زيد الطهراوي
قالوا فلسطينُ الحزينةُ ضيعةٌ
هي للعدوِّ غمامةٌ وجفانُ
تبكي صلاحَ الدين أين شبيهُهُ
ولقد علتْ هضباتِها القضبانُ
فهتفتُ أينَ رجالُهُ وجهادُهم
أين التقى والخيرُ والإحسانُ
هذا صلاحُ الدينِ أسَّسَ زمرةً
يَقري منابت عيشها القرآنُ
غرسَ المدارس في الديار فأينعتْ
هطل الغمامُ وطالت الأغصانُ
واليومَ ننسى دينَنا وجذورَنا
وتغوصُ في وحلِ الدجى الأركانُ
والنفسُ إن طابت سيبزغُ نفعُها
وإذا نأتْ فكأنها القيعانُ
ويذبُّنا ذبَّ الفراش محمَّدٌ
ويدسُّنا في قعرِها العصيان
ونُميتُ سنَّتَهُ ونحيي بدعةً
وهي الضَّلالةُ بيتُها النيرانُ
أينَ الذي يدعو يلحُّ بسؤله
أبعيدَ مخمصةٍ دعا الركبانُ
وإذا سُقوا ماءَ الحياةِ تخلَّفوا
ظهرَ الفسادُ وفارتِ الأضغانُ
قد يستطيلُ بقاؤها في حفرةٍ
ويطولُ ليلُ بقاءه السجانُ
يرتاحُ فيها غاصبٌ لا يرعوي
ويظلُّ يمرحُ في الربى البهتانُ
حتى إذا آب الحجيجُ لدوحةٍ
عصماءَ يطلبُ فيئها الظمآنُ
المسلمونَ كشامةٍ قد حلَّقوا
في رغدِها ورعاهُم الرحمنُ
رحلَ العدوُّ معفَّراً وقد اكتوى
وغداً يُذلُّ فؤادَه الخسرانُ
كم مسلمٍ قَتلوهُ في شمسِ الضحى
دُبح الشيوخُ وعذّبَ الشبّانُ
ووسائلُ الإعلامِ كم نقلتْ لنا
كسرَ العظامِ يدكُّها شيطانُ
فمتى سنجنحُ للهدى بقناعةٍ
ليفرَّ من أعماقِنا العدوانُ