ضمن الانفلات المستمر للمستوطنين بحماية قوات الاحتلال في المناطق الفلسطينية المحاذية لمستوطنة “حومش”، التي قررت حكومة اليمنين المتطرف إعادتها للحياة بعد 18 عاماً من الاخلاء، خرج العشرات من المستوطنين للشوارع وفرضوا على قوات الشرطة الإسرائيلية المرافقة، اصدار مخالفات مالية للمركبات الفلسطينية دون سبب.
واعتبر أهالي المنطقة، هذه الإجراءات جزء من مخطط تضييق الخناق على سكان المنطقة لتمرير التطهير العنصري وطرد سكان المنطقة وتكريس الاستيطان.
ورصد نشطاء، مجموعة من المستوطنين تمكنت من التحكم بقوات الشرطة التي رافقتهم في نصب حاجز على شارع جنين – نابلس، وتحرير مخالفات مالية للمواطنين بدون أي سبب.
وعبر سكان المنطقة عن صدمتهم بعدما شاهدوا المستوطنين يختارون الضحية، والشرطة الإسرائيلية بدعم من جيش الاحتلال تنفذ، في صورة غير مسبوقة بالنسبة للسائق حسان شريف، الذي يعمل سائقاً عمومياً على الخط ذاته منذ 30 عاماً، لم يحصل خلالها سوى على ثلاثة مخالفات.
وروى حسان لـ “القدس” دوت كوم، فوجئت كباقي المركبات باغلاق وقطع الشارع الرئيس .. طوال حياتي التي قضيتها في النقل والمواصلات، لم أرى أي حاجز يقام فيها أبداً، وحين توقفت وتجهزت والركاب للتفتيش اعتقاداً مني أنه إجراء روتيني، حتى خرج 4 مستوطنين بشكل مفاجئ وتوجهوا نحو المركبة، وهم يبتسمون ويتصرفون بصورة استفزازية ومريبة، وأحاطوا بنا.
وأضاف حسان: “اقترب أحد المستوطنين مني، وسألني أنت من وين، وعندما قلت له جنين، غضب وشتم جنين، وقال كلكم إرهابيين وبدنا نقتلكم .. فش جنين”، مشيراً إلى أن المستوطن توجه لضاب الشرطة الذي وصل إلي وطلب هويتي وتحدث مع المستوطن وحرر مخالفة بقيمة 500 شيكل.
واعتبر حسان ما جرى معه هدفه الانتقام م قبل المستوطنين ولم يكن هناك أي مخالفة قانونية تسمح بذلك.
وتكرر مشهد مماثل مع المواطن عزام ياسر الذي نظر إليه أحد المستوطنين وطلب من الشرطي الإسرائيلي إصدار مخالفة له بدون أي سبب، مشيراً إلى أنه خوفاً على أسرته التي كانت برفقته غادر المكان مرغماً بعد أن صرخ على الشرطي.
ويرى الباحث المختص بشار عوض، أن ما يجري تعبير عن انفلات اسرائيلي ينسجم وخطط المستوطنين والحكومة الممنهجة لتضييق الخناق على المواطن الفلسطيني بكل الطرق، لارغامه على التسليم والقبول بسياسة الأمر الواقع، وهذه خطوة خطيرة ولا تقل عن اعادة بناء واعمار حومش.
وأضاف عوض لـ “القدس”: “المستوطن يعربد ويتنقل ويمارس كل شيء ويحميه الجيش بوقاحة، بينما يتعرض الفلسطيني صاحب الحق للتنكيل والحصار والمزيد من ابتكارات عقلية الشر الاستيطانية التي تجمع كل اسرائيل على هدف مسح الفلسطيني وتكريس اسرائيل الكبرى، بكل الطرق”.