رصد لأبرز ما تناولته الصحف العبرية

Masked militant fighters march during the funeral of Palestinians killed in clashes the previous day in the Israeli military operation in Jenin in the occupied West Bank on July 5, 2023. The Israeli military launched the raid on the Jenin refugee camp early on July 3, during which 12 Palestinians and one Israeli soldier were killed. (Photo by AHMAD GHARABLI / AFP)

لا زالت الصحف العبرية تركز على التطورات الأمنية المشتعلة على عدة جبهات وخاصة في الضفة الغربية.

ونرصد إليكم في “القدس” دوت كوم، أبرز ما جاء في الصحف العبرية، اليوم الجمعة، من تقارير تتعلق بالوضع الفلسطيني بشكل أساسي.

في تقرير للمراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت يوسي يهوشع، قال إن هذه الأيام متوترة للغاية، وأنه منذ بداية هذا الأسبوع وقعت العديد من الحوادث التي تكفي أن تشرح بنفسها حقيقة ما يحصل على مختلف الجبهات.

وبين أن الأسبوع الأخير بدأ بهجوم في سوريا التي أطلقت صاروخًا وصل إلى رهط، وتلا ذلك عملية عسكرية لمدة 48 ساعة في جنين، وهي العملية التي أدت لردود فعل فلسطينية من خلال تنفيذ عملية في تل أبيب وإطلاق 5 صواريخ من غزة، وعملية إطلاق النار في كدوميم أمس، بالتزامن مع عملية إطلاق صاروخ مضاد للدبابات من لبنان، وهي الجبهة الأكثر تفجرًا في الآونة الأخيرة خاصة بعد قضية نصب حزب الله خيام قريبة من الحدود والتهديدات المتبادلة بشأنها.

ولم يستبعد يهوشع أن ينتج عن الوضع الحالي على جبهة لبنان معركة جديدة مع حزب الله رغم التقديرات الإسرائيلية أنه لا مصلحة له بذلك.

وبين أن كل ذلك يأتي في ظل استمرار الاحتجاجات الداخلية والأزمات المتفاقمة بشأن “الإصلاحات القضائية”، والتي يتوجب على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يضع حدًا لها، وذلك من أجل الانتقال إلى مهمة حاسمة تتمثل في التحضير لحرب لم تعرف الجبهة الداخلية مثلها قد تتعرض فيها لآلاف الصواريخ وهجمات برية وغيرها.

من ناحيتها، ركزت صحيفة هآرتس العبرية في تقرير تحليلي لمراسلها العسكري عاموس هرئيل، على أن ما يحدث من تصعيد أمني مرتبط بمحاولة تحقيق انجازات سياسية شخصية لنتنياهو ووزراء اليمين المتطرف في حكومته.

وأشار هرئيل إلى أن زيارة نتنياهو إلى حاجز سالم خلال العملية في جنين، إنما كان استعراض هدفه التقاط صورة الانجاز السياسي، مؤكدًا أنه لا يوجد أي قرار بشأن عملية عسكرية منفصل عن الواقع السياسي، وهو ما حصل مع أرئيل شارون في عملية السور الواقي عام 2002، وأيهود أولمرت في حربه ضد لبنان عام 2006.

وبين أن الضغط من قبل المستوطنين مؤخرًا على الحكومة في ظل الوضع الأمني المتدهور بالضفة هو الدافع الأساسي خلف قرار نتنياهو ووزير جيشه يؤاف غالانت بشن عملية عسكرية في جنين.

وقال هرئيل: العملية في جنين لن تحل المشكلة الأمنية، لأن معظم عمليات إطلاق النار على الطرق الاستيطانية وقعت في منطقتي نابلس ورام الله، وبالأمس عملية وقعت غربي نابلس أدت لمقتل جندي.

وأضاف: التمثيل الواسع للمستوطنين ومصالحهم على طاولة الحكومة يزيد من نفوذهم، كما أن نتنياهو لم يكن قادرًا على الاستمرار في الظهور بمظهر ضعيف في مواجهة الإرهاب، على خلفية انتقاداته للحكومة السابقة. كما قال.

وأشار إلى أن الجدل الذي دار عبر شبكات التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزة العبرية المختلفة والدعم للجيش الإسرائيلي والدعوات لمواصلة هجوم جنين، ودخول بعض المراسلين إلى المخيم تحت حماية الجيش الإسرائيلي، وبث تقارير تحريضية ومضللة، كل ذلك ساهم في خدمة نتنياهو.

ولفت إلى أن كبار قادة المستوطنات هم من روجوا لاتخاذ قرار بدء العملية قبل ساعات من بدءها، ما أدى لغضب الجيش الإسرائيلي وفكر بتأجيلها، لكنه في النهاية قرر عدم الاستسلام رغم فقدان ميزة المفاجأة، كما قال هرئيل.

ولا يرى هرئيل وجود مقارنة بين ما جرى في “السور الواقي” 2002، والعملية الأخيرة، مشيرًا إلى أن الأولى نجحت في تقليص عدد الهجمات بشكل كبير على مدار عقد من الزمن، لكن العملية الحالية نفذت ضد جيل جديد من المسلحين لم يعيش تلك الفترة، ورغم أن الهدف إعادة التوازن إلى حد ما للردع، وجعل الفلسطينيين يخشون الجيش الإسرائيلي مرةً أخرى، إلا أنه لا يمكن تجاهل الرغبة الأساسية لشعب محتل في القتال وصد من يغزون مناطقهم، وهي رغبة تترجم أيضًا من خلال تنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين، كما أن سياسة الاستيطان الحالية ورفض أي عملية سياسية يزيد من حالة اليأس المتزايد في صفوف الفلسطينيين.

