حذر تحقيق صحافي نشرته قناة “12” الإسرائيلية، مساء أمس السبت، من خطورة تعاظم تأثير رجال الأعمال اليهود المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الواقع السياسي في إسرائيل، و”مصالحها الدولية”.
وأشار التحقيق إلى أن رجال الأعمال اليهود الروس المقربين من بوتين والذين يحملون الهوية وجواز السفر الإسرائيلي قد تمكنوا من مراكمة نفوذ كبير داخل الساحة السياسية والاجتماعية الإسرائيلية، عبر تبرعاتهم السخية لمنظمات اجتماعية وسياسية ولسياسيين إسرائيليين.
وذكر التحقيق أن رجال الأعمال المقربين من بوتين يحظون بهذا التأثير والاحترام داخل إسرائيل، رغم أنهم منبوذون في العالم وتصادر أموالهم وتمنع الدول دخولهم إلى أراضيها. ونقل عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن التأثير الكبير الذي يحظى به “الأوليغارش” الروس من مقربي بوتين يمثل خطراً على “مصالح الدولة”.
ولفت إلى أن الأوليغارش الروس تبرّعوا بمئات ملايين الدولارات لمنظمات اجتماعية وسياسية ولسياسيين إسرائيليين، مبرزاً أن نفوذ رجال الأعمال هؤلاء وصل إلى حد تمكنهم من تمرير قوانين داخل الكنيست.
وحسب التحقيق، فإن الأوليغارش الروس تمكنوا من مراكمة هذا النفوذ الكبير داخل إسرائيل دون أن يعيشوا فيها. وأوضح أن أهم مقابل حصل عليه المقربون من بوتين هو جواز السفر الإسرائيلي الذي يمكنهم من التجول بحرية في أرجاء العالم.
وأبرز التحقيق أن رجال الأعمال هؤلاء راكموا ثروات ضخمة عبر سيطرتهم على موارد طبيعية داخل روسيا، من خلال توظيف علاقاتهم ببوتين، وهو ما حولهم إلى مليارديرات “بين عشية وضحاها”.
ورأى معد التحقيق أن الأوليغارش الروس باتوا يمثلون مشكلة لإسرائيل بسبب تورطهم في قضايا جنائية وفرض عقوبات دولية عليهم إثر الغزو الروسي لأوكرانيا بسبب قربهم من بوتين؛ لافتاً إلى أن العالم بات يرى في إسرائيل ملجأ لهم.
ودلل التحقيق على أن الأوليغارش اليهود الروس حصلوا على جوازات السفر الإسرائيلية بشكل يخالف “قانون العودة” الذي يمنح لليهودي الذي يثبت أنه يقيم في إسرائيل مواطنة إسرائيلية؛ إذ إنه يحصل على جواز السفر بعد عام من حصوله على المواطنة؛ في حين أن هؤلاء الأوليغارش لم يستقروا ولو للحظة في إسرائيل.
واستدرك التحقيق أن الأوليغارش اليهود الروس تمكنوا في 2004 من تمرير قانون خاص في الكنيست عبر مقربيهم من السياسيين الإسرائيليين، يسمح لهم بالحصول على جواز السفر حتى دون أن يكونوا في إسرائيل.
ومنح هذا القانون المؤسسات الإسرائيلية واليهودية التي يتبرع لها الأوليغارش بأن ترسل توصية إلى وزارة الداخلية بمنح المتبرع الجواز السفر الإسرائيلي.
وكشف التحقيق عن أن النائب الليكودي ورئيس الكنيست السابق يولي إدلشتاين منح عندما كان وزيراً في الحكومة توصيات بمنح جوازات سفر لخمسين من الأوليغارش الروس؛ في حين منح وزير العدل الحالي جدعون ساعر 20 توصية مماثلة؛ وقد كانت إحدى توصيات ساعر بمنح جواز سفر لرجل الأعمال فلادمير جوسنسكي، الذي تبرع له خلال حملته الانتخابية ضمن الانتخابات الداخلية في الليكود عندما كان أحد قياداته.