تصفيات أوروبا 2024: التراجع المتواصل للكرة اليونانية منذ 2004

Greece's Uruguayan headcoach Gus Poyet (up, 3rdR) addresses his players during a training session at the Stade de France in Saint-Denis, north of Paris on June 18, 2023, on the eve of the UEFA Euro 2024 football tournament qualifying match against France. (Photo by FRANCK FIFE / AFP)

بعد عقدين من تتويجه المفاجئ في كأس أوروبا 2004، يبدو منتخب اليونان لكرة القدم في حالة ضياع متأثراً بسياسة رياضية مأزومة وصراع على السلطة، قبل مواجهة فرنسا وصيفة بطلة العالم الإثنين في سان دوني ضمن تصفيات كأس أوروبا 2024.


بعد تحقيق فوزين على جبل طارق (3-0) وإيرلندا (2-1)، هل بدأ المنتخب الأزرق والأبيض يخرج من نفقه المظلم؟
لا يزال الطريق طويلاً للمصنّف 52 عالمياً وصاحب تعديلات مستمرة على منصب المدرّب… أصبح الأوروغوياني غوستافو بوييت المدرب السابع في أقل من عشر سنوات.

يعكس الانحدار البطيء للمنتخب المكنى “إثنيكي” (الوطني) صورة كرة القدم اليونانية المتأثرة بالأزمات السياسية الرياضية.
يؤكّد بطل أوروبا السابق كوستاس كاتسورانيس “على صعيد المواهب، لا نحسد الإيطاليين كثيراً، الصرب أو الكروات. لكن لا يوجد تعاون بين مختلف صناع اللعبة”.

تابع لاعب الوسط الدفاعي السابق الذي حمل ألوان بنفيكا البرتغالي “إذا حصلنا على الإمكانات، بمقدورنا الوصول إلى مستوى أرفع. هذا ما أثبتناه بالفوز في كأس أوروبا 2004، لكن لم يستخدم أحدهم هذا النجاح”.

بعد 2004، نجح جيل ذهبي بقيادة يوريوس كاراغونيس في بلوغ ربع نهائي كأس أوروبا 2012، ثم ثمن نهائي مونديال 2014، لكن لم يحمل أحد الشعلة بعد انتهاء مسيرة أبطال 2004، فغابت اليونان عن البطولات الكبرى منذ 2014.

يبدو كوستاس تسيميكاس، الظهير الأيسر البديل مع ليفربول الإنكليزي، وأوذيسياس فلاخوذيموس حارس بنفيكا، نقطتي الارتكاز في التشكيلة.

غياب سياسة رياضية وطنية، فقدان الثقة باللاعبين الشبان المحليين في الدوري، الأزمة الاقتصادية والمصالح الشخصية تبدو عوائق حقيقية أمام نهضة الكرة اليونانية.

يضيف كاراغونيس غاضباً “من الصعب البناء، التدمير أسهل”.

يُعدّد لاعب الوسط السابق صاحب الرقم القياسي في عدد المباريات الدولية (139) “نقص الاستثمار والبنى التحتية، جيل أقل قدرة على تقديم التضحيات وتصرّفات مسؤولي الأندية”، لشرح أسباب تدهور الكرة اليونانية.

تتجذّر الخلافات حول المنتخب بواقع يوناني غارق في العنف والفساد، حيث تتقدّم الصراعات على السلطة على كل اعتبار أخلاقي ورياضي.

على جميع الأصعدة، تغرق كرة القدم في البلاد في الأعمال التجارية والنزاعات، ولا يتردّد رؤساء الأندية في استخدام كل نفوذهم للتأثير على المباريات.

في آذار/مارس 2018، دخل الرجل القوي في باوك إيفان سافيديس أرض الملعب وسلاحه على جنبه لتهديد حكم. في نيسان/أبريل 2023، جاء الدور على رئيس أولمبياكوس إيفانغيلوس ماريناكيس لاقتحام الملعب من أجل مهاجمة الحكام.

بالاضافة إلى ذلك، فإن رئيس الرابطة دخل في صراع مفتوح مع الاتحاد المحلي “حيث تسود الدولة العميقة والجريمة المنظّمة” على حد تعبيره.

يشرح يوريوس أنتونوبولوس أستاذ علم الجريمة في جامعة نورثومبريا في نيوكاسل وعضو المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظّمة العابرة للحدود “الرهانات المالية المرتبطة بلقب البطل مرتفعة ولا يمكن تركها فقط للعب (في أرض الملعب)”.

لم تحقق تسمية حكام أجانب لمباريات الديربي أو منع جماهير الفرق الزائرة النتائج المرجوة.

تُرجمت هذه البيئة السامة بسقوط حرّ للمستوى الفني، وتراجع للاهتمام باللعبة. وفيما كانت ثلاثة أندية يونانية قادرة على خوض دوري أبطال أوروبا مطلع الألفية الثالثة، يتعيّن راهناً على البطل خوض ثلاثة أدوار تمهيدية لبلوغ دور المجموعات.

ونتيجة الوضع السيئ، استقال قائد منتخب 2004 ثيودورس زاغوراكيس في أيلول/سبتمبر 2021 من منصبه كرئيس للاتحاد المحلي، بعد أقل من ستة أشهر على تعيينه.

مهدّدة دوماً بالاقصاء من المسابقات الأوروبية من قِبل الاتحاد القاري للعبة، تتمسّك كرة القدم اليونانية بخيط رفيع. يبحث “إثنيكي” عن ضوء لاخراج كرة البلاد من النفق المظلم.