمنشآت والشركات التجارية والصناعية داخلياً وخارجياً.

ولدى التميمي خبرات متعددة في العمل التجاري والإدارة، اكتسبتها من خلال العمل في شركة عائلتها حيث تولت العديد من المناصب الادارية فيها، رغم أنها تخرجت من جامعة بيرزيت بعد حصولها على درجة بكالوريوس(أحياء وكيمياء حيوية)، لكن حرصها الشديد على خدمة شركتها دون تردد دفعها للعمل في هذا المجال الذي لا علاقة له بتخصصها، وقالت: “حصلت أيضاً على درجة الماجستير في العلوم البيئية في جامعة النجاح الوطنية، لأنني أحب هذا التخصص الذي درسته، وهو لم يمنعني من الاستمرار في خدمة شركتنا وتطويرها”.

ويُذكر أن التميمي تخوض غمار هذه التجربة الخدماتية لأول مرة في تاريخ غرفة تجارة وصناعة نابلس، بعد فوزها في انتخابات الغرفة لعام 2023 التي تمت مؤخراً، حيث تمكنت من حصد أكثر من ألف صوت لتكون في المركز الخامس من بين 13 عضواً آخرين.

كما أنها تمثل نموذج المرأة الفلسطينية التي استطاعت تبوأ مناصب إدراية وقيادية مختلفة، حتى أثبتت جدارتها في الميادين كافة، وأظهرت قدرتها المتميزة على القيام بمختلف الأدوار اجتماعياً وعلمياً، متخطية دورها كأم وصانعة أجيال المستقبل، لتصنع مكانة مرموقة لها في مفاصل العمل المتعددة.