أثارت تصريحات رئيس الوزراء القطر السابق “حمد بن جاسم” يوم الجمعة، ضجة واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي.
واعتبر بن جاسم في مقابلة مع شبكة “بي بي سي” البريطانية، أن دول الخليج لم ترفض توفير الدعم للقوات الأمريكية أثناء غزو العراق، وتأكيده أن العراق بحاجة إلى “ديكتاتور عادل” مثل صدام حسين، وكشفه عن مبادرة قطرية تقضي بانسحاب صدام من الحياة السياسية رفضتها الإدارة الأمريكية وأصرت على قرار الحرب.
تصريحات بن جاسم، أثارت ردود فعل متبانية على مواقع التواصل، حيث اعتبر كتاب وصحفيون عراقيون وسعوديون أن الجزء الخاص بدعم المملكة للغزو الأمريكي لم يكن صحيحا.
وقال المحلل السياسي العراقي صباح الخزاعي في تغريدة بحسابه على “تويتر”: “غير صحيح لأن السعودية رفضت الغزو”.
وأرفق تغريدته بتصريحات لسالم الجميلي رئيس شعبة أمريكا بالمخابرات العراقية قبل عام 2003 يؤكد ذلك.
وقال الصحفي السعودي عبد العزيز الخميس: “كالعادة، حمد بن جاسم يزور التاريخ ويتحدث عن تعاون دول الخليج مع أمريكا بغزو العراق ويسرد تفاصيل تعاون قطر.. ولا نعرف لماذا يضع السعودية في سلة واحدة معها”.
وقال بن جاسم، إن الولايات المتحدة عندما قررت الخروج من العراق بعد غزوه عام 2003 كان لديها قناعة أن خروجها سيسبب فجوة ويجب أن يعوضه تواجد عربي.
وأكد، على أنه “لا يمكن مسامحة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على غزو الكويت”، إلا أن رئيس وزراء قطر السابق الذي كان وزيرا للخارجية وقت الغزو شدد على أنه “لا يمكن تبرير الاحتلال الأمريكي للعراق الذي لم يعتمد على إزاحة شخص صدام من الحكم فقط، بل تعمد هدم الدولة العراقية”.
وشدد، أن دول مجلس التعاون الخليجي بما في ذلك وقطر والسعودية لم ترفض توفير الدعم للقوات الأمريكية أثناء غزو العراق للإطاحة بنظام صدام حسين”، وأن أغلب صواريخ كروز والطائرات التي كانت تضرب وتقصف العراق كانت تنطلق من دول الخليج.
وكشف أنه توجه شخصيا إلى العراق قبل العزو وقدم مبادرة قطرية تقضي بانسحابه من الحياة السياسية وإجراء انتخابات، لكن الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش رفض مناقشة المبادرة وأصر على قرار الحرب.
وأضاف: “حتى هو (صدام حسين) سألني سؤالا قال لي أنا أفهم أني غزيت الكويت وأفهم أن الكويت تبي تنتقم منا ولكن أنتم والسعودية ليش؟ فقلت له أولا الي انت عملته في الكويت لا يمس الكويت بل يمس كل دول مجلس التعاون وأنت بدأت عمل فأصبحت خطر علينا كدول صغيرة في المنطقة ولذلك يجب أن تتعاون في عملية حل هذا الإشكال بانسحابك من المشهد حفاظا على العراق”.
وأوضح، أن “العراق دولة عربية بغض النظر عن سني أو شيعي وهم جزء مهم للعالم العربي”، موضحًا أن “العراق في حاجة إلى ديكتاتور عادل مثل صدام حسين”.
واحتلت أمريكا العراق عام 2003 تحت مزاعم امتلاك نظام الرئيس صدام حسين أسلحة دمار شامل، وهي الحجة التي لم يكن لها أي أساس واقعي.
وتسبب الاحتلال الأمريكي في انهيار الدولة العراقية وحل الجيش العراقي، واعتماد نظام حكم يعتمد على المحاصصة الطائفية، وتشكيل مليشيات طائفية عاثت فسادا في البلد العربي الغني بالنفط الذي تفشى به الفساد والفقر والبطالة