قالت عائلة الأسير أحمد مناصرة إن إبنها يعاني من إضطراب نفسي نتيجة ظروف الاستبداد والعنف والعزل الذي يتعرض له منذ اعتقاله في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، مؤكدة على أنه بحاجة إلى تشخيص مهني سليم ومعالجته بأدوية مناسبة وإنهاء عزله في الزنازين.
وأضافت العائلة في بيان صحفي أن أحمد مناصرة تعرض منذ اعتقاله طفلاً بعمر 13 عاماً لضرب مبرح أدى لكسر في جمجمته، مما تسبب في ورم دموي داخل الجمجمة، وعانى من أقسى أنواع التعذيب الجسدي والترهيب النفسي واستخدام أسلوب التحقيق الطويل دون توقف والحرمان من النوم والراحة، وتعرض إلى ضغوطات نفسية كبيرة لا يحتملها طفل، ونتيجة للتنكيل الجسدي والنفسي يعاني وما زال من صداع شديد وآلام مزمنة وحادة تلازمه حتى اللحظة.
وأشارت إلى تعرضه للعزل في معظم فترات أسره بظروف صعبة وغير محتملة، وتركه لوحده يعاني من آلام الرأس الحادة والضيق النفسي والحرمان من الاختلاط مع باقي الأسرى لأوقات طويلة، كما منعت عائلته من زيارته، ما أدى إلى ظهور اضطرابات نفسية تفاقمت مع استمرار عزله واقتلاعه من بيئته وأهله ورفاقه في السجن.
وأوضحت العائلة أنها علمت بحالة ابنها وحاولت من خلال محاميها ومؤسسات حقوق الإنسان إدخال طبيب وأخصائي نفسي لمعرفة تطورات حالته، وبعد جهود قانونية وحقوقية ومهنية لأخصائيين نفسيين واجتماعيين؛ تمكنت إخصائية في الطب النفسي من زيارته وأقرت بأنه يعاني من اضطراب نفسي نتيجة ظروف الاستبداد والعنف منها الكسور في الجمجمة، ونتيجة لعزله في زنزانة ضيقة وعدم السماح له بالاختلاط مع باقي الأسرى، ولفتت الأخصائية إلى أن الأدوية التي يتناولها غير مناسبة وتزيد من تفاقم حالته النفسية وأنه بحاجة إلى تشخيص مهني سليم ومعالجته بأدوية مناسبة وإنهاء عزله في الزنازين.
وأضافت عائلة أحمد مناصرة بأن العلاج الأمثل لحالة أحمد وفقاً للأخصائية النفسية، وجود حاضنة اجتماعية في غرف السجن أو في الفضاء الخارجي تساعده في تجاوز الأزمة النفسية التي ساعد بل وعمل الاحتلال على تفاقمها بالعزل والعلاج غير المناسب والإفراط في تناول الأدوية المخدرة والمنومة.
وشددت على محاولاتها والطاقم القانوني والطبي والنفسي والاجتماعي بتنفيذ توصيات الأخصائية النفسية، لكن دون استجابة من سلطات الاحتلال، التي تواصل حرمانه من الأدوية الصحيحة وتضعه في ظروف عزل تامة دون أدنى حقوق وحرمانه من زيارة الأهل أو مخاطبتهم عبر الهاتف.
ورفضت العائلة مزاعم الاحتلال بأن “عزل الأسير أحمد جاء لحمايته وباقي الأسرى بسبب تدهور حالته النفسية، وشددت العائلة على ثقتها المطلقة بحاضنة مجتمع الأسرى لكل الحالات المرضية وخاصة في المتابعة مع الأسير، والحرص على إعطاء الأدوية بالوقت والجرعة المناسبة، وأن الخطر الذي يواجهه أحمد سببه ومصدره الاحتلال فقط، وأن عزله عن باقي الأسرى هو عقوبة قاسية، وكأن السجن وحده لا يكفي لعقابه!”، مؤكدة أن حالة إبنها تأتي ضمن منظومة شاملة طورها الاحتلال لمعاقبة الأسرى جسدا ونفسا وعائلة في آن واحد”.