رصدت وسائل إعلام عبرية، أبرز ردود الأفعال الإسرائيلية على “لقاء العقبة الأمني”، والذي انطلق يوم الأحد، وجمع بين وفد من الرئاسة الفلسطينية، ومسؤولين من الحكومة الإسرائيلية، بإشراف من أميركا ومصر وتنسيق أردني.
وتزامن انعقاد اللقاء، مع عملية إطلاق نار على حاجز حوارة بنابلس أدت لمقتل مستوطنين إثنين، الأمر الذي أثار ردودر أفعال غاضبة في الوسط السياسي الإسرائيلي والذي تمثل في توجيه بعضهم دعوة للوفد الإسرائيلي بمغادرة لقاء العقبة فورا.
القناة الـ12 العبرية، نقلت عن مسؤول إسرائيلي بأنه “تم الاتفاق بين المشاركين في لقاء العقبة على إنشاء لجنة أمنية مشتركة لدراسة تجديد التنسيق الأمني، ومدى استعداد السلطة وقدرتها على تحمل مسؤولية مكافحة المسلحين في مناطقها”.
من جهة أخرى، كشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء يوم الأحد، ما تم التوصل إليه في “قمة العقبة” بالأردن.
وبحسب بيان صدر عن مكتب نتنياهو عنون تحت تصريح لمسؤول سياسي بارز شارك في القمة، أنه “تم الاتفاق على تشكيل لجنة أمنية مشتركة مع السلطة الفلسطينية لبحث تجديد التنسيق الأمني واستعداد الفلسطينيين وقدرتهم على تحمل المسؤولية عن مكافحة “الإرهاب” في أراضي السلطة. “وفق تعبيره.
وأضاف البيان: يعقد الطرفان اجتماعًا آخر قبل شهر رمضان برعاية مصرية لبحث التقدم في المحور الأمني
كما تقرر تشكيل لجنة مدنية مشتركة تعمل على تعزيز تدابير بناء الثقة الاقتصادية.
تم التأكيد أنه لن يكون هناك تغيير في قرار شرعنة 9 بؤر استيطانية وتحويلها لمستوطنات وبناء 9500 وحدة استيطانية في الضفة، كما أنه لا يتوقع اتخاذ قرارات أخرى بشأن أي مشاريع استيطانية في الأشهر المقبلة.
أبرز ردود الأفعال الإسرائيلية على لقاء العقبة:
وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير قال في تغريدة له عبر “تويتر” : “ما كان في الأردن (لو كان) سيبقى في الأردن”.
في حين علق وزير المالية الإسرائيلي بيتسائيل سموريتش قائلاً: “ليس لدي أي فكرة عما تحدثوا عنه أو لم يتحدثوا عنه في الأردن، سمعت عن هذا المؤتمر غير الضروري من وسائل الإعلام مثلكم تمامًا، لكنني أعرف شيئًا واحدًا: لن يكون هناك تجميد للبناء والتطوير في المستوطنة ، ولا حتى ليوم واحد لأن هذا الملف من اختصاصي”.
وأضاف سموتريتش: “الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل لمواجهة الإرهاب في كل أراضي الضفة الغربية دون أي قيود ، وسنؤكد ذلك في مجلس الوزراء. بسيط جدا”.
من جهته، علق رئيس معكسر المعارضة وحزب يش عتيد يائير لابيد قائلا: “لا يجوز لإسرائيل أن ترسل ممثلًا رسميًا رفيعا عنها لقمة أمريكية يتم فيها التوصل لاتفاقيات، ثم يغرد وزراء كبار في الكابينت ضدها – هذه ليست حكومة، هذه فوضى خطيرة”.
أما وزير الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس، فقد غرد معلقا على تصريحات سموتريتش: “إما أنها حكومة فوضى تامة، أو أن سموتريش ليس له سلطة فيها”.
وكشف وزير العدل السابق عضو الكنيست عن حزب معسكر الدولة جدعون ساعر : “في عهد الحكومة السابقة، كانت هناك عدة طلبات – من الأمريكيين ومصر والأردن لعقد مؤتمر خماسي من النوع الذي عقد اليوم في العقبة، تم رفضهم. على وجه التحديد لأنه كان من الواضح أن هذه كانت المطالب التي سيتم طرحها هناك: تجميد المستوطنات ووقف أنشطتنا الأمنية وستقف إسرائيل هناك ضد الأربعة معًا، حتى جاءت الحكومة اليمينية على قدم وساق “.
ورد رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي على الانتقادات التي تلقاها الوزراء والائتلاف: “خلافا للتقارير والتغريدات حول الاجتماع في الأردن ، لا تغيير في سياسة إسرائيل.
