وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مجموعة من الرسائل خلال افتتاح مجموعة من المشروعات التنموية في صعيد مصر، أكد خلالها على أن الحكومة المصرية مطالبة بدراسة وتقنين أوضاع المصانع غير المرخصة، وتقديم كافة التسهيلات وأوجه الدعم للصناعة الوطنية، لخلق مناخ ملائم لزيادة الإنتاج في البلاد، وكانت رسائل السيسي للمصنعين لا تخلو من تأكيد وقوف الدولة بجانب المصنعين لوضع حلول لأي مشكلات تواجه العملية الإنتاجية.
وبدأ، صباح يوم السبت، افتتاح مشروعات جديدة في محافظات الصعيد، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ضمن فعاليات أسبوع الصعيد، ضمن جهود الدولة لتحقيق نهضة تموينية وخدمة متكاملة لأهل الصعيد، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، حيث سيتم افتتاح عدد من المشروعات القومية.
وقال الرئيس السيسي خلال كلمته في الافتتاح، إنه بدلًا من القبض على أصحاب المصانع نقول لهم “تعال نعمل الصح”، وأضاف قائلًا لأصحاب المصانع “لا نتصيد الأخطاء ولا نستجدي الضرائب”.
أهم الرسائل من الرئيس السيسي للمصنعين
وجه الرئيس السيسي بتسهيلات للمصانع غير الرسمية، وبمعنى أدق وأصح صناعات بير السلم، إذ أكد السيسي أن الدولة تدعم العملية الإنتاجية وتساعد المُصنع في إدخاله للمنظومة الرسمية، وتقديم أوجه الدعم له طالما أنه يُنتج حتى وإن كان غير حاصل على التراخيص الرسمية، لأن الدولة تدعم العملية الإنتاجية وتدعم تحويل المصنعين جميعا إلى الإنتاج بالشكل الأمثل.
وتطرق السيسي في رسائله، إلى أهمية الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في العملية الإنتاجية، وذلك بدعم واضح من الدولة للمصانع التي تسعى لجذب التكنولوجيا الحديثة، سواء بالتمويلات أو الدعم الفنى وكافة أشكال التطوير والتحديث للعملية الإنتاجية، لكون ذلك سينعكس بصورة واضحة على الناتج الإجمالي.
“لا ننتظر من المصانع إلا الإنتاج”، جملة كانت واضحة في حديث الرئيس المصري في افتتاحات اليوم، في إشارة إلى أن الدولة المصرية تحاول خلق مناخ ملائم للصناعة بهدف زيادة الإنتاجية من كافة القطاعات، دون النظر إلى العوائد من الحصيلة الضريبية، لأن نهج الدولة هو تحقيق الطفرات الإنتاجية ليس جلب العوائد الضريبية.
تسكين الصناعات غير الرسمية في أقرب المناطق الصناعية، إذ وجه السيسي الحكومة بتسكين الصناعات غير الرسمية في المناطق القريبة وبتسهيلات واضحة، والحد من عمليات الضغط على هذه الصناعات، بل مساعدتها بصورة مباشرة في الانتقال للمناطق والمجمعات الجديدة.
السيسي: نستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي للسوق المحلي
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إننا نستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي للسوق المحلى، مضيفًا أنه عندما يلبس الشخص ملابس من الصناعة المحلية المصرية، وكل المستلزمات الأخرى، فهذا يعني توفير فرص عمل، وزيادة بالناتج المحلي.”
وعن تجربة مدينة الأثاث، أضاف إن “تحرك الناس من دمياط لمدينة الأثاث لم يكن بالسرعة المطلوبة، هناك أشياء كان من الواجب توفيرها مثل منشآت ومستلزمات الخشب”، مؤكدًا: “صرفنا مليارات ومُصرين على النجاح مش علشان ننجح فكرتنا، المنتج المحلي منتج جيد، وقد يكون قوي، لكن تحتاج المنافسة فيه داخل وخارج مصر.”
