بقلم: إبراهيم موسى
لم يأت قرار أمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني –حفظه الله ورعاه-، بتعيين سعادة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وزيراً للداخلية في التشكيل الجديد لمجلس الوزراء في دولة قطر من فراغ، وإنما جاء هذا القرار من رؤية حكيمة ونظرة ثاقبة من أمير البلاد المُفدى، وماتتطلبه المرحلة القادمة لرجُل بشخصية الشيخ خليفة بن حمد، لمواصلة تنفيذ رؤية قطر 2030 والتي تم إقرارها في عام 2008م، وكان أحد العناصر المُساهمة في صُنع نجاحاتها معالي الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني –سلمه الله- خلال رئاسته الأخيرة لمجلس الوزراء وكوزير للداخلية في نفس الوقت، ومن قبلها المناصب التي كان يشغلها في مكتب ولي العهد ورئاسته للديوان الأميري، وخدمته لوطنه بكل اقتدار في كل المناصب التي تبوأها، ويستحق الشكر والتقدير والثناء هو ومن سبق أن حظي بثقة أمير البلاد المُفدى وخدمة دولة قطر بكل إخلاص وتفانٍ.
وبالنظر للسيرة الذاتية لوزير الداخلية الجديد سعادة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني –حفظه الله-، نجد بأنه شخصية ليست غريبة على المنصب فهو “ابن الداخلية”، وأستحق ثقة أمير البلاد المُفدى بكل جدارة واستحقاق بعد أن تمكن من صُنع نفسه لهذا المنصب الخطير والحساس بشكل تدريجي وتصاعدي مُنذ تخرجه بتقدير امتياز من جامعة كاليفورنيا الجنوبية عام 2015م في تخصص السياسة العامة، وحصوله بعدها على شهادة الماجستير من الجامعة ذاتها في تخصص الدبلوماسية العامة عام 2017م، ليلتحق بعدها بقوة الأمن الداخلي “لخويا” ومنها انطلق ومر بعدة مراحل تأسيس وإعداد واكتساب المزيد من الدورات التدريبية النظرية والميدانية داخل قطر وخارجها في الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية فرنسا وذلك في قطاعات عسكرية وأمنية أبرزها: مكافحة الإرهاب، والقناصة، والقتال داخل المدن، وإزالة وإبطال المُتفجرات، والصاعقة والقفز المظلي العملياتي، والغطس، وحماية الشخصيات، وفض الشغب، والتفاوض أثناء الأحداث الإرهابية، واستراتيجية حل المشكلات واتخاذ القرارات الاستثنائية، ومن بعد ذلك اكتسابه لمزيد من الخبرات الميدانية خلال مشاركته في تأمين نسختي بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم في قطر عامي 2019 و2020م، وقيادته لعمليات أمن وسلامة بطولة كأس العرب وبطولة العالم للفورمولا في عام 2020م، وفي العام الذي يليه 2021م تولى منصب مساعد رئيس لجنة عمليات وسلامة مونديال قطر 2022م، ومن ثم تولى بعدها الإشراف على تمرين وطن خلال عامي 2021 و2022م، ليكتسب بعدها الثقة ويتم تعيينه قائداً لعمليات أمن بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022م ورئيساً للفريق الوطني لإدارة المخاطر.
ولعلنا نقف عند نقطة بطولة كأس العالم لكرة القدم وهي أهم حدث رياضي في العالم، وينتظره أكثر من نصف سكان العالم كل أربع سنوات، فلقد حقق سعادة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، نجاحاً كبيراً ومُهماً في تأمين نسخة مونديال فيفا قطر 2022 وهي النسخة التي كان بعض الحاقدين ينتظرون أي سقطة فيها لدولة قطر الحبيبة منذ الوهلة الأولى من إعلان فوزها بالاستضافة في شهر ديسمبر من العام 2010م، وقطر تتلقى الحملات الشرسة والمُمنهجة، ولكن بفضل الله وتوفيقه ثم بقيادة أمير البلاد المُفدى –حفظه الله-، وثقته في أبناء دولة قطر خرجت البطولة بشكل رائع ومميز وحصولها على النسخة الأفضل في تاريخ مونديال كرة القدم تنظيمياً وفنياً وجماهيرياً بشهادة القاصي والداني، ولعل من أهم جوانب نجاح البطولة الجانب الأمني الذي كان يقف عليه ليل نهار سعادة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، بصفته قائداً لعمليات أمن بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022م ورئيساً للفريق الوطني لإدارة المخاطر، وأغلب من شاهده وهو في أرض الميدان يعمل ويوجه ويتنقل من مكان لآخر بكل جد واجتهاد ونشاط وحيوية الشباب، لا ينام سوى ساعات قليلة من أجل كسب التحدي وجعل النجاح والتميز لوطنه الغالي في أهم محفل رياضي عالمي بعيداً عن الأضواء والشهرة ووسائل الإعلام لأنه رجل يعمل بصمت وهمه وشغفه خلق المزيد من النجاح والتميز لبلاده وأنه على قدر الثقة التي أولاه إياها أمير البلاد المُفدى وشعب قطر النبيل.
ولقد عُرف عن سعادة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، شخصيته القوية كقائد، وفي نفس الوقت كشخص اجتماعي، فهو يمتاز بثقافته العالية ومدى حُبه الكبير لعمله وشغفه وإخلاصه، واهتمامه بأدق التفاصيل في العمل لضمان تحقيق النجاح والتميز، فهو قريب من فريق العمل الذي يعمل معه ومتواضع، ويحرص على الاستماع والمشورة ومن ثم اتخاذ القرار الصحيح من تلقاء نفسه، وعلى الجانب الرياضي فهو شخصية رياضية مُحب للرياضة ومُمارس لها ومن هواياته حُبه للبحر والغطس وركوب الدراجات الهوائية والنارية والتزلج على الجليد والقفز المظلي وأيضاً حُبه للبر والمقناص وركوب الخيل وكرة القدم.
فعلاً “قطر تستحق الأفضل من أبنائها”، هذه إحدى العبارات الشهيرة الخالدة لأمير البلاد الُمفدى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني –حفظه الله ورعاه-، والتي قالها في خطابه السنوي بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادي الخامس والأربعين لمجلس الشورى مطلع شهر نوفمبر من العام 2016م، وسعادة الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وزير الداخلية يعتبر الأفضل من أبناء دول قطر الحبيبة، فالمواصفات التي يتميز بها كقائد أمني، ونجاحاته في المهام التي أوكلت له عززت من جعل اسمه يدور في مُخيلة أمير البلاد المُفدى ويختاره في هذا المنصب للمرحلة المُقبلة التي تتطلب وزيراً للداخلية يواصل المسيرة ويُساهم في تحقيق مُتطلبات رؤية قطر 2030 للفترة القادمة.
الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، لم يتجاوز الـ31 عاماً، ويُعتبر أصغر وزير داخلية على مستوى الدول العربية، ولكنه كبير بفكره ومُتميز بصفته كقائد مُحنك القيادية، فلقد تشرَّب السياسة والحكمة من أسرته الحاكمة، ودائماً مايسعى ويحرص على تحقيق النجاح والتميز لبلاده، ويكفي أنه تأسس وتخرج من مدرسة القائد المُلهم صاحب السمو الشيخ الوالد حمد بن خليفة آل ثاني، وتعلم الكثير من والدته أميرة السلام والتنمية صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند –حفظهما الله-، وأكتسب المزيد من المعرفة والخبرة من مرافقة شقيقه أمير البلاد المُفدى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني –آدامه الله-.