استعرضت قناة عبرية، سيناريو لهجوم مشترك محتمل من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية.
وخلال الأيام الأخيرة، ألمح رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أكثر من مرة إلى احتدام الساحة مع إيران.
وأمس الثلاثاء، قال رئيس الأركان هرتسي هاليفي إن “هناك تطورات سلبية في الأفق يمكن أن تؤدي إلى عملية عسكرية”، وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن جيش بلاده “لديه قدرات تفوق الخيال”.
واستعرضت القناة “12” في التلفزيون الإسرائيلي سيناريو الهجوم المحتمل الذي يمكن أن تشنه إسرائيل والولايات المتحدة على المنشآت النووية في إيران.
وقالت القناة في تقرير لها مساء اليوم الأربعاء: “تمتلك إيران 8 منشآت معروفة، ويقدر أن هناك المزيد من المنشآت السرية، تدفع إيران من خلالها المسار العسكري والسري لبرنامجها النووي، والذي يهدف إلى السماح لها بتطوير رأس نووي يتم تركيبه على صاروخ باليستي”.
وأضافت: “هناك نقطتان رئيسيتان سوف يعطل استهدافهما بشكل كبير ويبعد القدرة على تطوير القنبلة: منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، جوهر البرنامج النووي، حيث يوجد أكثر من 9000 جهاز طرد مركزي، والموقع في فوردو، وهي منشأة لتخصيب اليورانيوم بالقرب من مدينة قم، حيث يعتزم الإيرانيون بناء مجموعة من 3000 جهاز طرد مركزي”.
وتابعت: “كل من هذه المنشأتين تعملان في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى سيصل إلى 90 في المائة في المستقبل، وهو ما يكفي لإنتاج قنبلة ذرية”.
وبحسب القناة “هناك أيضا منشآت سرية، غير معروفة أو معروفة للبعض في مجتمع الاستخبارات في الغرب، وهي منشآت يمكن فيها في المستقبل تجميع القنبلة الذرية”.
وقالت: “نظرا لأنه في هذه الحالة لا توجد حاجة لمساحة كبيرة وقاعات بها آلاف أجهزة الطرد المركزي، فمن السهل إخفاء هذه المواقع، وعلى عكس تخصيب اليورانيوم الذي يترك توقيعا استخباراتيا، فإنه من الصعب تعقبها ومعرفة ما إذا كانت إيران أو متى ستتخذ قرار تجميع القنبلة”.
ومضت القناة: “بحسب تقارير أجنبية، أطلق عناصر الموساد طائرات مسيرة انتحارية في حظائر (هناغر) المنشأة النووية في نطنز وفجروها بما فيها. وبعد أن تعرضت إيران لسلسلة من الهجمات الغامضة في الآونة الأخيرة في نطنز، قررت تغيير نهجها ومحاكاة الظروف في بوردو – وهو موقع تحت الأرض، محفور في جانب الجبل، محصن بالخرسانة المسلحة، ومحمي بواسطة بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات لتجعل من الصعب مهاجمته من الجو”.
وتابعت: “الآن بدأت إيران في حفر المنشأة في نطنز تحت الأرض أيضا، وتقوم بحفر الأنفاق في الجبال المجاورة وتعتزم نقل أجهزة الطرد المركزي إلى قاعات محمية في الأرض”.
وأضافت: “وعليه، فإن البعد الزمني مهم للغاية في الإعداد واتخاذ القرار بقصف المنشآت النووية. فكلما زادت إيران من تعميق منشآتها تحت الأرض، سيكون من الصعب على المهاجمين تحقيق نتيجة فعالة من شأنها تكبيد إيران ثمنا باهظا. ومع ذلك، حتى هذه النافذة الزمنية- النفق تحت الأرض وتجميع جهاز التفجير- تقدر بعدة سنوات، وهناك وقت للعمل بالنسبة لإسرائيل”.
كيف سيبدو الهجوم المحتمل؟
وعن خطة الهجوم الإسرائيلية، تقول القناة: “أولا، سيتعين على إسرائيل التخطيط لأهداف مركزة يؤدي ضربها إلى تأخير المشروع النووي الإيراني بشكل كبير – فلن تكون قادرة على مهاجمة جميع المنشآت في وقت واحد، ثم يتعين عليها بناء أسطول من الطائرات والمسيرات يمكن أن يصل مداها إلى 1600 كيلومتر والعودة بأمان”.
