وصفت وزارة الخارجية الصينية، الولايات المتحدة بـ”إمبراطورية الأكاذيب” الحقيقية، وذلك رداً على تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأميركية يتهم الصين باستثمار مليارات الدولارات سنوياً في جهود التلاعب بالمعلومات.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان، إن التقرير الأميركي “تجاهل حقائق وإنه في حد ذاته معلومات زائفة”، لافتةً إلى أن هيئات وزارة الخارجية الأميركية التي عملت على التقرير “مصدر لمعلومات زائفة ومركز قيادة لحرب معرفية”.
وأضافت: “أثبتت الحقائق مراراً أن الولايات المتحدة هي إمبراطورية الأكاذيب الحقيقية”.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية اتهمت، الخميس الماضي، الصين بإنفاق مليارات الدولارات من أجل “التضليل الإعلامي” في العالم، وذلك في تقرير يستهدف إقناع الدول بأن بكين تقوم بجهد دعائي كجزء من “حرب معلومات عالمية” غير معلنة.
وأثار تقرير الوزارة ما وصفته بـ”جهود بكين لتشكيل ساحة معلومات عالمية جديدة”، بدءاً من “الرقابة والدعاية”، وصولاً إلى “تعزيز الاستبداد واستغلال
المنظمات الدولية”.
وجاء في التقرير أن “الصين تستخدم مجموعة من الأساليب الخادعة والقسرية في محاولتها للتأثير على البيئة الدولية للمعلومات”، مضيفاً أنه “إذا لم يتم وقف ذلك، ستعيد جهود الصين تشكيل مشهد المعلومات عالمياً، مما يؤدي إلى تشويه وتشكيل فجوات يمكن أن تدفع دولاً لاتخاذ قرارات تخضع فيها مصالحها الاقتصادية والأمنية لبكين”.
وقال التقرير إن “الصين نشرت معايير رقمية استبدادية، تم اعتمادها بسرعة من قبل دول أخرى”، مضيفاً: “بينما تقتدي البلدان الأخرى بالصين، أصبحت أنظمتها المعلوماتية أكثر تقبلاً للدعاية الصينية ونشر الأخبار الزائفة”.
وذكر تقرير الخارجية الأميركي أن الرئيس الصيني شي جين بينج أمر في عام 2021 وسائل الإعلام الرسمية الصينية بـ”زيادة جهود دعايتها في الخارج”.
وحالياً، تنتج وسائل الإعلام الصينية التابعة للدولة محتوى بـ12 لغة مختلفة، بينما بلغ عدد مكاتب وكالة الأنباء الرسمية الصينية شينخوا (Xinhua) في الخارج 181 مكتباً في 142 دولة ومنطقة بنهاية عام 2021.
وقال جيمس روبين، المسؤول الكبير في وزارة الخارجية لصحيفة “فاينانشيال تايمز”، إن الصين تستخدم “أساليب قسرية وأكاذيب صريحة بشكل متزايد” لتحقيق “طموحها.. سعياً للهيمنة على المعلومات”.
ورداً على سؤال بشأن الجهود الأميركية الطويلة للترويج للمعلومات المؤيدة للولايات المتحدة، اعتبر روبين أن الفرق يكمن في أن “السرد الصيني ليس مبنياً على الحقائق، عكس الولايات المتحدة”، ولكنه أكد أن البلدين يشنان “حرب معلومات غير معلنة”، وأن الحكومة الأميركية “يجب أن تزيد جهودها للترويج لمصالحها”.
ويأتي تقرير وزارة الخارجية الأميركية وسط تنافس متزايد بين بكين وواشنطن حول العديد من الملفات الأساسية، بدءاً من الوجود العسكري الصيني في بحر الصين الجنوبي، إلى إنتاج أشباه الموصلات، مروراً بتكنولوجيا الطاقة النظيفة.
ويمثل هذا التقرير جهداً آخر من الولايات المتحدة لمواجهة الأنشطة الصينية التي تعتقد أنها تهدد النفوذ الأميركي، خصوصاً مع تزايد لجوء بعض الدول النامية إلى المحتوى الصيني، والذي بات يهدد وسائل الإعلام الغربية.
يأتي هذا، وسط استمرار البلدين في مباحثات رفيعة المستوى تمهيداً لعقد قمة بين الرئيس الصيني، ونظيره الأميركي جو بايدن، على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ “أبيك”، التي ستعقد بمدينة سان فرانسيسكو في نوفمبر المقبل، في خطوة من المتوقع أن تحسّن مستوى العلاقات المتوترة بين البلدين.