تحدث كاتب إسرائيلي عن إمكانية حدوث حرب أهلية داخل “إسرائيل” في ظل انقسام الإسرائيليين إلى معسكرات متصارعة، ما يوحدها فقط هو الكراهية لبعضها البعض.
وقال الكاتب زئيف سملنسكي في مقال بصحيفة “هآرتس” العبرية: “كثيرون لدينا يقولون إنه لن تكون حرب أهلية هنا، هذا طابو، هذا لن يحدث، نحن جمهور واحد، جئنا إلى هنا من الخارج لتجسيد حلم الأجيال ومن أجل أن نبني ونُبنى، هيا نعلن جميعا؛ في إسرائيل لن تكون حرب أهلية”.
وأكد أن “هذا خطأ كبير، لأنه يعطي فرضية ضمان لأصحاب القوة الذين يقسمون الجمهور الآن إلى معسكرات، الأمر الوحيد الذي يوحدها هو الكراهية المتبادلة فيما بينها، شبكة الأمان هذه تمكنهم من القول: ها نحن نغرس أصابعنا في عيونكم، وإذا لم يكن هذا كاف فسنقتلعها”.
ولفت إلى أن “الفكرة التي لا يجب ذكرها، ممنوع الحديث عن حرب أهلية، لأنها تعطي الأمن الزائد والطاقة لمن يهتمون ومن يخربون بزيادة أفعالهم”، وقال: “نحن نتجول مع أصابع مغروسة في عيوننا منذ سنوات كثيرة، وكل ما نفكر فيه ونحلم به ونؤمن به ونريده آخذ في الانسحاق تحت أقدام الذين كانوا يريدون أن نكون إخوتهم”.
وتابع: “منذ سنوات كثيرة ونحن نشعر أننا غرباء في إسرائيل، وحتى الآن اتفقنا مع الفكرة العامة؛ أن دولتك تفعل خلاف ما كنت تريد أن تفعل، بسبب وهم الاحترام المتبادل والضمان المتبادل والماضي والمصير المشترك والأمل بمستقبل مشترك وجيد”.
وأضاف: “وبسبب هذا الوهم تنازلنا عن فكرة المساومة بين الجميع، وافقنا على أن يكون هناك أشخاص يحاربون، وفي المقابل، كثيرون يجلسون في البيوت بدون أن يحاربوا، بسبب الضعف والسذاجة وافقنا، وافقنا على أن نعيش كجمهور يحتل ويستعبد، وافقنا على أن يقوم هنا نظام فيه نوعان من الناس؛ فوقيين ودون، يحكم الفوقيون بقوتهم الكبيرة الضعفاء ويفعلون بهم ما يحلو لهم، بضعفنا وافقنا على ذلك بسبب العمى، نحن كغرباء نسير في دولتنا”.
ونوه سملنسكي، إلى أنه شعر بـ”الخجل والغضب”، عندما سمع بقيام جيش الاحتلال بقتل الفتى الفلسطيني ساجد مزهر (17 عاما) بالرصاص، هو مسعف متطوع، متسائلا: “لماذا قتل ساجد؟، قتل بسبب إسرائيل، لأنه إنسان في نظرها من نوع “ب”؛ مسموح إطلاق النار عليه هكذا بدون سبب”.
وذكر أنه يشعر بـ”الخجل” مما يقوم به جيش الاحتلال من جرائم قتل بحق الشبان الفلسطينيين، ممن “يتجرأون على إظهار أنهم بشر ويستحقون الاحترام”، وقال: “ما الذي تعرضه عليهم، يا سيد سموتريتش (وزير بالجيش)؟ أن يوافقوا على أن يكونوا حطابين لك؟ لو أنك تربيت في جنين بدلا من مستوطنة “بيت إيل” لما كنا سنتجرأ على أن نخرج من بيوتنا بسبب غضبك”.
وذكر أنه يخشى من تداعيات سلوك من يحكم “إسرائيل” حاليا، متسائلا: “ما الذي يخبئه لنا المستقبل؟ هل من يريد الحصول على جواز سفر يجب عليه التوقيع على تصريح ولاء؟ هل توجد أفضلية لوزراء الحكومة وأبناء عائلاتهم في الطابور لزراعة الأعضاء، ومنع التحقيق مع الوزراء وأعضاء الكنيست ورؤساء البلديات؟ توقيف نصف سكان مخيم الدهيشة على الحائط بسبب رشق الحجارة؟ رئاسة الحكومة ستنتقل بالوراثة؟”.
ورأى سملنسكي، أن “الحرب تحولت إلى مسألة وقت فقط، التشابه مع الحرب الأهلية في الولايات المتحدة التي وقعت عام 1861 يثير القشعريرة، عام 2023 ربما سنتذكرها كسنة الانقلاب القضائي، فما الذي تخبئه لنا سنة 2026؟”.