حالة من التوتر الشديد تسود سجن “عسقلان والأسرى يرجعون وجبات الطعام ويغلقون الأقسام

فصائل ومؤسسات فلسطينية تنعى الأسير سامي العمور

أفاد نادي الأسير الفلسطيني ، مساء الخميس، بأن  حالة من التوتر الشديد تسود سجن “عسقلان” احتجاجًا على استشهاد  الأسير سامي العمور.

وذكر بأن أسرى سجن “عسقلان” أحرقوا أحد مرافق السجن، فيما نقلت إدارة السجن الأسير أيمن الشرباتي الملقب بالمواطن للعزل الإنفراديّ.

 وأعلنت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، الحداد على الشهيد سامي العمور، بإرجاع وجبات الطعام وإغلاق الأقسام.

ونعت الحركة الأسيرة في بيان صحفي يوم الخميس، الشهيد العمور من مدينة دير البلح، الذي ارتقى فجر اليوم في سجون الاحتلال، نتيجة لسياسة الإهمال الطبي المتعمد.

وقالت الحركة الأسيرة في بيانها إن الشهيد العمور مكث أكثر من 14 ساعة في “معبار” السبع أثناء نقله إلى المستشفى من سجن نفحة الصحراوي.

وأضافت أن ما جرى مع الشهيد سامي ما هو إلا عملية إعدام حقيقية، وتأكيد جديد على سياسة الإهمال الطبي، محملة الاحتلال كامل المسؤولية.

وطالبت الحركة الأسيرة جماهير شعبنا ومؤسساته بالوقوف أمام هذه الجريمة النكراء بمسؤولية عالية، ومحاسبة المحتل على جرائمه بكافة المحافل.

ونددت فصائل ومؤسسات فلسطينية، بـ”سياسة الإهمال الطبي” التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين، والتي أدت إلى استشهاد العشرات منهم، آخرهم الأسير سامي العمور.

وحذرت من استمرار صمت المجتمع الدولي وأحرار العالم عن هذه الجريمة التي تعرض لها العمور، مشيرة إلى أن هذا الصمت يشجع الاحتلال على مواصلة جرائمه ضد الأسرى.

واستشهد الأسير العمور، في مستشفى “سوروكا” الإسرائيلي، إسرائيل، بعد تعرضه للإهمال الطبي المتعمد على مدار سنوات اعتقاله الـ13.

ونعت حركة “فتح” الشهيد العمور، محملة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاده.

وطالبت “فتح” المجتمع الدولي، والمنظمات الحقوقية والدولية، بتحمل مسؤولياتهم لحماية الأسرى الفلسطينيين، “جراء ما يتعرضون له داخل الزنازين من إهمال طبي متعمد، ومعاملة لا إنسانية تخالف قواعد القانون الدولي الإنساني”.

من جهتها؛ قالت حركة “حماس”، إن استشهاد العمور نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، جريمة بحق الإنسانية وانتهاك لكل القيم والقوانين الدولية.

وأضافت الحركة على لسان الناطق باسمها حازم قاسم، أن ارتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة داخل السجون إلى 227 شهيدا، يعكس حجم انتهاكات الاحتلال بحق الأسرى بشكل عام والأسرى المرضى بشكل خاص.

وشدد قاسم على أن هذه الجرائم بحق “الأسرى الأبطال” لن تكسر إرادتهم، و”سنواصل جهادنا من أجل كسر القيد عنهم وإطلاق سراحهم، فالأسرى هم عناوين الحركة الوطنية الفلسطينية”.

ودعا بيان لحركة المقاومة الشعبية في فلسطين، إلى وقفة وطنية جادة ومسؤولة لردع الاحتلال ووقف جرائمه بحق الحركة الأسيرة، خصوصاً الأسرى المرضى.

وأكد البيان أن “الجرائم المستمرة بحق أسرانا لن تكسر عزيمتهم ولن تنال من إرادتهم، وسنستمر في مسيرة الجهاد والمقاومة والنضال والقتال حتى تحرير كافة أسرانا من سجون الاحتلال”.

من جانبها؛ قالت حركة الجهاد الإسلامي إن استشهاد العمور نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، “يؤكد نوايا الاحتلال في إعدام أسرانا، خاصة في ظل تعرض عدد كبير منهم لمعاملة قاسية، وفرض إجراءات عقابية شديدة بحقهم”.