وتابع الرئيس: “لو لم تكن يا مصنع تطور، هنساعدك ولو محتاجين تجيبله ناس من بره تطور الأذواق مستعدين..اوعوا تفتكروا وإحنا بنعمل منطقة صناعية مستنيين حاجة، الـ 10 مليار لو موجودين في البنك هايجيب مليار جنيه.. تفتكروا إيجارات المجمعات هيجيب كده؟”.
نساعد الناجحين وغير الناجحين
قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بمساعدة النماذج الناجحة وغير الناجحة: “اللي ينجح أكتر نساعده أكتر.. واللى مينجحش نساعده أيضًا”.
وأكد أن المشوار لم ينتهي، وأن التطوير والتحديث لا نهاية له”، مستدلًا ببعض الأعمال التي من شأنها التطوير، مثل الدعم الفني بمدارس ومكاتب استشارية، وموظف من التجارة بالتنسيق مع المحافظة للمجمعات، والمحافظ يقدر على تنظيم عملية النقل ليجد الناس وسيلة انتقال.
السيسي: دفعنا ما يقرب من 100 مليون جنيه لنقل الناس للروبيكى
أكد الرئيس السيسي، أن دولة مصر تنفذ نموذجًا جيدًا خلال العمل في مجال الصناعة، والروبيكى نموذج قابل للنجاح في ظل التطور الكبير الذى يشهده العالم، مؤكدًا أن التطور في العالم أجمع وليس مصر فقط، وأن على مصر والعاملين في الصناعة أن ينفذوا ما يقبل النجاح.
وأضاف أن “تجربة الروبيكى نجحت بعد تدخل الدولة، وجدنا حل لمشكلة النقل وبدأنا بنقل الأشخاص على حساب الدولة، دفعنا 100 مليون جنيه.”
وتابع السيسي: “نأخذ الناس على قدر تجربتهم، من المصلحة أن الدولة تتقدم، والناس تغنى ويبقى عندها طاقات، وعمر الصناعات البسيطة ما تعمل غنى”.
السيسي يطالب بالاهتمام بالصناعات التكنولوجية
طالب الرئيس السيسي، الاهتمام بالصناعات التكنولوجيا المتقدمة، لما لها من مستقبل رائع على المستوى المحلي والدولي مضيفا: “الناس اللى بتشتغل في التكنولوجيات المتقدمة.. اليوم بتاعه بـ 10 آلاف و20 ألف جنيه كمان.. اليوم مش الشهر.. مش الاشغال البسيطة”.
وأضاف أن المجمعات الصناعية الجديدة يجب أن تكون جاهزة بشكل كامل من حيث توفير المرافق من كهرباء ومياه وغاز، مضيفًا “العدادات تكون راكبة موجودة.. علشان اللي يدخل المجمعات دي مش يعمل حاجة تانية.. وحتى المساكن اللي بنعملها لازم يكون فيها كهرباء وغاز ومياه.. وتحركنا كده ولما شوفنا النجاح في الروبيكى.. قولنا نكمل ونعمل منشأت تانية”.
لا يوجد بناء مخالف على المحاور الجديدة وهذه مسئولية الجيش والشرطة
قاطع الرئيس السيسي، الفريق كامل الوزير وزير النقل المصري، خلال استعراضه للمحاور المقامة على النيل والمقرر افتتاحها اليوم في محافظات الصعيد، قائلًا إن الطرق الجانبية على المحاور تقع ضمن “حياة كريمة”، هل سوف يتم رصفها؟”، ليرد عليه وزير النقل قائلًا إنها داخل أراضي زراعية، ومن الممكن تمهيدها، لكن الطرق الخاصة بالأهالي والنقل داخل القرى يتم رصفها.
وأضاف السيسي معقبًا على حديث وزير النقل: “ادرسوا الموضوع جيدًا، كل المحاور الجديدة الحفاظ عليها البناء، نمنع الإنشاء على جانب هذه المحاور بعمق كيلو، المسئول عن هذا هم القوات المسلحة ووزارة الداخلية”.