ومضت بالقول “تشير التقديرات إلى أن مثل هذا الهجوم سيضم نحو مائة طائرة – مقاتلة وطائرة إنذار متطورة لإدارة المهمة والتزامن بين الطائرات المهاجمة وطائرات الحرب الإلكترونية وطائرات التزود بالوقود جوا وطائرات دون طيار لجمع المعلومات الاستخبارية والهجوم وقوات الإنقاذ المحمولة جوا (669)، في حالة علق طيارون في أرض العدو”.
وقالت القناة إن الهجوم سيتطلب أيضا “تخطيط مسارات الدخول والخروج، وبناء القدرة على الوصول دون افتضاح الأمر حتى لحظة القصف نفسه. وكذلك التخطيط للهروب عندما تشتعل المنطقة، وتقليل فرص إصابة الطائرات المهاجمة بنيران المضادات الأرضية أو الطائرات المقاتلة التي ستنطلق باتجاهها”.
تضيف القناة “12”: “تمتلك البحرية الإسرائيلية طائرات شبح من طراز F35، والتي سيتعين عليها اختراق عمق أراضي العدو دون أن يتم كشفها، وتدمير نظام الدفاع الجوي الإيراني، وتحقيق التفوق الجوي لصالح طائرات F16 وF15 المحملة بالقنابل التي ستتبعها”.
وتؤكد القناة الإسرائيلية أن أهم ما في هذه العملية هو التسلح، وتضيف: “تلقت إسرائيل من الولايات المتحدة وقامت أيضا بتطوير قنابل مخترقة للتحصينات، والتي، وفقًا للتقارير الأجنبية، تخترق إلى أعماق تصل إلى نحو عشرين مترا في عمق الأرض، ويمكن لضرب قنبلة تلو الأخرى في نفس النقطة أن تعمق الاختراق إلى عشرات الأمتار المطلوبة للوصول إلى المخابئ الإيرانية”.
وتابعت: “هناك حاجة أيضا إلى نوع آخر من التسلح – القنابل الانزلاقية التي سيتم استخدامها لضرب العديد من البطاريات المضادة للطائرات المنتشرة حول كل من المنشآت النووية”.
مع أمريكا أم دونها؟
هذه نقطة ضعف لإسرائيل، لأنه كلما واصلت إيران تعميق منشآتها في الأرض، تطلب الأمر قدرات للهجوم، لا تملكها تل أبيب، وفق القناة.
وأضافت: “طور الأمريكيون قنبلة GBU-57 Massive Ordnance Penetrator، “أم القنابل”، وهي قنبلة مخترقة للتحصينات تزن أكثر من 12 طنا ويمكن أن تخترق حتى عمق نحو 60 مترا تحت الأرض”.
لا تمتلك إسرائيل طائرات هجومية يمكنها حمل قنابل من هذا الحجم، ويستخدم سلاح الجو الأمريكي قاذفة B-2 الشبح والقاذفة الإستراتيجية B-52 لحمل هذه القنابل. لم تنقل الولايات المتحدة مثل هذه القنابل إلى أي من حلفائها.
وقالت القناة: “يوجد تعاون دائم بين إسرائيل والولايات المتحدة، يهدف إلى بناء خطط عملياتية لهجوم مشترك على إيران. وقد تدربت الطائرات الأمريكية والإسرائيلية فوق البحر الأبيض المتوسط عدة مرات على نماذج عملياتية للهجوم على إيران، والتي تضمنت التزود بالوقود جوا، وتقسيم مهام القصف”.
وتابعت: “هذا مهم للغاية في مجال التأهب والاستعراض المشترك للقوة والقدرة العملياتية، ولكن بهذه الطريقة تقرب الولايات المتحدة إسرائيل منها، وتكاد تمنعها من العمل بمفردها ضد إيران”.
وختمت القناة بالقول: “إذا أرادت إسرائيل أن تتصرف بمفردها، فيمكنها، لكن النتيجة لن تكون مشابهة لما تستطيع الولايات المتحدة القيام به. لكنه خيار قائم، يتم بناؤه وإتقانه هذه الأيام. هذا العام فقط، تم تخصيص ميزانية قدرها 5 مليارات شيكل لغرض التزود بالطائرات والأسلحة والتدريب على قدرة هجومية حقيقية بالنسبة لإسرائيل”.