وأضافت الحركة في بيان، إن “خطر ارتقاء أسرى آخرين لم يزل قائما، في ظل استمرار الإضراب عن الطعام الذي يخوضه عدد من المعتقلين الإداريين لانتزاع حقوقهم، وعدم استجابة إدارة مصلحة السجون لمطالبهم المشروعة”.

بدورها؛ رأت حركة الأحرار أن الشهيد العمور “ليس الأول ولن يكون الأخير، فسجل الاحتلال مليء بالجرائم نتيجة سياسة القتل الإسرائيلية الممنهجة المتمثلة بالإهمال الطبي، في ظل صمت العالم والمؤسسات الحقوقية والانسانية على جرائمه وانتهاكاته ضد الأسرى وخاصة المرضي منهم”.

ولفتت الحركة في بيان، أن “هذه الجريمة يجب أن تحرك كل صاحب ضمير حي في العالم، ليرى ويسمع ما يتعرض له أسرانا، خاصة المرضى، من تنكيل وإهمال وعذابات على يد ما تسمى مصلحة السجون، وبإشراف وأوامر من الحكومة الصهيونية”.

من جهته، طالب مركز حماية لحقوق الإنسان، الأمم المتحدة، بتشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على الظروف التي أدت لاستشهاد الأسير سامي العمور أثناء الاعتقال.

وحثّ بيان للمركز المجتمع الدولي على الضغط على سلطات الاحتلال، وإلزامها باحترام واجباتها بموجب القانون الدولي، سيما اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة، وبمعاملة المعتقلين معاملة إنسانية تنسجم مع معايير الأمم المتحدة الدنيا لمعاملة السجناء الصادرة في العام 1955، والمعايير الدولية الأخرى ذات العلاقة.

بدوره، دعا مدير مركز الأسرى للدراسات، رأفت حمدونة، للاطلاع على أحوال الأسرى الفلسطينيين المرضى في سجون الاحتلال الاسرائيلي، ولإنقاذ حياة الذين يعانون من أمراض مزمنة والمصابون بالسرطان وأمراض القلب والفشل الكلوي والربو وغيرها.

وحذر حمدونة من استشهاد المزيد من الأسرى المرضى في السجون، “اذ لم يكن هنالك حالة مساندة جدية لإنقاذ حياتهم، وطالب بالمزيد من الجهد على كل المستويات اعلامياً وسياسياً وشعبياً وحقوقياً، وتحويل قضية الأسرى إلى أولى أولويات الشعب الفلسطيني لتتصدر الأولويات الأخرى”.

وطالب بيان لهيئة شؤون الأسرى والمحررين بتدخل منظمات حقوقية بالضغط على الاحتلال للالتزام بالنصوص القانونية وفق المعيار الدولي والإنساني، وإجراء فحوصات طبيه دورية ومنتظمة لدى كافه الأسرى، كأسلوب ضروري لمجابهه سياسه الإهمال الطبي المتعمد حيال أسرانا.

من جانبها، قالت جمعية واعد للأسرى والمحررين، إن استشهاد الأسير العمور “يؤكد الضرورة الملحة في إيفاد لجان تحقيق دولية وأخرى طبية، للوقوف على حالة الأسرى المرضى داخل سجون الاحتلال”.

وكان العمور يعاني من مشكلة خلقية في القلب، تفاقمت جراء سياسة الإهمال الطبي والمماطلة في متابعة وضعه الصحي، إضافة إلى ظروف الاعتقال القاسية التي تعرض لها على مدار سنوات اعتقاله.

وسامي العمور من مدينة دير البلح في قطاع غزة، ومعتقل منذ عام 2008، ومحكوم بالسجن 19 عاما، وطوال هذه السنوات حرمه الاحتلال من زيارة العائلة، حيث تمكنت والدته من زيارته لمرات محدودة في بداية اعتقاله فقط، وفق نادي الأسير الفلسطيني.

وادانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، جريمة إعدام الأسير سامي العمور من قطاع غزة، جراء سياسة الاهمال الطبي المتعمد.
وقالت الجبهة، “ونحن ننعى الأسير العمور إلى جماهير شعبنا الفلسطيني والحركة الوطنية الأسيرة، نحمل دولة الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير سامي العمور بسبب سياسة الاهمال الطبي المتعمد” .

