صحيف إسرائيلية.. للمحفلين بصورة الزبيي مقيداً: “غاريبلدي جنين” سينتصر ولو بعد حين

هآرتس – بقلم: ديمتري شومسكي “ورة كبرى لانتصار تساوي لإسرائيل ألف كلمة: العقل المدبر للهرب وكبار رجلات الجهاد وهم ينقبون في حاويات المامة بحثاً عن بقايا طعام زكريا البيدي المرتعب يقد إلى سيارة الشرطة، بوجه متعب ومنتخ جراء اللكمات.

“اخفض رأسك”، أمَرتْه بطلة الساعة، الشرطية”. أحسن جدعون لفي إذ وصف لحظة إلاء القبض على اثنين من السجناء الفاين، زكريا الزبيد ومحمد العارضة، في أم الغنم (11/9). لا شك بأن صورة الانتار هذه التي عرضت تفاخر في ذروة البث قد رفعت معنويات إسرائيليين كثيري بتأكيدها على التفوق التام أمام مظهر المقاومة الفلطينية، وأعادت له أيضاً شعوراً بالأمن بأن يمكن مواصة روتين الوضع القائم دون أن ندفع في المقابل أي ثمن حقيقي.

لكن عند قراءة أقول ليفي، رأيت صورة انتصار أخرى، اتضت بأثر رجعي، بالنسبة لمن يبدو أنهم منتصرون، وهي صورة مضللة جداً. تذكرت مقال زئيف جابوتنكي الحاد والمؤثر الذي كان قد كتبه في أواخر العام 1905 وهي سنة الثورة اروسية الأولى. جابوتنسكي الذي غازل ي صباه الاشتراكي بقدر لا بأس به، وعندما أصبح صهيونياً أظهر تعاطفاً وضحاً مع معارضي حكم الفرد الديكتاتوري لقيصر روسيا، عض في هذا المقال ذرياته الغضة نسبيً من معتقل الأوديسي، في 1901 سجن هناك لبضعة أيام بتهمة علاقاته مع أوساط لثوريين في المدية. وفي السجن التق جابوتنسكي مع أحد الثوار اليهود الباب الذي كان يسميه أصدقاؤه غريبالدي، وكان وضعه الجسي متدهوراً جداً لأنه تعرض للضرب بشة من قبل رجال الشطة أثناء اعتقاله. وكان سبب ضرب غريبالدي واعتقاله رفعه العلم الأحمر عل رأس مظاهرة معارضي نظام القيصر، وكن على العلم شعار ستفزازي متحدّ وه “إلى الأمام، يا أوتوقراطية”. ربم رأى جنود الأوتوقراطية القيصرية في الشخصية المهانة لتي تعرضت للكدما من أوديسا بعد اعقاله مثلت صورة انتصار مثالية.

وثمة غريبالدي آخر من مدينة نيس، هو الزعيم البجل لحركة توحيد إيطاليا والذي أعجب به جابوتنسكي ربم أكثر من أي شخصية تاريخية أخرى، وجسد بشخصيته الصورة لمعاكسة بوضوح: صورة الانتصار المطلق غير المتنازع علها للرغبة في التحرر بدلاً من القمع والاستعباد. من غي المعروف إذا ما كن الثوري اليهودي الشاب، الذي تعرض لضرب المبرح من قبل الشرطة القيصرية ووجد نفسه في زنزانة السجن المجاورة لجابوتنسكي، قد ألق عليه أصدقاؤه اسم غريبالدي، أو أ المعجب الصهيوني بمقاتل الحرية الإيطالي الذي أخذ لنسه حرية أدبية ودعا بطل مقاله بهذا الاسم. إذا كان جابوتنسكي قد اختار أن يعطي المعارض اليهودي للنظام القيصري اسم البطل القوم الذي حظي برؤية حمه يتحقق في حياته، فإنه بهذا أراد إعطاء إشارة على أن “الغريبالديين” ليهود من مجال الاستيطان اليهودي، إلى جانب باقي مضطهي الحكم القيصري، يمكنهم في نهاية امطاف الانتصار عل الأوتوقراطية الكروهة حتى لو كانت يد النظام هي المتفوقة.

كان جابوتنسكي على حق. فكما هو معرو في شباط 1917 انهار النظام الأوتوقراي القمعي للقياصر الروس بشكل نهائي. وهذا حدث بفضل الساهمة الفريدة لمارضي النظام اليهد مثل “غريبالدي الأوديسي، الذين عانوا من القمع واتمييز اللاسامي م قبل هذا النظام.

زكريا الزبيدي ليس مثل غريبالدي اليهودي الأوديسي. وليس نظا الاحتلال الإسرايلي مثل النظام الأوتوقراطي القيصر. وليس غريبالدي ايهودي الذي من أوديسا مثل غريبالدي لإيطالي من نيس. ويس النظام الأوتوراطي القيصري مثل النظام الهابسبوري الذي حكم البلاد الإيطالية. وعلى الرغم من ذلك، إلا أن هناك أمراً واحدً، واضحاً ومكشوفً، من كل ذلك، وهو أن مدافن التاريخ ليئة بأنظمة، الت كانت “صور انتصاها” تشبه صورة البيدي المرتعب والي يقاد إلى سيارة رطة الاحتلال الإرائيلي، أو تشبه صورة “غريبالدي” الأوديسي الجابوتنكي وهو يُجر إلى سن النظام القيصري. يجدر بهؤلاء الإسائيليين الذين يحفلون الآن بتصفيق كبير للانتصار الإسرائيلي في قضية هب السجناء، أن يكونوا مدركين لذلك.