إشادة واسعة من حقوقيين بـ”أسبوع محافظات الصعيد”
أشاد عدد من الحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني، بـ”أسبوع الصعيد” التي تشهد افتتاح حزمة من المشروعات التنموية بحضور الرئيس السيسي، وكذلك بالمشروعات القومية التي تقوم بها الدولة في الصعيد ومنحته قبلة الحياة، مؤكدين أن الاهتمام بالصعيد ومناطق الأطراف هو أساس ضروري لنجاح جهود التنمية المستدامة، وأن مشروعات التنمية التي تتم فيه قضت على الفجوة.
في البداية، اعتبر شلبي في تصريحات له أن ما حققته مصر في المجال التنموي خلال السنوات السبع الأخيرة يعد معجزة اقتصادية دون مبالغة، ونموذجا حيا يمكن للدول النامية استلهام دروسه ونجاحاته للفكاك من أسر التخلف التنموي.
وأكد علاء شلبى، أن النموذج التنموي المصري الفريد والمبدع حقق المعادلة الصعبة، المتمثلة في مراعاة الأبعاد الاجتماعية عبر العشرات من مبادرات الحماية الاجتماعية في سياق إجراء الإصلاح الاقتصادي وإتمام التحول إلى اقتصاد السوق الحر بصورة مخططة ومنضبطة، مع انتهاج الاستثمار الأمثل لكافة الطاقات الكامنة والمتاحة التي ضمت جهود القطاعين العام والخاص والجهد العسكري والمجتمع المدني، دونما اعتبار للشكليات غير المجدية.
وأشار شلبي، إلى أن الاهتمام بالصعيد ومناطق الأطراف هو أساس ضروري لنجاح جهود التنمية المستدامة وشعار “لن نترك أحد خلفنا” وفقا لرؤية مصر 2030 وأهداف الخطة العالمية للتنمية المستدامة والتي تضمن تحقيق التنمية القائمة على احترام وإدماج حقوق الإنسان.
ورحب شلبي بإعلان رئيس مجلس الوزراء إطلاق حوار مجتمعي حول مشروع ميزانية العام المالي المقبل 2022/2023، مؤكدا أن هذه الفلسفة تراعى مبادئ التشاركية والتشاور والشفافية التي تعد أعمدة رئيسية لحقوق الإنسان والحكم الرشيد.
وتوقع شلبي أن ترتفع مساهمات المجتمع المدني من متوسط 30% إلى أكثر من 40% في التنمية الاجتماعية بعد اكتمال فترة توفيق الأوضاع التي تنتهى في يناير المقبل، منوها بالألاف من المشروعات التنموية التى نهضت بها مؤسسات المجتمع المدني منفردة، أو بالشراكة مع الدولة في مجالات الصحة والتعليم والإسكان.
وقال عماد حجاب الخبير الحقوقي والباحث في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني، إن اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بقضية التعليم والصحة أهم سمات ولايته الثانية لتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين والصعيد والقضاء على المشكلات القديمة المتراكمة عبر سنوات طويلة، والتي كانت تعانى منها تلك المحافظات.
وأضاف عماد حجاب أن الرئيس السيسي وضع في بؤرة اهتمام الدولة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية كحقوق أساسية للإنسان وكأولوية في عمل الأجهزة الحكومية.
وأشارت الحقوقية داليا زيادة، مدير ومؤسس المركز المصري لدراسات الديمقراطية، إلى أن مجهودات الرئيس السيسي لتطوير الصعيد يأتي في إطار الاستراتيجية الأكبر لمكافحة الإرهاب، مضيفة أنه ليس سرًا أننا في مصر نعانى من فجوة كبيرة في مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية بين المدن الحضرية والريفية، وخصوصًا بين العاصمة وغيرها من المحافظات.
وأضافت داليا زيادة، أنه يزداد الوضع سوءًا في القرى النائية والنجوع الصغيرة في صعيد مصر، حيث يعانى المواطنون منذ عقود من الفقر والأمية ونقص الخدمات الحكومية الأساسية، مشيرة إلى أنه منذ عهد محمد على باشا، مؤسس مصر الحديثة، تركزت معظم مشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تقودها الحكومة في العاصمة القاهرة، ومدينة الإسكندرية المطلة على البحر المتوسط، وأنه في تلك الحقبة، كانت مصر هي شعاع النور، ومركز للفنون والثقافة، ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، ولكن أيضًا في منطقة البحر المتوسط، حتى أنه كان طبيعيًا أن ترى الأوروبيين يفرون من بلادهم التي مزقتها الحروب المتتابعة آنذاك، ويهاجرون إلى مصر ليعيشوا في سلام ويستمتعوا بالحياة المدنية الصاخبة في القاهرة والإسكندرية.
