تشلسي الجريح يعيّن بوكيتينو للنهوض من كبوته

بعد عام من وصول ملاّكه الأميركيين الجدد، لجأ تشلسي الإنكليزي إلى المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، بحثاً عن نهضة سريعة من كبوته.


وافق بوكيتينو (51 عاماً) على عقد لعامين مع خيار التجديد لعام إضافي، ليعود إلى الدوري الإنكليزي لكرة القدم، بعد أربع سنوات من إقالته في الفريق اللندني الآخر توتنهام.

وقال مديرا النادي لورنس ستيوارت وبول وينستانلي في بيان على موقع النادي الإثنين “هو مدرّب يبحث عن الفوز، عمل على أعلى المستويات، في بطولات ولغات متنوّعة. روحه، مقاربته التكتيكية والتزامه بالتطوير جعلت منه مرشحاً استثنائياً”.

وفيما كانت أسماء مثل الألماني يوليان ناغلسمان والإسباني لويس إنريكي تتردّد في الأروقة، اختير بوكيتينو الخبير في الكرة الإنكليزية، بعد تدريب توتنهام خمسة مواسم ونصف قاده خلالها إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في 2019.

وعاش تشلسي موسماً كارثياً، ليحتل المركز الثاني عشر في الدوري بفارق 45 نقطة عن مانشستر سيتي البطل. كما ودّع من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني (0-2 و0-2).

استثمر رجل الأعمال الاميركي تود بويلي وصندوق استثمار كليرلايك أكثر من 600 مليون يورو (نحو 678 مليون دولار) في سوق الانتقالات خلال الصيف الماضي ومطلع العام الحالي، لكن هذه الاستثمارات التي شملت بشكل أساسي اللاعبين الشباب والواعدين، لم تؤت ثمارها.

كما قرّر بويلي إقالة الالماني توماس توخل بعد 7 مباريات فقط، عندما كان النادي يحتل المركز السادس، وعيّن غراهام بوتر من برايتون، وهو مدرب اعتبر أيضًا واعدًا ولكن بدون خبرة في نادٍ بمكانة تشلسي. عُيّن بوتر في مشروع طويل الأجل، لكنه أقيل في أوائل نيسان/أبريل فأتى أسطورة النادي فرانك لامبارد للمرة الثانية.

وسيكون بوكيتينو سادس مدرب دائم لتشلسي خلال خمس سنوات. لم يشرف على أي فريق منذ رحيله عن باريس سان جرمان الفرنسي في الصيف الماضي.

حقق مع توتنهام، الغريم اللندني لتشلسي، نتائج جيدة في الفترة التي قضاها مع سبيرز. إذ أنهى توتنهام في المراكز الاربعة الاولى أربع مرات من أصل خمسة مواسم مع الارجنتيني، مقابل مرتين فقط في 24 موسمًا قبل وصوله.

على الرغم من فشله في إنهاء جفاف توتنهام عن الألقاب منذ عام 2008، إلا أن بوكيتينو حظي دائمًا بإعجاب لاعبيه. تحسّر القائد والهداف هاري كاين أخيراً على التغيير في ثقافة النادي منذ رحيل الأرجنتيني.

قاد بوكيتينو سان جرمان للفوز بلقب الدوري في موسمه الثاني، ومع الفريق المملوك قطرياً أحرز لقبه الأول كمدرّب، لكنه رحل بعد فشله في إحداث تأثير في دوري أبطال أوروبا، فيما لاقى صعوبة بضبط غرف ملابس غنية باللاعبين النجوم من أصحاب الكبرياء العالي.
تنتظره ورشة كبيرة على صعيد إدارة وتشكيل الفريق، مع وجوه مثل الفرنسي مالو غوستو أو مواطنه كريستوفر نكونكو والبرازيلي أندري سانتوس.

كما يملك عدّة لاعبين واعدين راغبين بالاستماع من لاعب دولي سابق، على غرار الفرنسيين ويسلي فوفانا وبنوا بادياشيل، الأرجنتيني إنسو فرنانديس، الأوكراني ميخايلو مودريك أو نوني مادويكي.

نجح مع توتنهام في مهمة تطوير اللاعبين الشبان، ولعب دوراً كبيراً في تظهير موهبة هاري كاين كأحد أفضل المهاجمين في العالم، فيما تراجع النادي لاحقاً مع المدربين البرتغالي جوزيه مورينيو والإيطالي أنتونيو كونتي.

قال عنه قائد منتخب إنكلترا عندما كان يشرف على فريق شمال لندن “لا يمكنني سوى الاشادة به. هو مدرّب رائع، انسان رائع”.

تابع “يمنحك رغبة التأدية بشكل جيّد من أجله، أن تعمل جاهداً من أجله، أن تفوز من أجله. هو شغوف للغاية. نلاحظ أحياناً أنه يريد التواجد في الملعب، أن يركل الكرات الأرضية والجري بجميع الاتجاهات”.

بنى بوكيتينو سمعته كلاعب مع فريقه المحبوب إسبانيول الكاتالوني، غريم برشلونة المحلي، لكنه تمتع بمزايا تضاف الى قساوته الدفاعية في أرض الملعب.

يقول باكو فلوريس الذي درّب إسبانيول خلال رحلته الناجحة في كأس اسبانيا 2000 عندما كان بوكيتينو في صفوفه “تمتع بوكيتينو بكاريزما كبيرة في غرف الملابس”.

أضاف في حديث لصحيفة “ذي غارديان” البريطانية في 2013 “لم يتقبل أبدا الخسارة، وكان يحظى باحترام كبير، مثل التسلسل الهرمي تقريباً عندما تخوض الخدمة العسكرية”.

أردف “كان قائداً، شخصيته قوية. حصلت شراكة قوية أيضا بين اللاعبين والجماهير وقد لاحظ مدى أهمية ذلك”.
أبرز بوكيتينو هذا الشغف عندما اشرف على توتنهام، خصوصاً بعد الفوز على أياكس امستردام الهولندي ليبلغ نهائي دوري الأبطال. احتضن لاعبيه باكياً وبدا متأثراً كثيراً.