وأضاف هنبغي وفقا لموقع i24NEWS الإسرائيلي “في الأشهر المقبلة ، ستنظم دولة إسرائيل 9 بؤر استيطانية وتوافق على 9500 وحدة سكنية جديدة في يوش. لا يوجد تجميد أو تغيير في الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف ، ولا توجد قيود على نشاط الجيش الإسرائيلي “.
وأعلن عضو الكنيست عوديد بورير عن حزب “يسرائيل بيتنا” أنه “في اليوم الذي نحزن فيه على مقتل اثنين من مواطنينا في هجوم إرهابي ، توصلت الحكومة” اليمينية “لنتنياهو وبن جابر إلى اتفاقات بشأن وقف البناء في إسرائيل”. “لا أمن ولا حكم. لقد صوتت بشكل صحيح ، لقد تركت “.
عضو الكنيست عن حزب الليكود داني دانون علق على بيان لقاء العقبة، في تغريدة على حسابه على تويتر أنه “إذا كان هذا المنشور صحيحًا – وفي يوم الهجوم الإجرامي ، تمنح الحكومة الإسرائيلية جائزة للإرهاب وتتفق مع الفلسطينيين. السلطة على تجميد البناء والاضرار بالمستوطنات – هذا عار وعار “.
أما يتسحاق فاسرلاف من حزب القوة اليهودية فقد على الأمر ، حسب ما أوردت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية قائلا أنه “إذا عقد شخص ما مؤتمرا في الأردن دون إشراك الحكومة ، فلا يجب أن يتوقعوا دعم الحكومة لاستنتاجاته”.
أبرز ردود الأفعال الإسرائيلية على عملية حوراة:
وفور الإعلان عن عملية اطلاق النار التي وقعت على حاجز حوارة في نابلس ومقتل مستوطنين اثنين توالت ردود الأفعال الإسرائيلية:
وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستخدام الدبابات والمروحيات لتحقيق ما وصفه بالهدوء.
وقال سموتريتش، في تغريدة له عبر تويتر، “الهدوء لن يتحقق إلا عندما يضرب الجيش الإسرائيلي مدن الإرهاب ومرتكبيه بلا رحمة بالدبابات والمروحيات، وأدعو رئيس الوزراء نتنياهو إلى إعادة الوفد الاسرائيلي من العقبة فورا (..) سوف أطالب بعقد اجتماع فوري للكابنيت لاتخاذ قرارات صارمة وسريعة”.
أما وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت قال: “أجريت قبل قليل تقييما للوضع وأوعزت للقوات الأمنية بزيادة أنشطتها في الضفة الغربية بشكل عام، وفي نابلس على وجه الخصوص – سوف نصل إلى القتلة ونصفي معهم الحساب”.
وزير العدل السابق عضو الكنيست عن حزب معسكر الدولة جدعون ساعر قال في تغريدة على تويتر تعليقا على عملية حوارة: ” لقد قتل 13 يهودي قتلوا في أقل من شهر، يجب أن تعود الحكومة الإسرائيلية إلى رشدها”.
من جانبه، وزير المالية الإسرائيلي السابق، أفيغدور ليبرمان في تغريدة له عبر تويتر: “الهجوم الخطير في الضفة نتيجة التحريض الواضح من (أبو مازن) نفسه الذي التقى مبعوثوه الأحد، مع مستشار الأمن القومي لنتنياهو .. نتنياهو الذي لا يتعلم من أخطاء الماضي ويسمح بتقوية أعدائنا ومن يدفع الثمن هم الإسرائيليون”.
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، “لقد أصدرنا الآن قانون عقوبة الإعدام في هذا اليوم الصعب الذي قُتل فيه يهوديان في هجوم مروّع ، ليس هناك ما هو أكثر رمزية من إصدار قانون عقوبة الإعدام لمنفذي العمليات ، وسنقاتل بكل الوسائل المتاحة لنا”.
بدوره، قال رئيس حزب “شاس” الحاخام أرييه درعي: “كل دمائنا تغلي بعد مقتل هليل ويغال يانيف ، لكن رغم ذلك يجب ألا نأخذ القانون بأيدينا. الحرائق في حوارة يمكن أن تشعل النار وتسبب القتل والدمار. الجيش الإسرائيلي والشاباك وقوات الأمن يعملون بحزم منذ بداية العام. دعوا الجيش الإسرائيلي يتصرف لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي سننتصر بها”.
من جهته، أكد وزير الكابنيت يسرائيل كاتس، أن العملية وقعت خلال انعقاد قمة العقبة، قائلا: “هذا هجوم إرهابي حقير”.