وتابعت: “وخلق هذا فجوة كبيرة وخطيرة نفذ من خلالها الإسلاميون المتطرفون إلى القرى الريفية، لا سيما الصغيرة والبعيدة عن العاصمة، وقاموا بتشويش عقول وعقيدة المواطنين هناك، واستغلوها كمصدر لتجنيد مئات الشباب الذين يعانون من الفقر والبطالة ومحدودية فرص التعليم وفرص الحياة الكريمة، في حقبة التسعينيات، أنشأت التنظيمات الإسلامية المتطرفة إمبراطورتيها الخاصة على الأراضي المصرية في هذه القرى الفقيرة في صعيد مصر، وربما كان أشهرها تنظيم الجماعة الإسلامية، وتمكنت جماعة الإخوان المسلمين من تحقيق انتصار سياسي في البرلمان، التي فازت بثلثي مقاعده، اعتمادًا على اتباعها من الإسلاميين المتطرفين في هذه القرى، والذين لعبوا على المشاعر الدينية للمواطنين، ولعبوا أيضًا على حاجات الفقراء منهم، من خلال تقديم الجماعة للخدمات الصحية والموارد الغذائية الأساسية التى فشلت الحكومة في أن تقدمها لهم آنذاك”.
ونوهت داليا زيادة إلى أنه في ضوء هذا التاريخ، فإن مشروع الرئيس السيسي لتطوير البنية التحتية في الريف، واهتمام الدولة بتطوير مدن الصعيد على وجه الخصوص، وضمان حياة أكثر كرامة للمواطنين في القرى والنجوع الفقيرة، يستمد أهميته مما سيترتب عليه من رفاهية اقتصادية للمواطنين سوف تساهم بشكل أساسي في تقوية البنية السياسية للدولة، متابعة :”لكن فوق كل هذا، فإن أهم نتيجة قد تترتب على هذه المشروعات الوطنية العملاقة، هو محاربة التطرف الديني والتنظيمات الإرهابية، الذين وجدوا أرض خصبة لأفكارهم المتطرفة وعقيدتهم المختلة، وسط الاحتياجات التي لم يتم تلبيتها وحالة اليأس التي عمت بين الشباب الذين يعيشون في القرى الفقيرة، وهذا يعنى مستقبلًا أكثر أمانًا لمصر”.
افتتاح المشروعات
سيتم افتتاح المجمع الصناعي بمدينة البغدادي بالأقصر، والمجمع الصناعي بمدينة بياض العرب ببني سويف، والمجمع الصناعي بالمطاهرة في المنيا، وكذلك المجمع الصناعي في قنا، والمجمع الصناعي في الغردقة بمحافظة البحري الأحمر، بالإضافة إلى افتتاح محور قوص بقنا بطول 19 كم والذي يربط الصحراوي الشرقي بالطريق الزراعي، ومحور عدلي منصور بمحافظة بني سويف بطول 7 كم.
كما سيتم افتتاح محور سمالوط بمحافظة المنيا بطول 24 كم ويربط بين الصحراوي الشرقي والطريق الزراعي والطريق الصحراوي غربا عبر نهر النيل، إضافة إلى محور كلابشة بمحافظة أسوان، ومحور ديروط الفرافرة المرحلة الأولى بطول 15 كم، إضافة إلى مشروع تطوير الطرق الرئيسية منها تطوير طريق الصعيد الصحراوي الغربي من القاهرة للمنيا بطول 230 كم، وازدواج طريق سفاجا القصير مرسي علم بطول 200 كم، وكذلك عدد من الكباري والمزلقانات مثل كوبري البلينا بسوهاج وكوبري ميدان مديرية بني سويف.