ويقلل المحلل العسكري الإسرائيلي من أهمية الاعتبارات التي حاولت إسرائيل الاستفادة منها بعد العملية في جنين، وخاصة التطلع لعودة السلطة الفلسطينية، معتبرًا أن هذه الطموحات قد تنهار على أرض الواقع خاصة بعد مشاهد طرد قيادات فتح من جنين من قبل الشبان في المخيم، كما أن هذا يأتي في ظل مصلحة بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية من بينهم بتسلئيل سموتريتش الشخصية المعنية بانهيار السلطة وتوسيع الاستيطان.

ويختم هرئيل: نتنياهو هو الحكم الأخير، لكن عندما يكون هناك وزراء مركزيون في حكومته بمثلون هذه النظرة المتطرفة، من الصعب أن نرى كيف ستتحقق وعود جالانت بعد العملية في جنين.

من ناحيته كتب يؤاف ليمور المراسل العسكري لصحيفة يسرائيل هيوم، إنه من الصعب الفصل بين الأحداث سواء في الضفة أو جبهات أخرى، مشيرًا إلى أن العملية في جنين كان لها تأثير كبير على الشارع الفلسطيني ولذلك نفذت سلسلة عمليات في تل أبيب ونابلس وكدوميم أمس.

ودعا ليمور وهو يميني إلى ضرورة أن يستكمل الجيش الإسرائيلي عملياته في ملاحقة من وصفهم بـ “الإرهابيين”.

ورجح أن تتصاعد الهجمات من الضفة الغربية، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن المقلق حاليًا هي الجبهة الشمالية بعد إطلاق صاروخ مضاد للدبابات أمس، مرجحًا أن تجد إسرائيل نفسها أمام معركة حتمية قريبًا مع لبنان.

من جهته، قال تال ليف رام المراسل العسكري لصحيفة معاريف العبرية، في تقرير تحليلي، إن الجيش الإسرائيلي أدخل الصحفيين الإسرائيليين إلى جنين لشرح انجازاته بعيدًا عن محاولة نتنياهو ووزراء حكومته استخدام ذلك سياسيًا، ولنقل رسالة للجمهور الإسرائيلي الذي رأى أن عدد الضحايا الفلسطينيين 12 يشير إلى فشل العملية، لا يمت لواقع العملية الذي كان يهدف إلى المبادرة وتحقيق نجاحات هجومية وتحقيق أهداف مختلفة منها الحصول على حرية عمل الجيش في اعتقال المطلوبين، ووقف تحويل المخيم إلى مكان محصن يخشى الجيش العمل فيه.

ويرى رام، أن هذه العملية كانت محدودة وذات أهداف متواضعة، لكن لم ينفذ مثلها منذ سنوات طويلة، وقد يشدد بعده الجيش الإسرائيلي من استخدامه للقوة مجددًا في أماكن أخرى فقدت فيها السلطة الفلسطينية السيطرة على ما يجري، ولذلك في إسرائيل يحاولون  إيجاد الطريق الوسط التي تفرق بين مراكز الضجيج في جنين وفي نابلس وباقي المناطق في الضفة. وفق قوله ووصفه.

وأشار إلى أنه خلال المداولات السرية التي جرت قبل العملية تم التأكيد على أن لا تجر هذه الحملة المنطقة إلى تصعيد آخر في الضفة يخدم إيران وحماس.

وادعى أن الضربة الافتتاحية الأولى باستخدام طائرة مسيرة دفعت المسلحين للدخول إلى عمق المخيم، وزاد من حالة الإرباك التي غيرت من ميزان القوى، ومن خطة الخلايا المسلحة بضرب قوات الجيش الإسرائيلي بالعبوات الناسفة التي زرعت عند دخلوها المخيم، وهذا أدى فعليًا إلى إنهاء المعركة سريعًا مع بدء الضربة الأولى، وجعل المعارك وجهًا لوجه محدودة ويمكن إحصاؤها على أصابع اليدين.

وزعم أنه في اليوم الثاني للعملية لم يلحظ وجود أي مسلحين إلا عند بدء عملية الانسحاب حين خرج بعضهم ووقعت اشتباكات عنيفة.

ورأى أن المعتقلين ال 30 ممن وصفوا بأنهم من الخلايا المسلحة والذين تم وضعهم على قائمة الاعتقال، قد يكون التحقيق معهم كفيلاً بالحصول على معلومات استخباراتية ناقضة لدى إسرائيل.

ويختم تال ليف رام: “على أي حال، فقد دارت حملة الجيش هذه بشكل جيد ومنظم، حيث وصلت القوات العسكرية إلى المخيم جاهزة ومدربة، ومع ذلك لا مجال للمبالغة الزائدة بالنسبة لانجازات الحملة وأثرها على كبح ميول الإرهاب المتعاظم في العامين والنصف الأخيرين، التي على أي حال لن تكبح على ما يبدو باستخدام القوة العسكرية فقط”.