خريج من كلية الطب في جامعة الأزهر بغزّة يُعدل نظرية طبية معمول بها منذ 20 عاماً

سجَّل الدكتور حسن عبد الخالق عصفور، خريج كلية الطب بجامعة الأزهر في غزّة، قصة نجاحٍ جديدة بتمكنه من تعديل نظرية طبية معمول بها منذ 20 عاماً، ضمن بحثه لنيل درجة الدكتوراة من جامعة Paris-Saclay بفرنسا.

وبحسب جامعة الأزهر بغزّة، فقد تمكن الدكتور عصفور ببحثه النوعي لنيل لدرجة الدكتوراه بعنوان ” مسار إشارات (BMP) الخلوي مسئول عن تكوين عضلات الأطراف “، وخلال عمل متواصل إستمر أربع سنوات؛ من تعديل النظرية السابقة المعروفة بنظرية Muscle progenitor cell naivety in limb myogenesis ، حيث وافقت لجنة تحكيم الدكتوراه على هذا التعديل وتقديم النظرية الجديدة باسم:

Interplay of Myogenic progenitor cells & connective tissue progenitor cells in limb myogenesis.

وتواجدت صاحبة النظرية السابقة Professor Gabrielle Kardon من جامعة آيوا الأمريكية على رأس لجنة تحكيم الدكتوراة، وأبدت إعجابها بالتعديل الجديد، والذي يُعيد تفسير بعض العيوب الخلقية العضلية بشكل أكثر تفصيلاً، ويَعقد آمالاً جديدة على أساليب جديدة للعلاجات المأمولة باستخدام تقنيات زراعة الخلايا (Cell-transplantation) أو التعديل الجيني بتقنية كرسبر (CRISPR).

وأضافت الجامعة: “قام الباحث د.عصفور بدراسة صحة النظرية القديمة التي تحكم بأن تكوين عضلات الأطراف تتكون لدى الجنين من خلال اشارات بيولوجية ترسلها الخلايا الجذعية/ الأولية للأنسجة الضامة (Tcf4-positive progenitor cells) الموجودة مسبقاً في المكان، بحيث تقوم هذه الخلايا ببناء خريطة جزيئية/خلوية (Cellular and molecular pre-pattern)، وبعدها تقوم بتأشير الخلايا الجذعية/الأولية للعضلات النامية بأن تترتب في توزيعات الخريطة الخلوية/الجزيئية المُعَدَّة مسبقاً، وبالتالي تنمو العضلات بالتوازي كُلٌّ حسب مكان توزيع خلاياه الجذعية على هذه الخريطة البيولوجية. هذه النظرية تتبنى مبدأ أن الخلايا الجذعية للعضلات لا تملك أي معلومات مكانيّة، ولا تستطيع توزيع نفسها إلا من خلال خريطة بيولوجية مُعدَّة مسبقاً، تبنيها الخلايا الجذعية للأنسجة الضامة في المكان، وعليه فإن معظم العيوب الخلقية التي تصيب عضلات الأطراف لا زال يُعتقد بأنها نتيجة خلل في الخلايا الجذعية للأنسجة الضامة، وبالتالي فإن تقنيات العلاج ستهدم هذه الخلايا”.

فيما كشف بحث د.عصفور خلاف ذلك، وعدل في النهاية من هذه النظرية، بعد أنّ قام الباحث بإثبات -لأول مرة- أن الخلايا الجذعية للعضلات منذ نشأتها وحركتها في الطرف النامي لديها معلومات مكانية تنظمها من خلايا جينات HOX المسؤولة عن الترتيب المكاني للخلايا في الجسم، ولإزالة تأثير الخلايا الجذعية للأنسجة الضامة على الخلايا الجذعية للعضلات، وقام الباحث بإيقاف تأثير إشارات BMP الخلوية الصادرة من الخلايا الجذعية للأنسجة الضامة على الخلايا الجذعية للعضلات، و بعدها تمكن من إعادة رسم الخريطة المكانية، التي تبين من خلالها أن الخلايا الجذعية للعضلات ليس لديها معلومات مكانية وحسب، بل إن تأثير تغيير توزيعها؛ يؤدي إلى إعادة توزيع لخلايا الأنسجة الضامة الجذعية، مما يؤكد على أنَّ كلا النوعين من الخلايا يتبادل الإشارات ليبني خريطة نهائية ومتكاملة لكل عضلة في مكانها الصحيح وبحجمها الصحيح وشكلها الصحيح.

كما تم نشر النظرية الجديدة في مجلة Cell Reports، ذات معامل تأثير 10.4، حيث اعتمدت الدراسة بشكل أساسي على تقنيات عزل الخلايا (FACS sorting)، وفك تسلسل الحمض النووي RNA) sequencing)، وكذلك تقنيات التلوين المناعي والنسيجي (Immunohistochemistry/Immunostaining).

واستخدمت فئران التجارب المعدلة جينياً بتقنية Cre-recombination، وأساليب الجراحة الدقيقة تحت الميكروسكوب من خلال Microscopic cryosectioning of embryonic limb tissues.