تسود أزمة داخلية عميقة في الحكومة الإسرائيلية على خلفية مطالب أحزاب فيها بزيادة ميزانيات، وذلك قبل وقت قصير من الموعد النهائي للمصادقة على ميزانية الدولة في الكنيست، حتى 29 أيار/مايو الجاري، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الخميس.
ويطالب حزب “عوتسما يهوديت” برئاسة وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بزيادة ميزانية وزارة النقب والجليل، التي يتولاها يتسحاق فاسرلاوف. وانتقلت الأزمة إلى الكنيست، حيث امتنع أعضاء “عوتسما يهوديت” عن التصويت على مشروع قانون للمعارضة بالقراء التمهيدية، ما تسبب بخسارة الائتلاف.
وتطالب كتلة “يهدوت هتوراة” بأن تشمل ميزانية الدولة للعام الحالي رصد ميزانية بمبلغ 600 مليون شيكل لصالح مؤسسات تعليمية ابتدائية للحريديين. وهدد رئيس الكتلة ووزير البناء والإسكان، يتسحاق غولدكنوبف، بأنه في حال عدم المصادقة على هذا الطلب، فإنه كتلته لن تؤيد ميزانية الدولة، ما يعني حل الكنيست أوتوماتيكيا وسقوط الحكومة والتوجه لانتخابات عامة جديدة.
وقالت مصادر في “عوتسما يهوديت” إن مقاطعة أعضائها للتصويت في الكنيست، أمس، ليس حالة خاصة وإنما يدور الحديث عن أزمة عميقة بين بن غفير ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش. وعقد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، اجتماعا طارئا مع أعضاء “عوتسما يهوديت”، وقال إنه سيجد حلا. وهاجم أعضاء كنيست من الائتلاف بن غفير وقالوا إنه “يهتم بالتغطية الإعلامية أكثر من الحفاظ على حكومة اليمين”.
وقال بن غفير خلال اجتماع لكتلة حزبه، أمس، إن “سموتريتش يصر على أن يكون وزير مالية فئوي ومسؤول عن مناطق معينة فقط”. وفسرت مصادر في حزبه أقواله بأن سكان النقب الذي صوت نسبة مرتفعة منهم لبن غفير لم يحصلوا على ميزانيات.
يشار إلى أن العلاقات بين بن غفير وسموتريتش كانت متوترة أثناء الحملة الانتخابية أيضا، لكن مصادر أفادت بأن هذا التوتر تصاعد مؤخرا، خاصة خلال وقبل العدوان الأخير على غزة. وحسب هذه المصادر، فإنه “عندما طالب بن غفير برد فعل شديد للجيش الإسرائيلي، ظهر سموتريتش في الأستوديوهات ووعظ بتصرف لائق وسعى إلى احتلال مربع العاقل والمسؤول. وهذا أثار غضب بن غفير الذي شعر بأنه يتم تقليص حجمه”.
وتعارض وزارة المالية مطلب “يهدوت هتوراة”، وطلبت أن يتم إدخال تمويل المؤسسات الحريدية بـ600 مليون شيكل في ميزانية العام المقبل. وحول مطلب “عوتسما يهوديت”، قالت وزارة المالية أنه لم يحصل أي وزير على ما تم التعهد به في الاتفاقيات الائتلافية. ووصف مصدر في حزب سموتريتش مقاطعة أعضاء “عوتسما يهوديت” التصويت في الكنيست بأنه “تجاوز لخط أحمر”. وتشير التوقعات إلى أن هذا الوضع سيستمر إلى حين يجد نتنياهو حلا له.ويولي غولدكنوبف أهمية كبيرة للبند الذي يطالب بشمله في ميزانية الدولة، لأن تعهد نتنياهو بهذه الميزانية في الاتفاق الائتلافي مع “يهدوت هتوراة” حلّ أزمة بين حزبي “ديغل هتوراة” و”أغوادات يسرائيل” اللذان يشكلان هذه الكتلة. وتقرر خلال اجتماع أعضاء “أغودات يسرائيل”، مساء أمس، الإصرار على أن يفي نتنياهو بتعهده وأن تشمل الميزانية التمويل الذي يطالبون به.