ودعت الجبهة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى تحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية تجاه الأسرى في سجون الاحتلال والإطلاع على معاناتهم ومشاكلهم وظروف وأماكن اعتقالهم. لافتة إلى أنه باستشهاد الأسير سامي العمور يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيره إلى 227 شهيدا  داخل سجون الاحتلال والمئات بعد الإفراج عنهم جراء سياسة الإهمال الطبي والقتل البطئ المتعمد.

 ونعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – لجنة الأسرى، الأسير سامي العمور، وأضافت في بيان لها أنها “وهي تنعي أحد الأسرى الأبطال الذي قضى شهيداً على مذبح الحرية والعودة، فإنها تؤكد على ضرورة تضافر الجهود الوطنية والشعبية من أجل صوغ استراتيجية وطنية ميدانية عاجلة تتصدى للهجمة الصهيونية المتواصلة على الحركة الأسيرة وفي المقدمة منها سياسة الإهمال الطبي، وقادرة على إنهاء معاناتهم جراء سياسة التنكيل والتعذيب الممارس بحقهم، وصولاً لتحريرهم”.

وأشادت الجبهة الشعبية بأسيرها جميل يوسف “عنكوش” لتصديه “البطولي للاحتلال الصهيوني بعد تأخرهم المتعمد في علاج الأسير الشهيد العمور بعد تدهور صحته والتي أدت إلى استشهاده”، مؤكدة أن “رفيقها المناضل العنكوش تعرض على إثر ذلك لقمع وتنكيل شديد نقل على اثرها للمستشفى.”

وقالت إن “هذا النموذج النضالي الصلب المتمثل في الشهيد العمور، والأسير الرفيق العنكوش هو النموذج المقاوم المشرف لشعبنا، والذي يجب أن نتلمس منه الطريق، ونقاوم بكل الأشكال من أجل الوصول لأهدافنا الوطنية، وغايات شعبنا في الحرية والانعتاق.”

وختمت الجبهة بيانها مؤكدة على “أن الوفاء للشهيد الأسير العمور ولجميع الشهداء والأسرى، بالسير على دربهم ومواصلة مسيرة نضالهم حتى تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة، وإقامة دولة فلسطين على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس.”

‎ونعى حزب الشعب الفلسطيني الأسير الشهيد سامي العمور ‎وقال ا في بيان صحفي “إن الشهيد العمور والمحكوم تسعة عشر عاماَ قضى منها خمسة عشر عاماَ في سجون الاحتلال، استشهد صباح اليوم في مستشفى “سوروكا الإسرائيلي” بعد التدهور الخطير الذي جرى على صحته.”

وأضاف الحزب في بيانه، يقول: إن ما يسمى بـ”مصلحة السجون الإسرائيلية” تعمدت عدم تقديم العلاج اللازم له منذ بداية أزمته الصحية ونقلته إلى المستشفى بعد التدهور الخطير لحالته الصحية، مؤكداَ ان تعمد الاهمال الطبي يعد جريمة حرب بامتياز يعاقب عليها القانون الدولي. “

وفيما طالب بضرورة ملاحقة قادة الاحتلال وتقديمهم إلى محاكم الجنايات الدولية، أكد الحزب في بيانه أن سياسة الإهمال الطبي المتعمد والتي تمارسها إدارة سجون الاحتلال بقرار من الحكومة الإسرائيلية، قد أودت في السنوات الاخيرة بحياة ٧٢ أسيراً، الأمر الذي يستدعي التدخل الفوري من منظمات حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية للإشراف على صحة الأسرى في سجون الاحتلال، والطلب بمحاكمة الأطباء الإسرائيليون الذين يتعمدون عدم تقديم العلاج اللازم لهم.

وحمل الحزب حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد العمور، مطالبا الأمم المتحدة وأمينها العام بتشكيل لجنة تحقيق دولية فيما يتعرض له المعتقلين الفلسطينيين ومحاسبة المسؤولين عن استشهاد العمور والعشرات الأسرى.

وحيا الحزب في بيانه “صمود أسيراتنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال، وعاهدهم على الاستمرار في النضال من أجل حريتهم.”