فنان بريطاني لهآرتس: اذا كان الحلّ في فلسطين هو زوال “إسرائيل” فليكن..

في تصريحٍ جديدٍ وصفته صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة بأنّه الأكثر تطرفًا وخطرًا، قال الفنّان البريطانيّ، روجر ووترز، وهو من مؤسسي فرقة (بينك فلويد) الشهيرة، إنّ “الحلّ في فلسطين التاريخيّة هو حصول الكلّ على حقوقٍ متساويةٍ، وإذا كان تطبيق هذا الأمر سيؤدّي إلى زوال ونهاية الدولة العبريّة، فليكُن”، على حدّ تعبيره.

 ورأت الصحيفة العبريّة، التي أجرت مع ووترز لقاءً موسّعًا، أنّ الفنّان المعروف بمواقفه المؤيِّدة للشعب العربيّ الفلسطينيّ عرض سلسلةً من المواقف المُتطرّفة جدًا، لافتةً إلى أنّه في عرضه الأوروبيّ الأخير تمّ تعليق يافطةً كبيرةً جدًا يظهر عليها الرئيس الأمريكيّ، جو بايدن، كمجرم حربٍ، وقال للصحيفة في هذا السياق: “لا أؤمن بالرواية الغربيّة حول إبادةٍ جماعيّةٍ في الصين، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنّ أوكرانيا تتحمّل المسؤوليّة عن الحرب الدائرة مع روسيا، كما أنّ الولايات المُتحدّة الأمريكيّة تتحمّل المسؤوليةً الأكبر عن الأحداث”، كما قال.

 وفي معرِض ردّه على سؤال الصحيفة العبريّة قال ووترز: “الولايات المُتحدّة الأمريكيّة ومنذ الحرب العالميّة الثانيّة هي إمبراطوريّة الشرّ، وما زالت كذلك حتى يومنا هذا. الآن يقودها جو بايدن، وهي تجُرّنا بسرعةٍ نحو حربٍ عالميّةٍ ثالثةٍ، يبدو ليّ أنّ وراء ذلك هناك عامليْن ممكنيْن، الأوّل، جني الأرباح من تجارة الحرب والأسلحة، فالأسعار ارتفعت كثيرًا منذ بدء الحرب في أوكرانيا، والعامِل الثاني هو طموح هذه الدولة، الولايات المُتحدّة، للسيطرة على العالم، وبالتالي فإنّها هي التي تُقرّر هذا ديمقراطيّ والآخر ليس ديموقراطيًا”.


ووترز تابع: “من الصعب عليَّ أنْ أفهم ما الذي يدفع الإنسان العاديّ للاعتقاد بأنّ الولايات المُتحدّة هي ديمقراطيّة، لأنّها ليست كذلك، وكلّ إنسانٍ مع قدرٍ صغيرٍ من الفهم يعرِف ذلك، فكلّ ما يجري في هذه الدولة يتحرّك بواسطة القوّة والمال، وللناس العاديين لا يوجد أيّ تأثيرٍ على مجريات الأمور بالولايات المُتحدّة”.

 ووترز، (80 عامًا في سبتمبر القادم)، تطرّق أيضًا في اللقاء إلى المظاهرات التي تجري في إسرائيل ضدّ الانقلاب القضائيّ الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والشركاء بالائتلاف من اليمين المُتطرّف والفاشي، وقال في هذا السياق: ” لا يُمكِن القول (نحن لا نُريد المساواة ومنح الحُريّات لأنّ ذلك سيؤدّي لحماماتٍ من الدماء)، هذا الطرح هو عمليًا يُجسِّد هتلر الجديد الذي يقول: (إذا سيطرتُ أنا على كلّ شيءٍ فسنحيا في مجتمعٍ مُرتّبٍ)، إنّ المظاهرات تجري في فُقاعة التفوّق اليهوديّ، إنّهم يتظاهرون من أجل حريّتهم، هذه ليست ديمقراطيّةً وليست حريّةً، إذا كانوا بحقٍّ وحقيقةٍ يؤمنون بالحريّة، يتحتّم عليهم تمزيق كلّ ما وضعه أوّل رئيس وزراء لإسرائيل، دافيد بن غوريون، وأنْ يقولوا كُنّا على خطأ، ما هذا الذي نُريده، لا نُريد دولة عزلٍ عنصريٍّ قائمةٍ على الفوقيّة اليهوديّة، وألّا يقومون بعمليات التنكيل والتعذيب، أيْ أنّ مسؤولية القمع انتقلت من الألمان إليهم”.

ووترز شدّدّ على أنّ الأمريكيين الذين صوّتوا بالانتخابات لدونالد ترامب، كانوا يتركون قاعة الحفل عندما كان يُغنّي أغنية من ألبومه الذي جاء تحت عنوان (حيوانات)، وتابع: “لا يهُمني بالمرّة هذا التصرّف، لا أريد منهم أنْ يأتوا لحفلاتي، لذا لا أحاوِل التأثير عليهم، إنّهم عمليًا ضائعين”، كما قال.

الصحافيّ الإسرائيليّ سأله عن جمهوره وقال هناك الكثيرين منه الذي يُحبّون الموسيقى التي يُسمعها، ولكن في الوقت عينه هم من مؤيّدي ترامب، والرئيس البرازيلي السابق بولسينارو وأيضًا بنيامين نتنياهو، لماذا لا تأتي لتل أبيب وتُقيم حفلاً لإقناعهم؟

الفنّان البريطانيّ العالميّ ردّ بالقول: “لا اهتّم لهم ولا أهتّم بهم، جاؤوا لحفلاتي أمْ لا، أنا لا أستطيع تغيير الناس فهذه ليست وظيفتي، منذ سنواتٍ طويلةٍ أتلقّى اقتراحاتٍ بالقدوم إلى تل أبيب وإحياء حفلاتٍ بهدف إقناع الجمهور بصوابية معتقداتي وأفكاري، ولكنْ ردّي كان وما زال وسيبقى، مُقاطعة إسرائيل مُستمرّةً، لأنّي أؤمن إيمانًا قاطِعًا بحُريّة الإنسان”، طبقًا لأقواله.