فدائيو جنين وزوال الاحتلال

في المعارك أو المواجهات المتواصلة التي يخوضها الفدائيون الفلسطينيون ضد الاحتلال الصهيوني تجد النماذج البطولية المختلفة للتصدي للعدوان.


ومن هذه النماذج ما يحصل في أتون المحارق التي صنعها العدوان الصهيوني سواء بيد عصابات المستوطنين في حوارة وفي ترمسعيا وقبلهما في دوما وغيرها، أو بيد الجيش الصهيوني.

ورغم التمييزالشكلي بينهما فإن الأوائل أي المستوطنين لا يتقدمون خطوة للتخريب والتدمير والقتل أو الحرق الا ومعهم حماية مدججة بالسلاح من الجيش الصهيوني فما الفرق؟

لا تجد الفرق الا في مستوى العنف والقوة المستخدمة او شكلها، فالاول يحرق ويسرق ويبطش والثاني يحمي ويدعم ويضحك! وبجميع الأحوال تقف الحكومة الصهيونية اليمينية الفاشية موقف المحرّض والداعم الساعي لتحقيق حلمها بتهويد ما تبقى من فلسطين وغرس المستوطنات والمستوطنين المستجلبين من خارج فلسطين، في أرجاء الضفة الفلسطينية.

في المعارك المتواصلة ضد التطرف الصهيوني والعنصرية والاحتلال يقوم الفدائيون بادواتهم البدائية بالتصدي لكل القوة العسكرية الصهيونية الداهمة، كما يحصل يوميًا من الخليل الى جنين وكما حصل مؤخرًا في مدينة نابلس الإباء، وفي طولكرم، ثم في جنين القسام الأبية الشهيدة، وما كان قطاع غزة بالطبع ببعيد عن العدوان الصهيوني بأشكاله المختلفة.

إن قام الفدائيون بالأسلحة البدائية بالدفاع عن أرضهم وشعبهم وبيوتهم، فإنهم يقابلون بالقوة الداهمة كالمقارنة بين الانتصار الامريكي على بنما! أي قوة داهمة ضخمة ضد دولة صغيرة ضعيفة، وهو بالضبط ما يحصل من قبل أقوى امبراطورية عسكرية في الشرق الاوسط أي “إسرائيل” ضد الشعب الأعزل، حيث لا تقارن البنادق القليلة القديمة والمنتشرة بأحدث التسليح العالمي، ولا تقارن الاعداد والحشود كما لا تقارن التكنولوجيا المستخدمة.

في جنين أرض البطولات منذ عشرات السنين يسجل الفدائيون انتصار الكرامة والصمود على العدوان والقتل.

ويسجل الفدائيون انتصار إرادة “فتح”، وكافة الفصائل ذات العقل الوحدوي. ومن جنين تنطلق راية الوحدة لتعلن رفض كل الفساد والافساد وعقول الوقيعة والفتنة والتخريب ضد حركة فتح أو ضد “الجهاد”، أو ضد أي فدائي يعلن جهارًا أنه يحارب المحتل لا غير.

إن الفدائيين الفلسطينيين يقاتلون مع شعبهم متماهين معه، فلا تجد فرقًا، يقاتلون أساسًا بالحجر والكلمة بل وبالصدور العارية كما يحصل حين الاعتداءات الوحشية المتواصلة على الزيتون وعلى الأرض وعلى المدارس وعلى البيوت وعلى الأشخاص.

وعندما لايجد الفلسطيني أي سند يلجأ دوما وأبدًا الى عمق إيمانه وهو سلاحه الأمضى فيتجه بصدره متصديًا ومتحديًا وليقول للمعتدي الصهيوني أن هذه أرضي وهذا وطني، ولا سلام مع الاحتلال ولا مع المستوطنين المتوحشين للقتل، ولا سلام الا باستقلال دولة فلسطين القائمة بالحق الطبيعي والتاريخي والقدس عاصمتنا وعودة اللاجئين.

إن حالة التصدي والثبات التي حصلت من أبناء جنين البطولة والكرامة عامة ومن أبناء المخيم خاصة من الفدائيين بكافة أصنافهم مثلت حقيقة الوحدوية التي تستطيع أن تنمو وتتطور الى مقاومة شعبية في كامل الوطن ضد المحتل الغاشم، فالحق باقٍ وسينتصر والاحتلال الى زوال.