أفادت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة لم تتخذ أي قرارات رسمية بشأن اللجنة الرباعية، وهي المجموعة التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والتي من المفترض أن تعمل على قضايا السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
وأضافت الصحيفة، أنه بعد غزو روسيا لأوكرانيا وبسبب التقاعس الطويل من قبل اللجنة الرباعية، من الواضح أن المجموعة تفتقر إلى الشرعية، وهي ميزة مهمة لأي صاحب مصلحة – بلد أو منظمة – يريد أن يلعب دورا في قضايا السلام الإقليمية ويحتاج إلى اتباع نهج واقعي لما يحدث على أرض الواقع.
وحسب الصحيفة، تم افتتاح اللجنة الرباعية في عام 2002 خلال الانتفاضة الثانية، حيث تم إنشاؤه في عصر كانت فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا أكثر إنتاجية وعندما كان الاتحاد الأوروبي يسعى للعب دور أكبر في الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة، أنه على مر السنين، أصبح من غير الواضح ما هو العمل الذي تقوم به اللجنة الرباعية بالفعل وما إذا كانت ذات صلة عندما يتعلق الأمر بما يجري في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة، عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس يوم الأربعاء إنه “ليس على علم بأننا اتخذنا أي قرار رسمي بشأن اللجنة الرباعية أو أي بيان رسمي بشأن اللجنة الرباعية”.
ومع ذلك، فإن إدارة بايدن ملتزمة بقضايا السلام، وقد أعربت عن قلقها هذا الأسبوع بشأن زيارة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى الحرم القدسي، وأنها قلقة بشأن سياسات الحكومة الجديدة بقيادة بنيامين نتنياهو.
وقالت الصحيفة، أن هذا جزء من سياق أكبر يعتقد أن هناك توترات فيه بسبب أجندة الحكومة الجديدة اليمينية المحافظة المتشددة. تريد الولايات المتحدة مواصلة التزامها تجاه إسرائيل والعمل عن كثب مع القدس، لكنها أوضحت أنها لن تكون قادرة على التزام الصمت عندما يتم سن سياسات تعتبرها خطيرة.
إذن ما الذي يمكن استخلاصه من المأزق الحالي ومستقبل المجموعة الرباعية؟
وحسب الصحيفة، يلقي غزو روسيا لأوكرانيا بظلال من الشك على كيفية لعب موسكو دورا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ورأت الصحيفة، أن أسباب ذلك متعددة الأوجه. من ناحية ، تشتت موسكو بسبب الحرب. ولن تتمكن من التركيز على الشرق الأوسط والمأزق المستمر بين الجانبين.
وتابعت الصحيفة، من ناحية أخرى، فإن غزو روسيا لأوكرانيا يعني أنه لم يعد ينظر إليها على أنها حكم شرعي من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حتى لو كان ينظر إليها بالنسبة لبعض الفلسطينيين على أنها أكثر موضوعية بسبب التحالف الأمريكي القوي مع إسرائيل.
وتساءلت الصحيفة، كيف يمكن لروسيا ضم شبه جزيرة القرم وأجزاء من أوكرانيا، على سبيل المثال، ثم إدانة إسرائيل بسبب سياساتها في الضفة الغربية، أو “ضمها”؟ ستواجه روسيا صعوبة في لعب دور في عملية السلام إذا كانت منخرطة بنشاط في حرب كبرى تشكل ضربة للقانون الدولي.
ونقلت الصحيفة، عن فلاديمير سافرونكوف الممثل الخاص لوزارة الخارجية الروسية في الشرق الأوسط قوله مؤخرا، إن موسكو لن تنأى بنفسها عن دورها في الشرق الأوسط.
وقال: “أنا مقتنع بأن أي محاولات لإخراج روسيا من المنطقة، للتأثير على علاقاتها مع المنطقة [لن تنجح]”، مشيرا إلى أن الغرب حاول عزل روسيا عن عمل اللجنة الرباعية.
وحسب الصحيفة، بالنظر إلى هذه الحقائق الجديدة، يجدر بنا أن نسأل ما هو منطق المجموعة الرباعية الآن. هل تلقي المجموعة نظرة واقعية على الأحداث التي تجري في الضفة الغربية وغزة، مثل تصاعد العنف في الضفة الغربية، الذي يغذيه تآكل دور السلطة الفلسطينية في جنين ونابلس؟ ويشكل تهريب الأسلحة أيضا تحديا كبيرا.
وتساءلت الصحيفة، هل تنظر اللجنة الرباعية أو أعضاؤها بجدية إلى الكيفية التي يقوض بها تهريب الأسلحة السلطة الفلسطينية ويسبب العنف؟ هل تعالج هذا الأمر مع السلطات المجاورة، مثل الأردن ومصر؟
وختمت الصحيفة، يتعين على البلدان المشاركة في دعم السلام أن تعالج الحقائق على أرض الواقع، وليس مجرد الإدلاء ببيانات أو أفكار غير واقعية. وتحتاج إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى التزام المجتمع الدولي، ولكنهما تحتاجان أيضا إلى أن يعترف المجتمع العالمي بالتغييرات التي حدثت خلال العقود الماضية.