صحيفة عبرية: بلدة حوارة تتحول إلى مزار يوثق “الإرهاب اليهودي”

تحولت بلدة “حوارة” في الضفة الغربية المحتلة إلى مزار، يوفر لزائريه فرصة للاطلاع على سلوك المستوطنين الإرهابيين، الذين استشعروا مدى الدعم الذي توفره لهم حكومتهم اليمينية المتطرفة، ومن ثمَّ ترجموا ما يؤمنون به من ايديولوجيات على عشرات المنازل والسيارات والممتلكات الفلسطينية التي أتت عليها نيرانهم.   

صحيفة “ماكور ريشون” العبرية، رصدت، الإثنين، الأحوال التي آلت إليها البلدة الواقعة جنوبي نابلس، والتي شهدت، أواخر شباط/ فبراير الماضي، هجومًا عنيفًا نفذه المستوطنون الإرهابيون، وسط إدانات دولية وإقليمية وداخلية هي الأكثر حدة. 

وذكرت الصحيفة أن السلطة الفلسطينية، أبلغت رئاسة بلدية “حوارة”، بعدم إزالة آثار الحرائق التي أشعلها المستوطنون، وأن السيارات المتفحمة، والقابعة في مواقعها، باتت أشبه بمعرض، يتيح للزائرين الكُثُر الذين يتوافدون إلى البلدة، رؤية “وحشية المستوطنين المدعومين من الحكومة الإسرائيلية”. 

 

حوَّل الفلسطينيون البلدة إلى مزار، وتعتقد الصحيفة أن الهدف يأتي في إطار الحرب الدعائية المعادية لإسرائيل، مشيرة إلى أن حرق السيارات والمنازل الفلسطينية جاء على خلفية مقتل الأخوين هالال ويغال يانيف.  

“شوارع البلدة مكتظة بهياكل عشرات السيارات المحترقة، بناءً على توجيهات من السلطة الفلسطينية لرئيس بلدية “حوارة”، لتبقى شاهدة على جرائم المستوطنين والاحتلال”، هذا هو الطرح الذي ساقته الصحيفة العبرية في سياق تحليلها لأسباب عدم إزالة آثار الدمار من البلدة.  

 

الصحيفة حددت عددًا من الشخصيات التي زارت البلدة، وعلى رأسها هادي عمرو، مسؤول الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية في الخارجية الأمريكية، والذي دعا عقب الزيارة إلى محاكمة المتورطين في تلك الحرائق. 

 

وزار البلدة أيضُا ممثلو الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، وشاهدوا هياكل السيارات التي أتت عليها نيران المستوطنين. 
نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” صورا لعائلات فلسطينية في البلدة، وقد أحاطوا منازلهم بسياج حديدي، خشية هجمات المستوطنين

وترأس ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، سفين بورغسدورف، الوفد الذي ضمَّ سفراء ودبلوماسيين، للاطلاع على الأضرار الناجمة عن مهاجمة المستوطنين لبلدة “حوارة”. 

 

كما زار البلدة، يوم الأحد، وفد من “لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل”، ومعه عضو الكنيست العربي أحمد الطيبي، الذي شبًّه ما شاهده بعمليات نفذها النازيون ضد مصالح ومنازل اليهود في ألمانيا، الليلة بين 9/10 تشرين الثاني/ نوفمبر 1938. 

 

ووصف الطيبي، الذي يتزعم حزب “الحركة العربية للتغيير”، وهو حزب عربي معارض ينتمي لكتلة “القائمة العربية المشتركة”، أن تصريحات زعيم حزب “عوتسما يهوديت”، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وزعيم “الاتحاد القومي”، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بشأن “حوارة” تعبر عن النازيين الجدد. 

 


ونقلت الصحيفة العبرية عن الطيبي القول إن الحكومة الإسرائيلية: “تضم وزراء يشجعون الإرهاب اليهودي”، داعيًا المجتمع الدولي لعدم الاكتفاء بالإعراب عن قلقه، ولكن للقيام بخطوات عملية ضد سموتريتش وبن غفير والجيش الإسرائيلي.  

 

وذكرت الصحيفة أن معين ضميدي، رئيس بلدية “حوارة” أشاد بزيارة وفد عرب إسرائيل، وأكد على أهمية تلك الزيارة التي من شأنها أن “ترفع معنويات المواطنين في حوارة من خلال توجيه رسالة بوحدة الشعب الفلسطيني”. 

كما واقتبست عنه أن الجيش الإسرائيلي حوَّل “حوارة” إلى قاعدة عسكرية، وأن عناصره منتشره في عشرات النقاط في أنحاء البلدة.   

وكانت انتقادات دولية وإقليمية وداخلية حادة قد أدت إلى اعتذار وزير المالية وزعيم حزب “الاتحاد القومي” اليمني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، عن تصريحات سابقة، دعا خلالها إلى محو بلدة “حوارة”.