تقرير: عودة نتنياهو تثير قلق الأوكرانيين

كشفت القناة 14 العبرية، مساء الأحد، عن تخوف أوكراني من علاقة زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبحسب القناة: قبل انتخابات الكنيست، نقلت إسرائيل، أنظمة إنذار ذكية ضد التهديدات الجوية، بعد وعود وزير الجيش بيني غانتس.

وأضافت :” أثناء ذلك قال السفير الأوكراني لدى إسرائيل في محادثات مغلقة “أنهم خائفون” من علاقة بوتين ونتنياهو.

ولفت السفير الأوكراني إلى أن السياسي الأكثر اشكالية بالنسبة لكييف هو وزير المالية الإسرائيلي المنتهية ولايته أفيغدو ليرمان.

يذكر أن كييف اتهمت ليبرمان بأنه عميل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين داخل الحكومة الإسرائيلية.

واتهمته أيضا بتخريب اتصالات حثيثة كانت تجرى بين كييف وتل أبيب لتوريد معدات عسكرية إسرائيلية لأوكرانيا.

وكانت صحيفة “فزغلياد” الروسية نشرت  تقريرا، أول أمس تحدثت فيه عن الصداقة التي تجمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت الصحيفة، في تقريرلها: إنه في أثناء وجود نتنياهو في صفوف المعارضة، شهدت العلاقات بين موسكو وتل أبيب نوعا من التغيير الذي ساهم فيه توطد العلاقات الروسية الإيرانية وتفاقم الأزمة الروسية الأوكرانية.

وذكرت الصحيفة أن معظم المراقبين واثقون من فوز نتنياهو (البالغ من العمر 73 عاما) بمنصب رئيس حكومة الاحتلال للمرة الثالثة على التوالي.

من جانبه، يعتقد مدير المجلس الروسي للشؤون الدولية آندريه كورتونوف، أن نتنياهو تجمعه علاقة شخصية متينة مع فلاديمير بوتين، مشيرا في الوقت ذاته إلى حقيقة أن الحكومة الإسرائيلية حكومة ائتلافية، مما سيجبر رئيس الوزراء المستقبلي على تقديم تنازلات.

وتابع كورتونوف؛ “إن العلاقة بين نتنياهو وبوتين هي العامل الذي سيميز الحكومة الجديدة بشكل مباشر عن سابقاتها، لكن في ظل استمرار وجود الأعباء الموضوعية، ستكون خطوات نتنياهو تحت المجهر، ما يحرمه من القيام بأي مناورة”.

وخلال وجود نتنياهو في صفوف المعارضة تغير تحالف القوى في المنطقة، الذي تجلى في توسع التعاون الروسي الإيراني وتزايد النفوذ الإيراني داخل كل من سوريا ولبنان.

ورأى كورتونوف أنه “من غير المرجح قطع الاتصالات بين بوتين ونتنياهو، لكن كيف يمكن للأخير التوفيق بين وجهات النظر المختلفة، لا سيما في ظل اتخاذ المجتمع الإسرائيلي موقفا مؤيدا لأوكرانيا جنبا إلى جنب مع ضغط الشركاء الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة على الجانب الإسرائيلي بشأن أوكرانيا؟

وفي ظل الوضع الراهن، قد يحاول نتنياهو أداء دور الوسيط لينجح فيما فشل فيه آخرون. ومن أجل ذلك، قد ينأى بنفسه عن الصراع الأوكراني. وفي جميع الحالات، سيحاول الحصول على عروض من موسكو فيما يتعلق بإيران”.

ويشير كورتونوف إلى خوف إسرائيل من تنامي نفوذ الجهات الموالية لإيران على غرار حزب الله في لبنان، وتغذي الأنواع الجديدة من الأسلحة الإيرانية هذا الخوف، بما في ذلك الطائرات دون طيار الشهيرة. وحسب كورتونوف: “سيحاول نتنياهو إقناع موسكو بالتأثير على طهران؛ من أجل كبح جماحها والتوقف عن توريد مثل هذه الأسلحة إلى الدول المتاخمة للحدود الإسرائيلية”.
 

وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية الروسية تتوقع استمرار مسار التعاون مع إسرائيل في ظل الحكومة الجديدة أيا كان الفائز، غير مستبعدة تعديل الجانب الإسرائيلي موقفه من الأزمة الأوكرانية. علاوة على ذلك، يشير الخبراء السياسيون إلى تعزيز موقف اليمين المتطرف في الانتخابات.

ونقلت الصحيفة عن الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب سيمون تسيبيس قوله؛ إن “انتصار نتنياهو فاجأ البعض، غير أن تراجع التيار اليساري مقابل تقدم التيار اليميني، أمر يبعث على الدهشة أيضا”.

وأضاف تسيبيس: “سوف تشمل التغييرات السياسة الداخلية. في المستقبل القريب، ستنفذ عمليات توسع في المستوطنات في الضفة الغربية لنهر الأردن، ناهيك عن محاولات للسيطرة على قطاع غزة، فضلا عن الضغط على الفلسطينيين. وفي حال تمكن نتنياهو من تكوين ائتلاف، من المتوقع خوض صراع عسكري جديد مع حماس في غضون أربع سنوات”.

في نهاية التقرير، يشير تسيبيس إلى إمكانية تعزيز العلاقات الروسية الإسرائيلية بشكل كبير، قائلا إنه “سيتم استبعاد مسألة إمداد أوكرانيا بالأسلحة. ونتيجة للعلاقات المتوترة مع إيران، يحرص نتنياهو على التعاون بشكل وثيق مع بوتين؛ بسبب ممارسته نفوذا على كل من إيران وحكومة الأسد وحزب الله في سوريا ولبنان”.