في ذات السياق، قال رئيس مجلس مستوطنة “بيت إيل” الذي كان يمر من المكان وشاهد العملية: “لقد وقع إطلاق النار خلفي تمامًا .. بدا الأمر مروعًا .. كان إطلاق النار من مسافة قريبة جدًا .. من المستحيل أن تقع مثل هذه الهجمات بسهولة وبإطلاق النار بحرية وفي وضح النهار .. هذا تهديد حقيقي للسكان (المستوطنين)” وفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية.
كما علقت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك: “عملية حوارة تتطلب عودة فورية للوفد الإسرائيلي من قمة العقبة، لا مكان في القمة لمن يدفع رواتب لقتلة اليهود، بعد ثلاثين عاما من اتفاقية أوسلو المؤسفة، يجب أن نفهم أن السلطة الفلسطينية هي المشكلة وليست الحل، سنجري الاستعدادات لرمضان بأنفسنا دون مساعدة أحد”.
رد المستوطنين على عملية حوارة:
شن مستوطنون إرهابيون بحماية جنود الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم الأحد، هجوما واسعا على بلدة حوارة والقرى المجاورة لها، جنوب نابلس، في تكامل للأدوار بينهم.
وتسهيلا على المستوطنين لتنفيذ اعتداءاتهم الإرهابية، أغلقت قوات الاحتلال الحواجز المحيطة بمدينة نابلس ومنعت المواطنين من المرور عبرها في كلا الاتجاهين، واحتجزتهم، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوبهم، كما أغلقت مدخل بلدة بيتا الرئيسي بالمكعبات الاسمنتية، موفرة بذلك الحماية التامة للمستوطنين.
وأسفر هجوم المستوطنين الإرهابي، عن استشهاد مواطن وإصابة أكثر من 100 آخرين، أحدهم بجروح خطيرة، وإحراق 100 سيارة، و35 منزل بشكل كامل، و40 منزل بشكل جزئي إضافة لعدة منشآت، وترويع المواطنين، خاصة الأطفال.
وأفادت وزارة الصحة، باستشهاد الشاب سامح حمد الله محمود أقطش (37 عاما) جراء إصابته بالرصاص الحي في البطن، خلال اعتداء المستوطنين وقوات الاحتلال على قرية زعترة، جنوب نابلس.
فيما ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طواقمها تعاملت مع 100 إصابة جراء اعتداءات للمستوطنين وجيش الاحتلال، في بلدة حوارة، مشيرة إلى أن من بين المصابين مواطنا أصيب بجروح خطيرة برأسه جراء اعتداء المستوطنين عليه بالحجارة في حوارة، وآخر أصيب بعد الاعتداء عليه بالسكاكين من قبل المستوطنين أيضا، وثالث أصيب بعد ضربه بقضيب معدني، وحالة إغماء لمريض سكري، و97 حالة اختناق بالغاز.
وأضافت الجمعية أن قوات الاحتلال منعت طواقمها من الدخول إلى حوارة والوصول إلى المصابين، واعتدت على 3 مركبات إسعاف، واحدة منها تابعة لها.
وحاصرت قوات الاحتلال طوارئ ابن سينا في بلدة حوارة، ومنعت مركبات الإسعاف من الخروج منه.
وأصيب ضابطان من طاقم دفاع مدني بورين، جراء مهاجمة المستوطنين مركبة الدفاع المدني قرب دوار سلمان الفارسي في البلدة
تعليق حكومة الاحتلال على إرهاب المستوطنين:
أعلن مسؤول سياسي كبير في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، تعليقا على أحداث حوارة وما قام به المستوطنون من اشعال حرائق، بالقول، ” نحن في تسلسل صعب للأحداث بعد الهجوم والرد القاسي في حوارة، وجميع الإجراءات يتم اتخاذها لتهدئة الوضع بكل الوسائل. حسب ما جاء في يديعوت أحرنوت العبرية.
وأضاف، أصدر رئيس الوزراء (نتنياهو) “تعليمات بزيادة قوات الجيش قدر الإمكان في الميدان وحماية جميع السكان”.
وختم تصريحه قائلا، “قد يؤدي هذا الحدث إلى تصعيد حاد ويتحول إلى تسونامي يشعل النار في المنطقة بأكملها، فالساعات القليلة القادمة حاسمة لمحاولة تهدئة المنطقة “
تفاصيل عملية حوارة:
أعلنت وسائل إعلام عبرية، مقتل مستوطنين اثنين، بعد ظهر يوم الأحد، جرّاء عملية إطلاق نار وقعت شمال عينبوس في حوارة، جنوب مدينة نابلس.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، أن مركبة فلسطينية عبرت حاجز حوارة أطلقت النار على سيارة للمستوطنين وفرت بسرعة من المكان.
وأضافت، يتظاهر العشرات من المستوطنين الآن على شارع 60 بالقرب من الخليل، في أعقاب عملية حوارة.
وتابعت، أن القتيلان في عملية حوارة هما شقيقان من مستوطنة “هار براخا”.