كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، السبت، إن جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، يعمل على جمع الأموال من أجل شركته الاستثمارية الجديدة بمشاركة المملكة العربية سعودية.
وبحسب الصحيفة يحاول صهر الرئيس السابق دونالد ترامب زيادة رأس مال شركته الاستثمارية ويعول على منطقة تعامل معها على نطاق واسع أثناء وجوده في البيت الأبيض.
وبصفته مستشارا سابقا للبيت الأبيض في إدارة ترامب السابقة، أبدى جاريد كوشنر اهتماما خاصا بالممالك الغنية بالنفط في الخليج العربي، وأقام صداقة شخصية مع ولي عهد المملكة العربية السعودية، وولي عهد الإمارات العربية المتحدة. وبحسب الصحيفة فقد مكنته علاقاته المتينة مع أولياء العهد المذكورين، في إقامة العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، ودعم الحكام الإماراتيين في النزاع مع قطر. ومنذ الهزيمة الانتخابية لوالد زوجته، الرئيس السابق ترامب، ظل كوشنر نشطا في المنطقة من خلال منظمة غير ربحية أنشأها.
والآن، في خطوة أثارت دهشة الدبلوماسيين والمستثمرين، يحاول كوشنر جمع الأموال من دول الخليج العربي من أجل شركة استثمارية جديدة أسسها.
وتنسب الصحيفة لشخص مطلع على تلك المحادثات، قوله إن قطر رفضت الاستثمار في شركته، وكذلك فعلت صناديق الثروة السيادية الإماراتية الرئيسية، إذ رأى الحكام الإماراتيون في كوشنر على أنه حليف، لكنهم شككوا في سجله الحافل في مجال الأعمال، وفقا لما ذكره شخص مطلع على المناقشات.
ولكن السعوديين، وفق الصحيفة، مهتمون أكثر، وفقا لما قاله أربعة أشخاص لصحيفة نيويورك تايمز ، تم إطلاعهم على مفاوضاتهم المستمرة. وقال اثنان من هؤلاء الأشخاص إن صندوق الاستثمارات العامة للمملكة السعودية البالغ 450 مليار دولار يتفاوض مع كوشنر بشأن ما يمكن أن يكون استثمارا كبيرا في شركته الجديدة.
وفي مكالمة هاتفية رفض كوشنر مناقشة نشاط شركته الجديدة، “أفنتي بارتنرز “Affinity Partners”، ولم يتضح أي مستثمرين آخرين تحدث معهم حتى الآن داخل الولايات المتحدة أو خارجها. ووفقا لشخص مطلع على خطط الشركة، يأمل كوشنر في جمع مبلغ بالمليارات بحلول أوائل العام المقبل، بحسب الصحيفة.
وجاريد كوشنر هو قطب عقارات ثري تزوج عام 2009 من ابنة ترامب، إيفانكا، التي اعتنقت اليهودية من أجله، وأصبح مستشارا لحماه، الرئيس السابق ترامب، وخطط بشكل فعال من أجل التطبيع بين الأمارات، والبحرين، والمغرب والسودان في نهاية عهد ترامب.
وقبل دخوله كمستشار لترامب في البيت الأبيض، كان كوشنر يكرس وقته لعمله في مجال العقارات ولصحيفته “ذي نيويورك أوبزرفر” التي اشتراها عام 2006.
وخلال إدارة ترامب، طور كوشنر علاقة وثيقة بشكل خاص مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ولعب دورا قياديا في البيت الأبيض في الدفاع عن الأمير محمد بعد أن خلصت وكالات المخابرات الأميركية إلى أنه (ولي العهد السعودي) كان ضالعا بمقتل جمال خاشقجي، كاتب العمود السعودي في صحيفة واشنطن بوست، الذي انتقد حكام المملكة.
وقال 4 أشخاص مطلعون على الأمر إن مفاوضات كوشنر الحالية مع المملكة العربية السعودية ، والتي ذكرها موقع “بروجيكت بريزن Project Brazen ” في وقت سابق، مستمرة، لكن لم يتم الإعلان عن أي اتفاق. وتعود علاقة كوشنر بكبار المسؤولين السعوديين إلى بداية إدارة ترامب في عام 2017.
كما يأمل كوشنر أن تجد شركته الجديدة، “Affinity Partners” ، فرصا في الاستثمار عبر الحدود في الشرق الأوسط، كما قال الشخص المطلع على خطط الشركة. منوها بأن أحد مجالات الاهتمام الرئيسية هو بناء علاقات استثمارية بين إسرائيل والسعودية.
ورغم ذلك فإن كوشنر لن يكون أول مسؤول سابق في البيت الأبيض في إدارة ترامب يدخل في صفقة تجارية مربحة مع حلفاء الإدارة في الخليج بعد فترة وجيزة من تركه لمنصبه.
إذ تلقى ستيفن تي منوتشين، وزير الخزانة في عهد ترامب، بالفعل استثمارات من السعوديين والإماراتيين والقطريين، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر
ويعتبر منوتشن من أشد المدافعين عن الاستيطان الإسرائيلي، ويرفض أي انسحاب لإسرائيل من الأراضي المحتلة.
كما سعى مستشارون وموظفون سابقون آخرون في إدارة ترامب بنشاط للحصول على الأموال من السعوديين.